لم يكن قطاع الأدوية بعيدا عن التضخم وارتفاع الأسعار في سوريا، حيث أصبح الحصول على الحق في العلاج أحد الأعباء التي تشغل تفكير السوريين، الأمر الذي دفع بهم إلى البحث عن بدائل، ربما تكون ليست آمنة على الصحة، ناهيك عن التلاعب بالأسعار وتفاوتها بين صيدلية وأخرى، خاصة الأصناف التي تشهد طلبا كبيرا.
عدة ارتفاعات لحقت بأسعار الأدوية خلال الفترة الماضية، إلى أن وصلت لمستويات قياسية، لتصبح فقط لـ ميسوري الحال، بينما أصحاب الدخل المحدود أصبح الذهاب إلى الصيدلية لشراء الأدوية يُعتبر رفاهية زائدة.
الطب البديل
في ظل هذه الظروف الاقتصادية، التي لم تشهدها البلاد من قبل، أصبح الطب البديل طريقة متّبعة عند بعض السوريين لمواجهة غلاء الأدوية والمتممات الغذائية، بحسب نقيب صيادلة دمشق حسن ديراون، سيما وأن كتلة الدواء باتت مرهقة.
بالنسبة لكبار السن، الذين لديهم أدوية أمراض مزمنة مثل القلب والضغط والسكري، أوضح ديراون أن سعر الدواء الواحد ما بين 7 – 40 ألف ليرة سورية، وأحيانا المريض بحاجة إلى 5 أدوية، تصل تكلفتها شهرياً لحوالي 200- 300 ألف ليرة، بينما وصل سعر ظرف “السيتامول” الوطني، إلى أكثر من 4000 ليرة، و”الأسبرين” الوطني عيار 81، إلى 9000 ليرة سورية، ناهيك عن أسعار الأدوية الأجنبية.
في بعض الأحيان مرض شائع أو بسيط لـ طفل يكلّف دواؤه بحدود 100 ألف ليرة، وذلك عدا عن أدوية مضادات الالتهاب والكريب الموسمي، وفق حديث ديروان لموقع “كيو بزنس” المحلي.
وقال نقيب الصيادلة إنه “بسبب قلة الحيلة، بات بعض مرضى الأمراض المزمنة يأخذ دواءه يوم أي يوم لا، لكي تكفيه العلبة لشهر كامل، وهي آلية خاطئة قد تولّد مشكلة قلبية أو وعائية أو ارتفاع سكر الدم بشكل مفاجئ، إضافةً لاتجاه البعض إلى الطب البديل مثل الأعشاب وغيرها لمعالجة الأمراض الموسمية.”
تلاعب بالأسعار
في ريف دمشق، اشتكى عدد من المرضى من عدم التزام بعض الصيدليات بأسعار الأدوية، خاصة الأصناف التي تشهد طلباً كبيراً وتعتبر نادرة أو متوفرة بكميات قليلة، مؤكدين وجود تفاوت في الأسعار بين صيدلية وأخرى، في ظل غياب الرقابة من الجهات الحكومية، بحسب موقع “غلوبال” المحلي.
في حين أكد نقيب الصيادلة بمحافظة ريف دمشق الدكتور ألبير فرح، أن النقابة جاهزة لاستقبال أي شكوى من المواطنين فيما يتعلق بعدم التزام الصيادلة بتسعيرة الدواء، مضيفا أنه لا يتم إهمال أي شكوى ترد النقابة بهذا الخصوص وتتم معالجتها على الفور.
فرح، أشار إلى أن أعداد الصيدليات المتواجدة بمحافظة ريف دمشق تصل إلى 2700 صيدلية، تنتشر على مساحة المحافظة، معتبرا أن عددها جيد ولا يوجد أي نقص بالصيدليات بالمحافظة وتقدم خدماتها بشكل جيد.
تراجع المبيعات
نتيجة لارتفاع الأسعار، تراجعت مبيعات الأدوية في عموم الصيدليات في سوريا، بحسب شكاوى العديد من الصيادلة، إذ يعود السبب الرئيسي إلى الارتفاع الأخير في أسعار الأدوية بنحو 70 بالمئة، وفق ما نقله موقع “داما بوست” المحلي.
وأوضحت الصيدلانية لمى فهد، أن هذا الارتفاع أدى إلى انخفاض المبيعات، حيث أصبح المرضى يقتصرون على شراء جزء من الوصفة الطبية أو يلجؤون إلى شراء الدواء بالدَّين نظرا لظروفهم المالية الصعبة.
بينما أكدت الصيدلانية سارة الدرف، أن ارتفاع الأسعار جعل الأدوية غير متناسبة مع دخل المواطنين، مما قلّص قدرتهم الشرائية. وأضافت أن موقع الصيدلية يلعب دورا هاما في حركة المبيعات، حيث تزدهر المبيعات إذا كانت الصيدلية قريبة من عيادات الأطباء أو مناطق سكنية كبيرة.
نقيب صيادلة دمشق، حسن ديراون، أشار إلى انخفاض مبيعات الصيادلة مؤخرا بنسب تتراوح بين 25 – 30 بالمئة، بعدما رفعت وزارة الصحة أسعار الأدوية، إذ قال إن الرفع كان مرهقا لأصحاب المهنة.
ولفت ديروان إلى أن المتممات الغذائية أو الإكسسوارات أو مستحضرات التجميل، كانت في السابق ترفد الأدوية النوعية، لكن حاليا الأغلب استغنى عنها، بسبب ضعف القدرة الشرائية وغلاء أسعار الأدوية بشكل عام.
في النهاية، يبقى غياب الرقابة على الأسواق هو السبب وراء حصول الخلل، ناهيك عن الانفصام الذي تعيشه الحكومة السورية، عندما تلجأ إلى رفع أسعار الأدوية أو أي سلع أساسية أخرى من دون موازنة ذلك مع مستوى الدخل، إذ يبلغ الحد الأدنى للأجور في سوريا نحو 280 ألف ليرة، وهو بالكاد يكفي الموظف للذهاب إلى عمله.
- الشمال السوري: تطورات متسارعة بـ رهن المصالح التركية
- أحمد عزمي يصرخ مُستغيثاً بالفنانين.. ما القصة؟
- الانسحاب الأميركي يفتح أبواب الجحيم لعودة خطر “داعش” إقليميا!
- بلغاريا تنفي علاقتها بتفجيرات لبنان ومورد “البيجر” مختفٍ بالنرويج
- باسم ياخور وأمل عرفة وعبد المنعم عمايري أبطال “السبع – ابن الجبل”.. وهذه قصته
هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.