تتواصل منذ صباح اليوم الاثنين الغارات الإسرائيلية المكثفة على لبنان، حيث نفذت نحو 1100 غارة إسرائيلية منذ الصباح وحتى المساء، على نحو 300 بلدة في الجنوب والبقاع شرقي لبنان، خلفت 356 قتيلا وأكثر من 1240 مصابا، وفق الصحة اللبنانية. وبالتالي تعتبر هذه الهجمات هي الأعنف على الجبهة اللبنانية.

وبينما أفادت تقارير عن استهداف إسرائيل لقيادي بارز في “حزب الله”، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه نفذ ضربة محددة الأهداف في الضاحية الجنوبية ببيروت، لكنه لم يتطرّق إلى تفاصيل عن تلك الأهداف، حسبما أفادت وكالة “رويترز” للأنباء.

الرجل الثالث بـ”حزب الله”

وفيما أفاد مصدر مقرب من الحزب لـ”وكالة الصحافة الفرنسية” بأن قائد الجبهة الجنوبية في “حزب الله”، علي كركي هو المستهدف من الضربة الإسرائيلية على بيروت، الذي يعد الرجل الثالث عسكريا في بعد القياديين فؤاد شكر وإبراهيم عقيل اللذين قُتلا بضربات مماثلة، صرح “حزب الله” أن القيادي علي كركي بخير وانتقل إلى مكان آمن.

وقال مصدر أمني لبناني، إن الضربة الإسرائيلية، التي نفذت مساء الاثنين، على الضاحية الجنوبية لبيروت استهدفت القيادي الكبير في جماعة “حزب الله” اللبنانية، علي كركي، قائد الجبهة الجنوبية، مضيفا أن مصير كركي غير معروف.

في العموم، إذا ما قُتل علي الكركي بالفعل في بيروت اليوم، فإن إسرائيل تكون قد شلت القيادة العسكرية لـ”حزب الله” بهذه الحالة، ولم يبق على قيد الحياة من القيادات الكبرى في الحزب سوى حسن نصر الله وأبو علي رضا، وفق ما يشير إليه الخبراء.

وتعيد الضربة الجديدة إلى الأذهان ما نشره الجيش الإسرائيلي قبل يومين عن أبرز قيادات “حزب الله” العسكرية التي سقطت منذ بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في تشرين الأول/أكتوبر الماضي، واحتدام التصعيد مع لبنان، وفق تقارير صحفية.

ويقول المنشور الإسرائيلي إنه تم تفكيك التسلسل القيادي العسكري لـ”حزب الله” بشكل شبه كامل بعد القضاء على عشرات من القادة البارزين، بمن فيهم إبراهيم عقيل.

ومن بين القيادات أيضا، فؤاد شكر القائد العسكري الأول لـ”حزب الله” وأحد مؤسسي الحزب، والذي قضى في غارة جوية نفذت بالمسيّرات نهاية تموز/يوليو الماضي بالضاحية الجنوبية.

كما اغتالت إسرائيل الجمعة الماضي، إبراهيم عقل المؤسس والقائد الحالي لـ”قوة الرضوان” وهي من قوات “النخبة” في الحزب اللبناني، ومعه أحمد وهبي الذي تولى قيادة “الرضوان” حتى مطلع العام الجاري.

وإلى جانب عقيل ووهبي وشكر، خسر “حزب الله” منذ بدء التصعيد اثنين من قادة مناطقه العسكرية الثلاث في جنوب لبنان، هما محمد نعمة ناصر الذي قتل بغارة اسرائيلية استهدفت سيارته في منطقة صور في 3 تموز/يوليو، وطالب سامي عبد الله قائد “وحدة نصر” الذي اشتهر بلقب “الحاج أبو طالب” بضربة على منزل كان بداخله في بلدة جويا في 11 حزيران/يونيو، وفق تقارير صحفية.

وخسرت كذلك “وحدة الرضوان” عددا من قيادييها الميدانيين، أبرزهم وسام الطويل الذي قتل مطلع العام باستهداف سيارته في جنوب لبنان. هذا فضلا عن مقتل قائد “وحدة عزيز” محمد نعمة ناصر المعروف بـ”الحاج أبو نعمة”، في غارة على سيارة في بلدة الحوش جنوبي لبنان في تموز/يوليو الماضي.

كذلك، مقتل القيادي علي حسين برجي قائد منطقة جنوب لبنان وقائد وحدة الطائرات المسيّرة في “حزب الله” بعد استهدافه بمنطقة خربة سلم جنوب لبنان في الشهر نفسه.

نصرا لله بقي وحيدا 

في السياق، أكد وزير الدفاع الإسرائيل يوآف غالانت أن إسرائيل تقوم بهدم ما تم بناؤه في “حزب الله” منذ 20 عاما، مضيفا أن حسن نصر الله “بقي وحيدا” وتم قتل وحدات كاملة من “قوة الرضوان”، مشيرا إلى أن الأخيرة تلقت الضربة القاضية بمقتل القيادي البارز إبراهيم عقيل.

وأردف غالانت أن إسرائيل دمرت عشرات الآلاف من الصواريخ والصواريخ الدقيقة لـ”حزب الله”، مبينا أن هذا الأسبوع هو الأصعب على “حزب الله” منذ تأسيسه والنتائج تتحدث عن نفسها، مشيرا إلى أن الجيش الإسرائيلي نفذ ضربة لسلسلة القيادة والسيطرة بـ”حزب الله”.

بدوره، قال رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هليفي إن إسرائيل بدأت صباح اليوم عملية هجومية استباقية ضد “حزب الله”، لافتا إلى ضرب أهداف لـ”حزب الله” والاستعداد للمراحل التالية.

نتنياهو يهدد نصر الله

في الأثناء، أطلق رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، تهديداته لزعيم “حزب الله” حسن نصر الله، مشددا على أن الجميع في مرمى النيران.

وأضاف نتنياهو في كلمة، اليوم الاثنين، أن “حزب الله يضع الصواريخ في المنازل ويستهدفنا بها”، مشيرة إلى أنه “لا بد من الرد على حزب الله حتى ندافع عن أنفسنا، وأن على الشعب اللبناني أخذ إنذاراتنا على محمل الجد والخروج من البيوت”.

اللافت أن “حزب الله” تعرض الأسبوع الماضي لضربات موجعة وخسائر فادحة، بعد تفجير الآلاف من أجهزة الاتصالات اللاسلكية “البيجر” بيد عناصره.

كذلك اعتبر نتنياهو أن حرب إسرائيل ليست مع الشعب اللبناني بل مع “حزب الله”، مؤكدا أن بلاده ستواصل قصفها هذا، مشيرا في كلمته، اليوم الاثنين، “بعد تقييم الوضع في مقر للجيش داخل تل أبيب “وعدت بأننا سنغير التوازن الأمني وتوازن القوى في الشمال، وهذا بالضبط ما نفعله”، وفق ما نقلته قناة “العربية”.

وتابع نتنياهو في مقطع مصور بُعيد إعلان الجيش الإسرائيلي أنه قصف الاثنين 800 هدف لـ”حزب الله” في لبنان: “ابتعدوا من المناطق الخطيرة الآن. بمجرد انتهاء عمليتنا، يمكنكم العودة بأمان إلى منازلكم”، بحسب ما نقلته “وكالة الصحافة الفرنسية”.

في المقابل، سمع دوي صفارات الإنذار مساء اليوم الاثنين في الجليل، ووادي يزرعيل، ومنطقة وادي عارة والبلدات القريبة من حيفا، وسط وابل جديد من الصواريخ أطلقت من لبنان، وفق الجيش الإسرائيلي.

موجة نزوح

ووسط ذلك، شهدت بعض المناطق الجنوبية نزوحا كبيرا نحو الداخل، وفق ما أفادت مراسلة قناتي “العربية/الحدث”

وطلبت اليونيفيل (قوات حفظ السلام الأممية) من موظفيها المدنيين مغادرة الجنوب مع عائلاتهم، بينما، طلبت وزارة الصحة اللبنانية وقف بعض العمليات لإفساح المجال لاستقبال الجرحى. فيما أوضح وزير الصحة فراس أبيض أن آلاف العائلات نزحت من المناطق المستهدفة. 

وكان سكان في بيروت ومناطق أخرى بينها جنوب لبنان تلقوا اتصالات الاثنين عبر الهواتف الثابتة والنقالة مصدرها إسرائيل، يُطلب فيها منهم إخلاء أماكن وجودهم، وفق الوكالة الوطنية.

جدير بالذكر أن “حزب الله” تعرض الأسبوع الماضي لضربات موجعة وخسائر فادحة، بعد تفجير الآلاف من أجهزة الاتصالات اللاسلكية “البيجر”، يومي الثلاثاء والأربعاء، في هجمات نسبها إلى إسرائيل التي شنت غارة، الجمعة، على الضاحية الجنوبية لبيروت، ما أدى إلى مقتل 16 من قادة “وحدة الرضوان” التابعة للحزب اللبناني.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
أقدم
الأحدث الأكثر تقييم
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات

الأكثر قراءة