يبدو أن الجماعات الإرهابية والمتطرفة تستغل انشغال العالم بالتوترات والصراعات التي تشهدها العديد من مناطق العالم، حيث تقوم بشن هجمات بغية توسيع نفوذها، ففي حين شن الجيش الأميركي ضربات على مواقع لـ”داعش” بسوريا، أعلنت “جماعة نصرة الإسلام والمسلمين”، فرع تنظيم “القاعدة” في منطقة الساحل الإفريقي، أنها سيطرت على موقع عسكري متقدم تابع لجيش بوركينا فاسو، الذي لا يبعد سوى مائة كيلومتر فقط من العاصمة واغادوغو.

ضربات أميركية على “داعش”

نحو ذلك، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء الماضي، أنه نفذ عدة ضربات على مواقع لـ”داعش” في سوريا، ما أدى إلى مقتل ما يصل إلى 35 عنصرا على الأقل من التنظيم الإرهابي في وقت سابق من هذا الأسبوع.

وقالت القيادة المركزية الأميركية عبر تغريدة على منصة “إكس/ تويتر سابقا”: “نفذت القوات الأميركية سلسلة ضربات على مواقع لداعش في سوريا في وقت متأخر من ليل 28 تشرين الأول/ أكتوبر 2024. وقد أدت هذه الاستهدافات إلى مقتل ما يصل إلى 35 عنصرا”.

وطبقا للبيان الأميركي فقد أصابت الضربات مواقع متعددة لتنظيم “داعش” في الصحراء السورية مستهدفة العديد من كبار قادة التنظيم الإرهابي.

وأشار البيان الأميركي إلى أنه “لم ترد معلومات عن سقوط أي ضحايا في صفوف المدنيين. ومن شأن هذه الضربات أن تعطل قدرة (داعش) على التخطيط والتنظيم واستهداف المدنيين والولايات المتحدة وحلفائها وحتى شركائها في المنطقة وخارجها. وستواصل القيادة الأميركية بالتعاون مع كل حلفائها بضرب قدرات التنظيم بقوة وحزم حتى القضاء عليه بشكل تام”.

هذا واجتمعت الولايات المتحدة وحلفاؤها في “حلف شمال الأطلسي” (الناتو) في بروكسل الشهر الماضي وناقشوا مستقبل عملية محاربة “داعش” التي تواجه صعوبات متزايدة، بعد 10 سنوات من الإطلاق الرسمي للعملية التي تقودها الولايات المتحدة ضد تنظيم “داعش”.

ويحذر مسؤولون أميركيون من أن تهديد “داعش” للعالم يزداد في إفريقيا ومناطق أخرى، حتى مع تحول الاهتمام بشكل عام إلى حرب أوكرانيا واتساع رقعة الصراعات في الشرق الأوسط.

وحذر وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، الذي ساعد في تدشين التحالف ضد التنظيم قبل 10 سنوات وهو جنرال، الحلفاء بمقر “حلف شمال الأطلسي” في بروكسل من أن التنظيم لا يزال يشكل تهديدا مما يستدعي اهتماما دوليا، وفق ما نقلته وكالة “رويترز”.

وقال أوستن: “نتعامل مع مجموعة من التحديات الرئيسية، التي تشمل التنمر من جانب جمهورية الصين الشعبية والغزو الروسي المتهور لأوكرانيا”، مضيفا “لكن بينما نقوم بذلك، يجب ألا نغفل التهديد الذي لا يزال يشكله تنظيم (داعش)”.

تنظيم “القاعدة” يتوسع في إفريقيا

في سياق آخر متصل بالجماعات الإرهابية والمتطرفة، أعلنت “جماعة نصرة الإسلام والمسلمين”، فرع “القاعدة” في الساحل الإفريقي، أنها سيطرت على موقع عسكري تابع لجيش بوركينا فاسو، في منطقة توغوري التي لا تبعد سوى مائة كيلومتر فقط من العاصمة واغادوغو.

سيدة في إحدى قرى بوركينا فاسو تراقب آلية عسكرية تابعة للجيش- “غيتي”

ويأتي هجوم “القاعدة” وسط ما تعانيه بوركينا فاسو من تصاعد الهجمات الإرهابية في السنوات الأخيرة.

وقال التنظيم الإرهابي، في بيان مقتضب الأربعاء، إن مقاتليه شنوا هجوما على “موقع متقدم للجيش البوركيني في منطقة (توغوري)، بولاية (كايا) في أثناء محاولة تحصينه بخنادق عسكرية”، وفق ما نقلته “الشرق الأوسط”.

وأردف التنظيم الإرهابي أن “مقاتليه سيطروا بالكامل على الموقع العسكري”، فيما أشارت مصادر محلية إلى أن الهجوم قتل فيه 18 شخصا على الأقل، وهي حصيلة لم تتأكد بعد، في ظل صمت السلطات في بوركينا فاسو وعدم إصدار أي بيان حول الهجوم الإرهابي القريب جدا من العاصمة واغادوغو.

ومنطقة توغوري، تقع على بعد أربعين كيلومترا فقط إلى الجنوب الغربي من موقع تاباركو، حيث يقع واحد من أكبر مناجم الذهب في بوركينا فاسو، تتولى استغلاله شركة روسية تدعى “نورد غولد”، أي “ذهب الشمال”.

وبدأت الشركة الروسية استغلال المنجم عام 2021، واستطاعت أن تنتج أكثر من 50 ألف أونصة من الذهب في أول تسعة أشهر من عام 2021، ولكنها أرغمت على إغلاق المنجم في شهر نيسان/ أبريل من عام 2022 بسبب الهجمات الإرهابية، وفق “الشرق الأوسط”.

منجم ذهب تاباركو المغلق منذ عامين بسبب الإرهاب (خرائط غوغل/ الشرق الأوسط)

في العموم، فإن الهجوم الإرهابي الأخير في بوركينا فاسو يزيد المخاوف من وصول مقاتلي تنظيم “القاعدة” إلى محيط العاصمة واغادوغو، البالغ تعداد سكانها ثلاثة ملايين نسمة، وحيث تتمركز أجهزة الدولة والمؤسسات الاقتصادية الحيوية.

وتنتشر الجماعات الإرهابية والمتطرفة في العديد من دول القارة الإفريقية، سواء الموالية لتنظيم “القاعدة” أو “داعش”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
أقدم
الأحدث الأكثر تقييم
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات