يبدو أن الطريق إلى القدس الذي رسمه حسن نصرالله ومن خلفه إيران، والذي يمر بالقصير والغوطة الشرقية، وحلب، وصولاً إلى دير الزور، ومروراً بأغلب المدن والقرى السورية التي شهدت احتجاجات ضد حكومة دمشق، يبدو أنه لا يصل إلى غزة. هذا الطريق الذي عبره “حزب الله” وبقية الميليشيات الإيرانية كافة، بما فيها الفصائل الفلسطينية الموالية لسوريا، عبروه على جثث السوريين وتدمير ونهب مدنهم وقراهم.

يهتم هذا المقال بالحديث عن الفصائل الفلسطينية ذات الأسماء “الرنانة”، العاملة في سوريا والموالية لنظامها، والتي تأسّست لتحرّر فلسطين وتدافع عن الأقصى والمقدسات، حسب زعمها. وعلى طريق التحرير هذا، نظّمت في 13 أكتوبر/تشرين الأول وقفة تضامنية مع “أهالي” غزة، رفعوا من خلالها الأعلام الفلسطينية والسورية، وأحرقوا علم إسرائيل، وعبّروا من خلال الهتافات عن شجبهم وتنديدهم للإجرام الإسرائيلي في غزة، وعن سخطهم إزاء صمت الأنظمة العربية، وكأن أسيادهم اصطفوا دباباتهم على أبواب قاعدة “ميتسر”.

هذا أقصى ما قامت به هذه الميليشيات لنصرة غزة، ولربما احتفظت بحق الرّد في المكان والزمان المناسبين كما دأبت دمشق، كيف لا، وهي ليست أكثر من موروثٍ للمخابرات السورية زمن الرئيس السابق، حافظ الأسد، تلقفته طهران بعد وضع يدها على القضية الفلسطينية، وباتت الداعم الأكبر لهذه الفصائل بالمال والسلاح.

الفصائل الفلسطينية بعد 2011

انقسم الفلسطينيون في سوريا، كما السوريين، منذ انطلاقة الاحتجاجات عام 2011 إلى ثلاثة أقسام: الأول مؤيد للحراك المدني و مطالبه المحقّة في الحرية والكرامة، وآخر فضّل الوقوف على الحياد وهو ضمناً مؤيدٌ للحكومة، والآخر فضل ممارسة القتل من أجل المال، وكانت لهذه الفصائل المشاركة اليد الطولى في عمليات القتل والتشريد، وكانت تعمل جنباً إلى جنب مع الفصائل والميليشيات الشيعية اللبنانية والإيرانية والعراقية والأفغانية. 

الرئيس السوري بشار الأسد في 19 تشرين الأول / أكتوبر يلتقي في دمشق وفداً من قادة وممثلي الفصائل الفلسطينية، من بينهم خليل الحية عضو المكتب السياسي لحركة حماس وزياد النخالة الأمين العام لحركة الجهاد الاسلامي وطلال ناجي الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والسفير الفلسطيني في سوريا، برفقة عدد آخر – إنترنت

عملت بداية في المخيمات الفلسطينية ثم انتقلت إلى العديد من المناطق السورية، وهي اليوم تقف متفرّجة على ما يجري في غزة، رغم التعداد الكبير لمقاتليها والذي يمكن أن يكون نواة لجيش مسلّح يشكل فارقاً في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ويربك إسرائيل ويهدد وجودها. وهنا لابد من إلقاء نظرة على هذه الميليشيات ومحاولة التّعرف على أهمها، لمعرفة حجمها ونطاق تأثيرها على المعارك في سوريا.

“جيش التحرير الفلسطيني” فرع سوريا، كان من المفترض أن يكون الجناح العسكري لـ “منظمة التحرير الفلسطينية” في سوريا، لكنه أصبح جزءاً من الجيش السوري، ورئيس هيئة أركانه اللواء أكرم محمد السلطي المدرج على القائمة السوداء في الاتحاد الأوروبي، ويُقدّر عديد قواته لعام 2017 بحوالي 60000 مقاتل، بألويته الثلاثة بشكل رئيسي في منطقة جبل الشيخ، ومنطقة قطنا بريف دمشق، وله لواء في السويداء.

وقد ساهم في حملة الجيش السوري على محافظة ريف دمشق بين عامي 2015 و2017، وفي محافظة درعا شارك في معركة الشيخ مسكين الثانية عام 2015-2016.

أما “لواء القدس”، والذي تشكّل على يد المخابرات السورية عام 2013 من قِبل المهندس محمد السعيد وقائده العسكري سامر الرافع، يُعتبر الفلسطينيون المقيمين في مخيم النيرب و مخيم حندرات في حلب أهم عناصره. 

ويُعتبر أكبر قوة موالية غير نظامية لدمشق تعمل في حلب، ويصل عديد قواته إلى 5000 مقاتل معظمهم مقاتلون سابقون مدرّبون في صفوف حركة “فتح الانتفاضة” و”الجبهة الشعبية” القيادة العامة، وتنتشر قواته على جبهات القتال الساخنة شمالي حلب، وشكّلت قوة ضاربة للقوات النظامية على جبهة فرع المخابرات الجوية، وحيّ الزهراء غرب حلب سابقاً.

ثالث هذه الفصائل، هي “الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة”، والتي تُعد تنظيم قومي يساري أسسه أحمد جبريل 1958 بشكل سرّي، وأعلن عنه عسكرياً عام 1965 منشقاً عن “الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين” بقيادة جورج حبش، واتخذ العاصمة دمشق مقراً لقيادته.

وتعتبر “الجبهة” الفصيل الأوثق ارتباطاً بالجيش السوري وذراعه في حفظ الأمن والنظام في المخيمات الفلسطينية، وتوفي جبريل في 7 تموز/يوليو 2021، وانتخب طلال ناجي أميناً عاماً للجبهة بعده.

تمتلك الجبهة أسلحة بينها مدافع من عيار 155 وراجمات صواريخ “غراد”، وصواريخ مضادة للدبابات والأفراد. غير أن التنظيم في الحقيقة جزء لصيق بمشروع المخابرات السورية في الملف الفلسطيني، ومنذ عام 2011 أعلن جبريل انحيازه لدمشق وعملت مكاتبه وعناصره على تقفّي أثر النشطاء في المخيمات الفلسطينية وتزويد أجهزة الأمن السورية بالمعلومات، كما حوّل شققاً سكنية لمراكز اعتقال وتحقيق مشترك مع مخابرات فرع “فلسطين” والمخابرات الجوية، ومراكز تعذيب قضى فيها الكثير من الفلسطينيين.

إلا أن جبهة جبريل لم تكن الوحيدة، فهناك “جبهة النضال الشعبي الفلسطيني”، وهي تنظيم فلسطيني يساري أسّسه صبحي غوشة 1967، ولكن الجبهة شهدت خلافات أدت إلى انقسامها إلى تنظيمين: الأول بقيادة سمير غوشة عضو اللجنة التنفيذية لـ”منظمة التحرير الفسطينية”، والثاني بقيادة أمينه العام خالد عبد المجيد المقيم في دمشق، وحالياً يقود الجبهة الأمين العام أحمد مجدلاني وممثل الجبهة في سوريا قاسم معتوق، الذي شارك الجيش السوري في حصار الغوطة الشرقية ومعركة مخيم اليرموك 2015 وهجوم جنوب دمشق.

من الأسد إلى طهران

الفصائل الفلسطينية في سوريا تنقّلت في تبعيتها من دمشق إلى طهران، وأبرز هذه الفصائل “نسور الزوبعة”، وهي الجناح العسكري المسلح لـ “الحزب السوري القومي الاجتماعي”، وتضم في صفوفها سوريين ولبنانيين وفلسطينيين، وقد قامت بعمليات مشتركة مع القوات النظامية وميليشيا “الدفاع الوطني” في أغلب المدن السورية. 

فضيحة دولية إيران تخنق الفصائل الفلسطينية في سوريا وتحرمهم من نصرة غزة؟ (5)
أسماء وشعارات بعض الفصائل الفلسطينية التي تعمل في سوريا – إنترنت

وشمل دور هذه القوات أعمال قتالية عدة، فقد احتوت على سرايا اقتحام وسرايا متشكلة من سكان المناطق المتحزّبين، ومعسكرات تدريبها في محافظة اللاذقية، وتركزت منطقة عملياتها غرب سوريا والبادية الشرقية، والمنطقة الوسطى والشمالية والمنطقة الجنوبية والعاصمة دمشق، ويبلغ تعداد قواتها حوالي 8000 مقاتل.

وتاليا التحقت بها “قوات الصاعقة”، فرع “البعث” الفلسطيني والمسماة “طلائع حرب التحرير الشعبية”، حيث تأسست عام 1966 كفصيل فدائي مسلح تابع للتنظيم الفلسطيني لحزب “البعث” في سوريا، ومقرّها دمشق. ويتزعمها حالياً فرحان أبو الهيجا.

أيضا عملت قيادة “الحرس الثوري” الإيراني، على استقطاب “قوات الجليل”، الجناح العسكري لـ “حركة شباب العودة الفلسطينية” الذي تأسس في 15 مايو/أيار 2011 ويقوده فادي ملاح ونائبه أبو علي بدران من مهجّري مخيم خان دنون بريف دمشق. 

وقد تأسس خصيصاً للانخراط بالحرب السورية، أي ليس له تاريخ سابق في العمل السياسي أو العسكري، وشاركت هذه القوات في عدة معارك مع الجيش السوري وأبرزها معركة تلة موسى والتلاجة في القلمون، واقتحام تلّتي البلوكويات والخاشعة، وفي معارك اللاذقية، ووصلت إلى دير الزور والرقة، وافتتحت مقراً عسكرياً لها في حي القصور بدير الزور عام 2015 بجانب مقرات “حزب الله” اللبناني، بقيادة العقيد أبو علي بدران.

أيضا ركّزت طهران في تمويلها على حركة “تحرير فلسطين حرة”، والتي تأسست في 4 تموز/يوليو 2008 برئاسة رجل الأعمال ياسر شلق، المولود في دمشق. وهي حركة جديدة في العمل السياسي والعسكري، وشكلت ميليشياتها الخاصة وقائدها العسكري سائد عبد العال، وشاركت في حصار مخيم اليرموك وهجوم جنوب دمشق 2018، وحصار الغوطة الشرقية، وفي معركة دير الزور 2017.

أما ميليشيات “فتح الانتفاضة- حركة التحرير الوطني الفلسطيني”، وهي تنظيم فلسطيني تأسس عام 1983 بقيادة نائب قوات العاصفة أبو صالح والعقيدَين أبو موسى وأبو خالد العملة، وأبو فاخر عدلي الخطيب، أتت إثر انشقاقهم عن حركة “فتح” بتأييد ودعم من دمشق. 

وبعد وفاة أبي موسى تم انتخاب أبو حازم أميناً للسر، وعديد قواتها حوالي 3500 مقاتل وشاركت في القتال إلى جانب القوات النظامية، وكان لها دوراً مهماً في استعادة مخيم الحسينية القريب من مطار دمشق الدولي، وتسيطر حالياً على مخيمي جرمانا والحسينية بريف دمشق، وتتولى قيادة “قوات الدفاع الوطني” هناك.

أما آخر هذه الفصائل، فهي ميليشيا “الحزب الفلسطيني الديمقراطي”، والذي يتزعم هذا التنظيم مازن شقير، وهو تنظيم سياسي وجناحه العسكري يسمى “سرايا العودة والتحرير”، ويذكر أنه نعى العديد من العناصر الذين قتلوا في اشتباكات مخيم اليرموك 2015، وفي منطقة السيدة زينب ومنهم محمد عبد الوهاب الزيبق وطه أحمد شوقي.

جميع هذه الفصائل نشأت وتأسست على ادعاء تحرير فلسطين، كما ادعاء إيران وميليشياتها للمقاومة وتحرير القدس، ولكنها تأسست في الواقع على يد المخابرات السورية زمن الأسد الأب، ومنها ما هو حديث العهد، وتحديداً بعد عام 2011، وتم تشكيله كمليشيا على يد إيران، وهي لا تتحرك صوب غزة اليوم، رغم أن طرق التهريب إلى إسرائيل مفتوحة، متذرعة بأنها لا تريد إقحام الأسد بقتال مع إسرائيل، وواقع الحال أنها لا تملك قرارها، ولا يمكن لها أن تؤدي سوى الخدمة الموكّلة إليها من قبل الجهة التي أسّستها وتسلّحها وتموّلها.

مستقبل الفصائل الفلسطينية في سوريا

ما انفكت الفصائل الفلسطينية الموالية لدمشق تصف نفسها كمقاومة علمانية، وهي مرتبطة بالممانعة السورية وحزب “البعث”، في انسجام منها مع خطابها القومي العربي، و”المعادي للصهيونية”، وقد وجدت المبرر الكافي لها بعد بروز الإسلاميين، والميليشيات السلفية الجهادية التي تقاتل الجيش السوري وحلفائه، فحجمت الأزمة السورية، على أنها صراع بين العلمانية والتطرف، كما يحلو لدمشق توصيفها، رغم أن هذا الزعم لا يتماشى مع تحالفها مع طهران ونظامها المهدوي، ولا مع تحالفات الحكومة السورية وسياستها تجاه القضية الفلسطينية.

فضيحة دولية إيران تخنق الفصائل الفلسطينية في سوريا وتحرمهم من نصرة غزة؟ (1)
المبعوث الروسي، فيتالي نعومكين، يلتقي قادة الفصائل الفلسطينية في دمشق – إنترنت

يجعل ارتباط هذه الفصائل بدمشق وإيران؛ مستقبلها مرهونٌ بمستقبل سوريا نفسها، وبقرارات طهران التي تحددها التطورات السياسية والعسكرية في المنطقة، وجاء القصف بقذائف الهاون –مجهول الهوية- الذي انطلق من الأراضي السورية نحو مرتفعات الجولان ليطرح السؤال حول إمكانية توسيع الحرب لتشمل الجبهة السورية، رغم التطمينات الإيرانية عبر وزير خارجيتها، وعبر خطاب حسن نصرالله الأخير.

