من الاهتمام بالفنان إلى التسلط على “الذوق العام“.. بشار إسماعيل يهاجم نقابة الفنانين السوريين

شكاوى عديدة على لسان فنانين سوريين، وردت خلال السنوات الماضي ضد “نقابة الفنانين السوريين”، حيث يتهم بعض الفنانين النقابة بإهمال شؤونهم وتعقيدها، في وقت لا تكرّس النقابة جهودها للأهداف التي أُنشئت من أجلها وهي رعاية حقوق الفنانين والاهتمام بشؤونهم.

نقابة الفنانين منشغلة منذ سنوات في ملاحقة المغنيين، بعدما فرضت نفسها “حارسا على الذوق” العام، واستخدمت الذوق العام كذريعة لقراراتها المختلفة، التي منعت من خلالها العديد من المغنيين، من تقديم حفلاتهم على الأراضي السورية، الأمر الذي جعلها في مواجهة مع العديد من الفنانين العرب.

آخر من سلط الضوء على إهمال “نقابة الفنانين السوريين” لشؤون أعضائها كان الفنان والممثل السوري بشار إسماعيل، الذي هاجم نقابة الفنانين كمؤسسة مسؤولة عن متابعة شؤون أعضائها، معتبرا أن “النقابة مغيّبة تماما” عن متابعة شؤون الفنانين السوريين واحتياجاتهم.

تصريحات إسماعيل

إسماعيل، قال في تصريحات خلال لقاء له على إذاعة “ميلودي إف إم” المحلية، إن النقابة “لم تكلّف نفسها بالاطمئنان عليه خلال فترة مرضه”، كذلك فإن النقابة لم تقدم أي مساعدة له بشأن عمله الفني، خاصة خلال فترة انقطاعه عن الأعمال الدرامية.

كذلك أضاف، “نقابة الفنانين مغيبة نهائيا، أنا مرضت، بيجي مثلا نقيب الفنانين بيقلي الحمد الله عالسلامة لا، معي انا ما بيحكي ولا قلي الحمد الله عالسلامة، ما بيقلي ليش ما عم تشتغل أو بيحكي مع الشركات الفنية”، وتوقّع أن يكون السبب هو نقده المتواصل للحكومة السورية.

حول ذلك أضاف، “بلكي لأنه أنا محسوب ضد الدولة أو إرهابي، صاير النقد سبب لاتهامك بأنك معادي للدولة والسلطة”، وأضاف أنه لغاية اللحظة لا يتقاضى راتبا تقاعديا من النقابة، وذلك بسبب التعقيدات التي ترافق معاملة راتب التقاعد للفنان.

قد يهمك: أغنية لـ“إليسا” تُحذف من “يوتيوب” بعد طرحها.. مشكلة للفنانة اللبنانية مع شركة إنتاج؟

نشاط “نقابة الفنانين السوريين” تركّز مؤخرا على منع المغنيين من إقامة حفلاتهم في سوريا، وأغلب بياناتها تتعلق بهذه القضايا، إضافة إلى تنظيم التعازي للفنانين الراحلين، فهي تواصل حربها منذ نحو عامين ضد المغنيين العرب، كما أنها عيّنت نفسها حارسا على “الفن الراقي” و”الذوق العام”، وبدأت باستخدام هاتين الجملتين لتبرير هجومها على المغنيين ومنعهم من الغناء على الأراضي السورية.

مزاجية النقابة

نقابة الفنانين استخدمت كوادرها وأبرزهم النقيب، لتنفيذ هجمات لاذعة على مغنيينَ عرب لهم شعبية واسعة في سوريا وباقي الدول العربية، وتتهمهم بمحاولات تخريب “الفن الراقي”، وتقول، إن فنهم هو “فنٌّ هابط”، الأمر الذي يطرح التساؤلات من قبيل “من يحدد هذا الفن هابط أو راق”، هل يحق لنقابة الفنانين أن تكون حارسا على “الذوق العام”.

معظم المغنيينَ الذين عمدت نقابة الفنانين إلى منعهم باستخدام سلطتها، لهم شعبية واسعة في سوريا، وأغانيهم تتردد في الحفلات الشعبية وحفلات الزفاف وفي السيارات والشوارع، وبالطبع فإن هؤلاء يمثلون قسم واسع من “الذوق العام”، فعن أي ذوق عام تتحدث النقابة.

النقابة حتى الآن تعتمد على الكيفية ومزاج النقيب في منع المغنيين من إحياء الحفلات في سوريا، وتارة تتحدث عن ألفاظ نابية يستخدمها بعض المغنيينَ والمغنيات، كما أنها تتهم فنهم بأنه “فنٌّ هابط”، لكن بالمقابل فإن اعتذار المغني كافي لجعل “فنّه راق”، وإزالة قرار منعه من الغناء في سوريا.

نقابة الفنانين كانت قد أعلنت منذ أشهر منع عددٍ من المغنيين العرب من الغناء على أراضيها، بسبب استخدامهم كلمات نابية على مسارح الغناء، وهم جاد الزعبي، وإنجي فرح، ومهند زعيتر، ووديع الشيخ، وفاطمة عثمان الملقبة بـ “ريم السواس”، وليال خوري، ومايا غانم، كذلك تم منع سارة زكريا في وقت سابق لنفس الأسباب.

نقيب الفنانين السوري، محسن غازي، كان قد أعلن سابقا بكل جرأة أنه لن يتهاون في تطبيق مثل هكذا قرارات، وسيتم وقف أي مغنٍّ يستخدم ألفاظا نابية أو طائفية، تحت طائلة المسؤولية الكاملة. وأشار غازي إلى أن هذا القرار يأتي كنتيجة للشكاوى المتكررة التي تلقّتها النقابة بخصوص انتشار ظاهرة استخدام بعض المطربينَ لعبارات مسيئة وألفاظ نابية في أغانيهم.

هذا القرار قسّم الشارع السوري إلى قسمين، الأول يرى أنه يعكس التزام نقابة الفنانين في سوريا بمسؤوليتها الاجتماعية، وتوجّهها للمحافظة على الهوية الثقافية والقيم الأخلاقية للمجتمع. فالفن ليس مجرد تسلية وترفيه، بل يحمل معه رسالة إيجابية يمكن أن يؤثر بها في نفوس الناس ويسهم في بناء مجتمع أفضل.

أما الشريحة الأخرى، فترى أن حماية الذوق العام تصطدم بحرية التعبير، ولهؤلاء الفنانين شريحة واسعة تستمع إليهم في سوريا وخارجها، وهو ما يعيد للذاكرة الحرب التي شنّها نقيب الموسيقيين المصريين، هاني شاكر، على مطربي المهرجانات خلال الأعوام السابقة، وفشل في كبحها.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات