غضب كبير تشهده مواقع التواصل الاجتماعي في دول الخليج عموما، وفي السعودية بشكل خاص، والسبب هو فيلم “حياة الماعز”، ولكن ما السبب الذي يجعل من فيلم هندي يغضب فئة كبيرة من السعوديين؟
“حياة الماعز”، المعروض مؤخرا على منصة “نتفليكس”، يروي قصة “نجيب”، انتقل في بداية التسعينيات إلى السعودية بحثا عن فرصة عمل، لتتشابك الأحداث بعد أن وقع تحت رحمة رجل زعم أنه كفيله ثم اقتاده إلى الصحراء ليرعى الأغنام في ظروف قاسية، ويعيش الجحيم على مدى 3 سنوات، لا يستطيع فيها الفرار.
قصة حقيقية، فلماذا الغضب؟
يستند الفيلم في أحداثه، إلى رواية حقيقية لمواطن هندي يدعى بنيامين، ويعكس مآسي نظام الكفيل في السعودية، منذ بدايته في السبعينات قبل أن يخضع للكثير من التعديلات القانونية.
إذ باع بنيامين، وهو “نجيب” منزله ليحصل على تأشيرة عمل في إحدى الشركات داخل السعودية، ليصطدم بكابوس بشري اسمه “نظام الكفيل” بما يحمله من قسوة وظلم وقمع واستعباد للعامل الوافد أيا كانت جنسيته أو دينه دون رحمة أو إنسانية أو احترام لقانون أو نظام، كما يقول موقع “عربي 21”.
يقوم الكفيل باصطحاب “نجيب” في سيارة متهالكة برحلة نحو الصحراء القاحلة، يسبه كلما تكلم، ويضربه كلما اعترض، وخلال 3 أعوام، تحول فيها إلى شخص آخر، فقد وزنه، طالت لحيته، تحول لونه إلى اللون الأسود، تعرض إلى أبشع أنواع العذاب، فلا ماء ولا طعام إلا بإذن الكفيل، لم ير إلا الماعز فبات يعيش (حياة الماعز)، يأكل أكلهم، حتى فقد القدرة على الكلام.
وفي الجدل الدائر بمواقع التواصل الاحتماعي في السعودية، رأى المنتقدون، أن الفيلم “تقصد الإساءة للسعودية وأنه سقط في فخ التعميم والتحيز”، معترضين على طريقة طرح فكرة نظام الكفالة في المملكة الذي بدأ في السبعينيات، قائلين إن هدفها الإساءة.
وعلى ما يبدو أن صناع فيلم “حياة الماعز” كانوا على علم بأن هذا العمل من الممكن أن يسبب مشاكل مع الجهات السعودية، لذلك وضع المخرج في مقدمة الفيلم ملاحظة تقول: “الفيلم لا يقصد الإساءة لأي بلد أو شعب”.
“حياة الماعز” الأكثر مشاهدة
في السياق، رأى بعض المدونين، أن الفيلم عمل إبداعي يندرج تحت عنوان حرية الإبداع، وأنه نجح في تسليط الضوء على مشكلات حقيقية تستدعي الإصلاح في المملكة العربية السعودية.
وعُرض الفيلم لأول مرة في 29 آذار/ مارس الماضي بدور السينما، وحقق قرابة البليون روبية (12 مليون دولار أميركي) في أرجاء الهند، رغم أنه لم يُعرض باللغة الهندية الرسمية، فالبطل يتحدّث لغة المالايالامية، لغة سكان ولاية كيرلا.
وجذب “حياة الماعز” (The GOAT Life) الذي استغرق تصويره 5 سنوات في عدة بلدان بينها الهند والأردن، الانتباه له بشكل أكبر بعد طرحه على منصة “نتفليكس” في 19 تموز/ يوليو الماضي، وتصدر قائمة الأعلى مشاهدة في المنصة.
وحصد الفيلم الذي مشارك فيه الفنان العماني طالب محمد، 5 جوائز في “مهرجان كرييتف كريتكس” السينمائي في جنوب الهند، حيث نال الفيلم جائزة أفضل فيلم وجائزة أفضل ممثل دور أول، وجائزة أفضل موسيقى وجائزة أفضل هندسة صوت، وجائزة أفضل مخرج.
هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.