يرى الكاتب والباحث السوري، عبد الله أمين الحلاق، في حديث مع “الحل نت”، أن “الفصائل الفلسطينية في سوريا ليست بتلك الأهمية بالنسبة لإيران، رغم كون تلك الفصائل ذراعاً من أذرعها في المنطقة، فهي ليست حزب الله الشيعي المرتبط عقائدياً وإيديولوجياً بمشروع الولي الفقيه مثلاً، وهي ليست حتى بأهمية حماس لها”. 

ويضيف، أن “مستقبل هذه الفصائل مرتبط بشكل التسوية في سوريا والمنطقة في المستقبل، والتي ستكون إيران طرفاً فيها بطبيعة الحال”.

هل تغامر إيران؟

قد يدفع الجنون الإسرائيلي المنطقة إلى حرب شاملة، على عكس الرغبات الأميركية، وذلك في حال نجاح إسرائيل في غزة. ومن الواضح أن إيران تجهّز نفسها لهكذا خيار وقامت ببسط سيطرتها على الجبهة الجنوبية في سوريا، حيث أن أعداداً من مقاتلي ميليشيا “الحشد الشعبي” وميليشيات محلية تتبع “الحرس الثوري” الإيراني جرى نقلهم من محافظة دير الزور إلى الجبهة الجنوبية، وتم اعتقال وتحييد بعض ضباط الجيش السوري والمقربين من روسيا في تلك المنطقة.

محتجون يحملون الأعلام الفلسطينية – إنترنت

ومما لا شك فيه أنه في حال توسعت الحرب، سيكون للفصائل الفلسطينية دوراً مهماً على الجبهة السورية، وستدفع بها إيران إلى الخطوط الأولى في مواجهة الجيش الإسرائيلي كما دأبت دمشق بزج مليشياتها إلى الواجهة كي تخفّف قدر الإمكان من خسائر جيشها النظامي.

السيطرة الإيرانية في اليمن والعراق وسوريا ولبنان ومحاولة توسّعها إلى دول أخرى، هو الهدف الأكثر وضوحاً وليس ضرب إسرائيل، وما يثير التساؤل في هذه الفترة الحرجة هو حشد ميليشيات عراقية تابعة لإيران على الحدود العراقية الأردنية، تحت دعوات مناصرة غزة، والتّخوف الأردني من هذه الحشود التي لا مبرّر لها مشروع، لأن بإمكان مناصري هذه الميليشيات التوجه نحو الحدود الفلسطينية مباشرة عبر سوريا أو لبنان المفتوحة لهم، ويخشى الأردن تغلغل هذه الميليشيات إلى الأراضي الأردنية وإثارة الفتن بين الأردنيين والفلسطينيين في الأردن.

لكن هل تغامر إيران وهي تعلم أن الثمن هو دمشق؛ وخصوصاً بعد التحذير الإسرائيلي لـ “حزب الله” عبر فرنسا، بضرب الرئيس السوري، بشار الأسد، أو الرسائل الإماراتية التي حذرت دمشق من التدخل بالحرب والسماح بشن هجمات من الأراضي السورية على إسرائيل.

هنا يرى المحامي أيمن أبو هاشم، منسّق تجمع مصير الفلسطيني السوري، أن “عدم تدخل إيران وأدواتها سيكون مقابل ثمن بالساحة السورية، هو تفاهم مع واشنطن على عدم التصعيد ضد الوجود الإيراني في سوريا، وإضفاء شرعية على ذلك الوجود واقتصار الطلب من طهران إعادة التموضع مراعاة للمخاوف الإسرائيلية، وهذا سيكون له أضرار على القضية السورية بهذا المعنى، وهذا السيناريو الأكثر ترجيحاً حسب المؤشرات الحالية”.

هنا يمكن القول بأنه، ربما سلّمت إيران رأس “حماس”، مقابل الحفاظ على دمشق، إذ من السّهل على إيران التخلي عن حلفائها مقابل مصالحها الكبرى، وهو ما كان يتوجب على الفصائل الفلسطينية إدراكه، بأن مصيرها لن يكون بأفضل من “حماس” عندما ينتهي دورها أو أن تقول المصلحة الإيرانية بالتخلي عنها، وهو درس لمن قد يُعتبر.

لقد خسرت تلك الفصائل كثيرين من مقاتليها في حربها إلى جانب الجيش السوري، وكان الأولى بها دفعهم إلى فلسطين للقتال هناك، بدلاً من وصمة العار التي لحقت بها وبهم.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات