في تقدم جديد لفصائل المعارضة السورية، أعلنت “إدارة العمليات العسكرية” عن السيطرة على مدينة حمص بالكامل، بعد معارك استمرت ليومين مع قوات النظام، أفضت إلى انسحاب الأخيرة من المدينة.

وأعلنت قوات النظام سحب عناصرها من مدينة حمص، بينما أقلعت عدة مروحيات من مطار الشعيرات العسكري شرق حمص وتوجهت نحو مطار اسطامو في اللاذقية، على وقع بدء قوات المعارضة بالتوجه إلى القلمون، بريف دمشق.

من حمص إلى دمشق

بعد السيطرة على مدينة حمص بالكامل، فإن أنظار فصائل المعارضة تتجه نحو العاصمة وريفها، حيث سيطرت الفصائل المحلية على بعض القرى والمدن، السبت، ووصلت إلى الحدود الإدارية لدمشق.

إذ لم يبق أمام المعارضة في الوقت الحالي سوى العاصمة، حيث جرى السيطرة على المحافظات الجنوبية الثلاث، درعا والسويداء والقنيطرة، بينما وصل مقاتلو الفصائل إلى مركز “التاون” سنتر”، حيث أصبحوا على بعد 3 كيلو مترات عن المتحلق الجنوبي، أي على أطراف دمشق.

وأخلت قوات النظام السوري مدن ريف دمشق الغربي، في وقت سابق السبت، منها المعضمية وداريا، وصولا إلى مطار المزة العسكري، حيث أظهرت مقاطع مصورة انسحاب العناصر منها.

“التواصل مع رئاسة الجمهورية شبه منقطع، وهناك قناعة مطلقة لدى الدبلوماسيين السوريين في بعض السفارات أن الأسد أمام ساعته الأخيرة” بحسب حديث دبلوماسي لسوري لـ “الحل نت”.

يأتي ذلك في وقت أكد فيه مصدر سوري، أن رئيس النظام، بشار الأسد، ليس موجودا في العاصمة، من دون أن يحدد مكانه، مشيرة إلى أن “الحرس الرئاسي” لم يعد منتشراً في مقر إقامة الأسد، وفق ما نقلت عنه شبكة “CNN“.

وتشير التقديرات إلى أن الأسد يقيم محافظة اللاذقية، منذ لقائه بوزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، في حين غادرت عائلته البلاد.

الأسد يناور للبقاء بالحكم

وكالة “بلومبرغ” نقلت عن مصادر وصفتها بـ “المطلعة” أن الأسد يجري محاولة أخيرة للبقاء في الحكم عبر مبادرات غير مباشرة مع الولايات المتحدة والرئيس المنتخب دونالد ترامب.

إحراق صورة لرئيس النظام السوري، بشار الأسد، بعد السيطرة على مدينة درعا 6 كانون أول/ديسمبر 2024 – انترنت

وقالت المصادر إن الأسد مستعد لاتفاق يتيح له التمسك بالمناطق الباقية تحت سيطرته أو ضمان خروجه الآمن، كما اقترح سن دستور جديد وإجراء محادثات مع المعارضة السياسية.

من المحتمل أن يكون الأسد في العاصمة الإيرانية طهران، بحسب المصادر، مؤكدة في الوقت ذاته أن بعض الميليشيات العراقية عادت إلى بلادها بعد تنازل النظام عن دير الزور.

نقلت الوكالة عن سيرغي ماركوف، المستشار السياسي المقرب من الكرملين، قوله إن بشار الأسد في خطر كبير حالياً.

يأتي ذلك بينما أجرى وزراء خارجية الدول العربية ونظرائهم من الدول المشاركة في “مسار أستانا” في الدوحة، أمس السبت، إذ لم يخرج البيان الختامي عن المعتاد من حيث التأكيد على إيجاد حل سياسي للأزمة السورية، يؤدي إلى وقف العمليات العسكرية وحماية المدنيين.

وهذا يشير إلى عدم وجود توافق بين الدول المشاركة في الاجتماع، الذي يأتي وسط ضغط على النظام السوري بتقدم فصائل المعارضة وخروج محافظة عديدة عن سيطرته من الشمال إلى الجنوب.

رئيس الوزراء السوري السابق، رياض حجاب، حذر من ترتيبات “ناعمة” تنتزع ما أخذه السوريون بالقوة.

وقال حجاب في تغريدة على منصة إكس: “دمشق تسدل الستار على حكم آل الأسد.. الحذر، الحذر… ما أخذه السوريون بالقوة يجب أن لا يُنتزع منهم عبر ترتيبات ناعمة”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
أقدم
الأحدث الأكثر تقييم
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات