رغم التحشيد العسكري للجيش السوري في الأيام السابقة بريف حماة الشمالي، إلا أن فصائل المعارضة السورية، دخلت مدينة حماة في مساء اليوم السابع لانطلاق عملية “ردع العدوان”، التي بدأت، صباح الأربعاء المنصرم، 27 تشرين ثاني/نوفمبر الماضي.
وجاء ذلك بعد أن انسحب الجيش السوري من عدة مواقع في مدينة حماة باتجاه مدينة السلمية، في حين سيطرت الفصائل أيضا على 14 قرية وبلدة في محاور حماة وريفها، أهمها الرهجان ومعرشحور.
دخول مدينة حماة
وصلت فصائل المعارضة إلى ريف حماة الشمالي، مساء السبت الماضي، إذ استغرق دخول المدينة 3 أيام من الاشتباكات، حيث استقدم الجيش السوري تعزيزات عسكرية، في محاولة لمنع دخول المعارضة.
لكن الجيش السوري، انسحب مساء اليوم الثلاثاء، من عدة مواقع في مدينة حماة، بما في ذلك دوار السباهي، في مدخل المدينة الشمالي، باتجاه مدينة السلمية.
قبل خروج الجيش السوري، سحبت السلطات السورية الأموال والمستندات من مصارف حماة وأغلقت مكاتب الصرافة، وفق ما ذكرت وسائل إعلام سورية.
هذه التطورات جاءت بعد أكثر من 24 ساعة من الاشتباكات العنيفة في محاور ريف حماة، في حين عزز الجيش السوري مواقعه والنقاط الاستراتيجية عبر 3 أرتال عسكرية اليوم الثلاثاء.
وشنت الطائرات الحربية السورية عشرات الغارات الجوية على مناطق الاشتباكات والخطوط الخلفية وقرى سهل الغاب بريف حماة، وفق ما ذكر “المرصد السوري لحقوق الإنسان”.
السيطرة على 14 قرية وبلدة
بدورها إدارة العمليات العسكرية، سيطرتها على مناطق جديدة في ريف حماة الشرقي، بعد مواجهات مع الجيش السوري ضمن عملية “ردع العدوان”.
وأشارت إدارة العمليات إلى أن تقدمها في ريف حماة الشرقي ما زال مستمراً، وتمكنت في هذا الإطار من السيطرة على قرى أبو لفة والمستريحة وبيوض وثروت.
القيادي في إدارة العمليات العسكرية، المقدم حسن عبد الغني، قال إن فصائل المعارضة سيطرت على 14 قرية وبلدة جديدة في محاور حماة وريفها، أهمها الرهجان ومعرشحور، بينما أشار إلى أن التقدم ما زال مستمراً في عدة محاور.
الجيش السوري أكد في بيان، مساء اليوم الثلاثاء، أن قواته المسلحة ما زالت تستهدف ما وصفها بـ “مجاميع التنظيمات الإرهابية” ومواقعها ومقراتها وأرتالها المتحركة في ريفي حماة الشمالي وإدلب، معتمدة المدفعية والصواريخ والطائرات الحربية.
وأضاف البيان أن “الضربات الدقيقة” أسفرت عن تدمير مقر عمليات لـ “هيئة تحرير الشام” و3 مستودعات تحوي ذخائر متنوعة وعشرات العربات والآليات المدرعة على محاور جبهات القتال، إضافة إلى إسقاط 20 طائرة مسيرة و”القضاء على ما لا يقل عن 200 إرهابي”.
البيان أكد استمرار وصول التعزيزات العسكرية إلى الجيش السوري، الذي يخوض معارك عنيفة على خطوط الاشتباك، لاسيما محاور ريف حماة الشمالي.
“ردع العدوان” مستمرة
وأكدت إدارة العمليات العسكرية أن عملية “ردع العدوان” مستمرة حتى تحقيق أهدافها في تأمين المدن والبلدات وإعادة المهجرين إليها.
إذ قال القيادي في إدارة العمليات العسكرية، عامر الشيخ، في كلمة مرئية، إن “الهدف من عملية ردع العدوان هو تأمين عودة المهجرين وإنهاء حكم الفساد والاستبداد، وبناء سوريا جديدة تسع كل أبنائها”.
الشيخ أشار إلى أن إدارة العمليات أصدرت تعليمات صارمة إلى عناصرها بمنع ارتكاب الانتهاكات والتجاوزات وحفظ حقوق المدنيين بمختلف انتماءاتهم وأديانهم، مؤكداً أن الأوضاع في مدينة حلب ستتحسن بشكل ملحوظ خلال الأيام القليلة القادمة.
ودعا الشيخ عناصر الجيش السوري إلى الانشقاق والتواصل مع إدارة العمليات لتأمينهم وحفظ حياتهم، معتبراً أن “عهد الأسد قد زال وستعود سوريا حرة لكل أبنائها”، حسب تعبيره.
وكانت إدارة العمليات طالبت عناصر الجيش السوري، الذين بقوا في أحياء مدينة حلب، بمراجعتها خلال مدة أقصاها يوم الجمعة القادم بهدف تسوية أوضاعهم وحمايتهم قانونياً.
هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.