أزمة جديدة تفتعلها روسيا، وهذه المرة مع جارتها فنلندا، والهدف كما تقول هلسنكي “الانتقام منها” من قبل موسكو عبر ورقة المهاجرين غير النظاميين، وكأن بيت الكرملين لا يكفيه كل الأزمات الضالع بها حول العالم.

تدفق غير اعتيادي للمهاجرين من مختلف الجنسيات للدخول إلى فنلندا عبر روسيا برا، وبمساعدة روسية “مكشوفة”، فما الهدف من كل ذلك، ولماذا تقوم موسكو بمعاداة هلسنكي؟

غلق المعابر

قبل الحديث عن ذلك، لا بد من التطرق إلى الإجراءات الفنلندية إزاء ما يجري من تدفق غير طبيعي على حدودها، وهنا فإن آخر إجراء اتخذته فنلندا، تمثل بغلق آخر معبر حدودي بري بينها وبين روسيا.

في منتصف تشرين الثاني/نوفمبر الجاري، أغلقت فنلندا نصف معابرها الثمانية مع روسيا، قبل أن تحصر في الأسبوع الماضي معابرها الحدودية مع روسيا بمركز رايا-يوسيبي في شمال البلاد، لتقرر أخيرا غلقه لمدة أسبوعين تقريبا، وذلك حتى تاريخ 13 كانون الأول/ديسمبر المقبل.

علما أنه منذ مطلع هذا الشهر، وصل زهاء ألف طالب لجوء لا يحملون الوثائق المناسبة، وخصوصا من الصومال والعراق وسوريا واليمن وكينيا والمغرب وباكستان، إلى الحدود الشرقية التي تفصل بين روسيا وفنلندا على امتداد 1340 كم، وهو عدد كبير مقارنة بما كان عليه الأمر سابقا، إذ كان عدد من يعبرون الحدود الروسية إلى فنلندا لا يتجاوز لاجئا واحدا في اليوم، بحسب السلطات الفنلندية.

اتهام فنلندي رسمي

بحسب رئيس الوزراء الفنلندي بيتيري أوربو، فإن موسكو هي من تقف وراء تدفق المهاجرين صوب بلاده، متهما موسكو بالانتقام من هلسنكي على خطوة انضمامها إلى تحالف شمال الأطلسي “الناتو”.

أوربو قال، إن “الظاهرة التي لوحظت في الأسابيع الأخيرة على الحدود يجب أن تتوقف. تدفق المهاجرين نشاط منظم، وليس حالة طارئة حقيقية (…) السهولة التي وصل بها المهاجرون إلى معبر رايا-يوسيبي الحدودي النائي دليل على ذلك. الأمر لا يتعلق فقط بعدد الوافدين، بل بالظاهرة نفسها”.

أوربو ذكر أيضا في مؤتمر صحفي، أن لدى هلسنكي معلومات استخبارية تؤكد مساعدة السلطات الروسية لطالبي اللجوء بالتوجه نحو فنلندا، مردفا أنه بالرغم من إغلاق الحدود الفنلندية، فإن تدفق اللاجئين القادمين من روسيا إلى بلاده يزداد.

الرد الروسي

من جهتها، لفتت وزيرة الداخلية الفنلندية ماري رانتانن، إلى أن “فنلندا هدف لعملية هجينة روسية. إنها مسألة أمن قومي”، فيما قالت وزيرة الخارجية الفنلندية إيلينا فالتونين في مقابلة مع”DW”، إن روسيا لم تعد تقوم بحراسة الحدود المشتركة كما ينبغي بموجب الاتفاقيات الثنائية وهو ما يعرض الأمن القومي والنظام العام في فنلندا للخطر.

قبالة ذلك، قال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، إن “المعابر الحدودية يستخدمها الأشخاص الذين لديهم الحق القانوني في القيام بذلك (…) يلتزم  حرس الحدود الروسي  بشكل كامل بجميع التعليمات الرسمية في هذا الصدد”، فيما اعتبرت الخارجية الروسية، قيام فنلندا بإغلاق جميع نقاط التفتيش الحدودية بالخطوة “الهدامة”.

ما يجدر بالذكر، أن علاقة فنلندا توترت مع موسكو في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا الذي حدث في 24 شباط/فبراير 2022، ما دفع هلسنكي إلى الانضمام في نيسان/أبريل المنصرم إلى حلف شمال الأطلسي الذي تقوده واشنطن، في وقت تعهدت روسيا بالرد على هذا الانضمام، معتبرة خطوة هلسنكي مساسا بأمنها.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات