في ظل التقدم السريع واللافت لفصائل “المعارضة السورية” ضد قوات النظام السوري، يرى مسؤولون في المخابرات الإسرائيلية أن سقوط حكومة دمشق بات مرجحا الآن أكثر من أي وقت مضى، بعد أن فوجئوا بانهيار خطوط دفاع الجيش السوري بشكل أسرع من المتوقع.

جاء ذلك على لسان اثنين من كبار المسؤولين الإسرائيليين لموقع “أكسيوس” الأميركي، قائلين إن “سقوط دمشق يبدو الآن أكثر ترجيحا مما كان عليه حتى وقت قريب جدا”، فيما نقل عن مسؤول أميركي قوله إن قوات النظام السوري “لا تقاتل”.

سوريا.. احتمالية سقوط الأسد!

وأضاف المسؤولان الإسرائيليان، لموقع “أكسيوس” الأميركي، أن “مسؤولي الاستخبارات الإسرائيلية فوجئوا بانهيار خطوط دفاع الجيش السوري بشكل أسرع من المتوقع، خلال الساعات الـ24 الماضية”.

وأشاروا إلى أنه “من شأن التقدم السريع الذي أحرزته الفصائل السورية المسلحة، التي استولت على مدينة حماة، الخميس بعد أيام من استيلائهم على حلب، أن يعجل بانهيار الجيش السوري”.

وقال مسؤول أميركي، أيضا إن خطوط الدفاع للجيش السوري تنهار بسرعة، وأضاف لموقع “أكسيوس” أن “قوات الجيش السوري لا تقاتل فعليا.. نحن لا نعتقد أن الحكومة في خطر وشيك، ولكن هذا الوضع يمثل التحدي الأكبر الذي يواجه بشار الأسد خلال العقد الأخير”.

وبيّن المسؤول الأميركي أن إسرائيل ومصر والأردن أعربت للولايات المتحدة في الأيام الأخيرة عن قلقها إزاء التطورات في سوريا واحتمال حدوث تحول دراماتيكي داخل البلاد.

في حين قال مسؤولون إسرائيليون إن عدة مشاورات عاجلة عقدت داخل قوات الدفاع الإسرائيلية يوم أمس الخميس في ضوء التقدم السريع الذي حققته فصائل “المعارضة السورية” ضد النظام في دمشق.

وعقد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، اجتماعا مع قيادة جيش الدفاع الإسرائيلي لبحث التطورات في سوريا، بحسب مسؤولين إسرائيليين.

“حزب الله” يتعهد بدعم دمشق

في سياق ذلك، قال الأمين العام لـ”حزب الله” نعيم قاسم، أمس الخميس، إن جماعته ستقف إلى جانب حليفتها دمشق بغية إحباط أهداف هجمات فصائل “المعارضة السورية”.

وندّد نعيم قاسم في كلمة بثتها قناة “المنار” التابعة للحزب بهجمات “المجموعات الإرهابية” التي قال إنها “تريد أن تُسقط النظام في سوريا”.

الرئيس السوري بشار الأسد والمرشد الإيراني علي خامنئي- “وكالات”

وأردف نعيم قاسم: “لن يتمكنوا من تحقيق أهدافهم رغم ما فعلوه في الأيام الماضية، وسنكون كـ(حزب الله) إلى جانب سوريا في إحباط أهداف هذا العدوان بما نتمكّن منه”، حسب ما أوردته “وكالة الصحافة الفرنسية”.

شكوك حول تدخل “حزب الله”

وفي وقت سابق، قالت مصادر مطلعة على استراتيجيات “حزب الله”، إن الجماعة “لن تقاتل مع الجيش السوري في الوقت الراهن”.

وذكرت 3 مصادر مطلعة على تفكير “حزب الله” اللبناني المدعوم من إيران، مساء يوم الاثنين الماضي، أن “الجماعة لا تنوي حاليا إرسال مقاتلين إلى شمال سوريا لدعم الجيش السوري هناك”.

وقالت المصادر ذاتها لوكالة “رويترز” إن “حزب الله لم يُطلب منه ذلك بعد، وإن الجماعة ليست مستعدة لإرسال قوات إلى سوريا في هذه المرحلة”.

وجاء التعليق حول تدخل “حزب الله” إلى جانب حكومة دمشق، في خضم ما تعهد به الرئيس السوري بشار الأسد باستخدام القوة للقضاء على “الإرهاب” بمساعدة حلفائه، بما يضع علامات استفهام بشأن من هم الحلفاء واحتمالات انخراطهم في الصراع الراهن، لا سيما أنه وإذا كانت طهران تبدو هدفا يتم تقويضها وإضعافها بينما وكلائها وعلى رأسهم “حزب الله” ينأى بنفسه بعد ما مني بهزيمة في لبنان ويحتاج إلى بناء هياكله وترميم فجواته وتسوية أوضاعه السياسية والميدانية.

لعبت إيران و”حزب الله” دورا حاسما في مساعدة الأسد على الاحتفاظ بالسلطة طيلة 13 عاما من الحرب الأهلية. وخلال تلك الفترة، نفذت إسرائيل ضربات متكررة لدفع القوات الموالية لإيران بعيدا عن حدودها.

هذا وسيطرت فصائل “المعارضة”، أمس الخميس على مدينة حماة، رابع كبرى المدن السورية والواقعة في وسط البلاد، والآن تتجه أنظارها نحو محافظة حمص، وأكدت مصادر لـ”الحل نت” عن انسحاب قوات النظام من مدينة الرستن التابعة لمحافظة حمص، بعد أن بدأت الفصائل بالتحضير لعمل عسكري على محافظة حمص، وهو ما سيشكل تهديدا كبيرا لسلطة بشار الأسد.

منذ 27 تشرين الثاني/ نوفمبر الفائت، خلف القتال والقصف الجوي والمدفعي 826 قتيلا، من بينهم 111 مدنيا، وفق “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، الذي قال إن 222 مقاتلا في الإجمال قضوا منذ الثلاثاء في محيط حماة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
أقدم
الأحدث الأكثر تقييم
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات

الأكثر قراءة