بعد زيارة سوريا، انتقدت سيدة سورية مغتربة المجتمع السوري في ظل التفاوت الطبقي الذي أصبح موجودا بعد أكثر من عقد من الأوضاع الاقتصادية التي تعصف بالسوريين، و أنهكتهم، متسائلة عما حدث في البلاد.

وتبرّأت السيدة من المجتمع السوري المسرف، معتبرة أنه “مجتمع عصفورية” بكل ما للكلمة من معنى، إذ قالت إن “سوريا التي نعرفها انتهت الى غير رجعة … أتيت إلى وطني وفي قلبي طاقات من الشوق والحنين والحب لكل أهل بلدي .. ولكنني صدمت لما شاهدت… ماذا يجري بها .. ماذا حلّ بأهلها؟!”.

أصبحت شريحتين

في منشور عبر مواقع التواصل الاجتماعي، عبّرت السيدة عن صدمتها من هول ما شاهدته من تردي أوضاع قسم من السوريين، في حين يعيش قسم آخر في عالم مختلف، إذ قالت إنها وجدت أن سوريا أصبحت بلدا ليست كما عهدتها.

بداية الطريق الدولي عمان - دمشق بعد الخروج من معبر نصيب الحدودي - انترنت
بداية الطريق الدولي عمان – دمشق بعد الخروج من معبر نصيب الحدودي – انترنت

وأضافت أنها أصبحت منشطرة قسمين وشريحتين، “شريحة تعيش مائة نجمة وشريحة تعيش مثل ما قال الله عنهم (مسكيناً ذا متربة) أي: فقيراً مدقعاً لاصقاً بالتراب وهو أسوأ حالاً من الفقير وتحت خط الفقر بآلاف الأميال … نحن في سوريا لم نعهد من قبل مثل هذا الحال…لم يحدث في تاريخ سورية مثل هذا الوضع المزري الذي وصل فيه ابن البلد إلى أن يأكل من حاويات القمامة.”

السيدة أشارت إلى أنها حضرت أعراسا رأت فيها “العجب العجاب” من الإسراف والبذخ، من ديكورات وورود وزينة مكلفة، لتصبح بعد ساعات في سلال المهملات ومخلفات القمامة، في حين أن “الطعام، فحدث بلا حرج طاولات كل طاولة مخصصة لصنف من الطعام أصناف غربية وآسيوية وعربية كميات تطعم جيش بحاله… بعد العرس يصبح الطعام في الحاويات .. لأن قانون الفنادق يمنع الاستفادة من الطعام “.

ونوّهت إلى إقامة الحفلات في الفيلات بحضور مطربين وتحضيرات وديكورات، واصفة ذلك بـ المبالغات، إذ يتنافسون “مين حفلته أحلى وأجخ” معتبرة أن المجتمع منهار تماما.

“الناس تتمنى الموت “

 لم تذكر السيدة في أي محافظة كانت تعيش ومدة زيارتها إلى سوريا، إذ تحدثت فقط عن الأوضاع المعيشية للناس هناك من دون تحديد، وكيف لاحظت الفروقات بين طبقتين في مجتمع واحد، ربما لا يعرف أحدهم أن الآخر موجود في نفس المكان.

سوق الحميدية في العاصمة دمشق - انترنت
سوق الحميدية في العاصمة دمشق – انترنت

المنشور كان يعبّر عن مشاهدات السيدة وما كان يتردد من الناس، إذ قالت إن الناس كلها تتمنى الموت والتخلص من الحياة، و”هذا أسمعه بإذني من الناس المعترة وكأن الفقير والغني كفتين لميزان واحد.. كفة فقر وكفة غنى .. كل ما ازداد الفقر ترتفع كفة ميزان الغنى بالتوازي… ما هذه المعادلة التي لا أفهم منها شيئاً ولكنها حقيقة نلمسها كل يوم في سوريا.”

وأشارت إلى أن سلوكها مختلف وهي لا تنتقد بالكلام والنشر، إذ إنها زوّجت أولادها من دون أعراس كبيرة وإسراف، رغم أنه كان باستطاعتها إقامة حفلات تتحدث عنها الشام بأكملها، حسب تعبيرها.

المنشور ختمته السيدة بقولها: “والله العظيم كل ما كنت على مائدة وفيها أصناف طعام كثيرة أشعر وكأنني ارتكبت جرم … اقارن نفسي مع الجوعى أحزن وأغص بالطعام . لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم… ولكن يا حسرة أصبحت الشياطين تسرح وتمرح والبلد مستباحة لهم.”

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
أقدم
الأحدث الأكثر تقييم
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات