رغم الوصول إلى معتقلات الأفرع الأمنية التابعة للنظام السوري وإخراج جميع من كان فيها، إلا أن فرق الدفاع المدني السوري ما زالت تواصل البحث عن معتقلات سرية في المواقع المرتبطة بالنظام السابق في دمشق، استجابة لمناشدات أطلقها أهالي المفقودين. 

وقال المتطوع في الدفاع المدني السوري، وليد أصلان، إن فريقين متخصصين للبحث والإنقاذ، بالإضافة إلى فريق آخر لتدريب الكلاب البوليسية، تقوم بالتحقيق بعدة مواقع تم تحديدها على أنها تحتوي على أقبية سرية، يُحتمل وجود معتقلين فيها من عهد النظام المخلوع. 

مناشدات المجتمع المحلي

هذا العمل، بحسب أصلان، جاء بناء على مناشدات من المجتمع المحلي في مدينة دمشق، حيث تم تشكيل فريقين، الأول للبحث والإنقاذ والثاني لتدريب الكلاب البوليسية.

وأضاف أن الفرق توجهت إلى مواقع تم تحديدها لهم على أنها قد تكون أقبية سرية تحتوي على مسلحين من عهد النظام المخلوع.  

قمنا بالبحث في عدة أماكن، وآخرها في وزارة الدفاع حيث اكتشفنا سجناً تحت الأرض، استخدمنا الكلاب البوليسية في البحث، لكننا لم نجد سوى أقبية ضيقة ومعفنة، لا تتجاوز مساحتها مترا بمتر، تحتوي على دورات مياه غير صالحة للاستخدام”، وفق حديث أصلان لـ “الحل نت”. 

يرافق فرق الدفاع المدني السوري، ضباط وعناصر منشقين عن النظام السابق، لمعرفتهم ببعض مواقع السجون السربة، في محاولة لإنقاذ المعتقلين، لكن لم يتم العثور على ضحايا، لغاية، مساء أمس الخميس. 

المعتقل في سجون النظام السابق، أحمد يوسف، تطوع للعمل كدليل مع الدفاع المدني السوري، إذ قال في حديث لـ “الحل نت”: “انشققت عن قوات النظام في عام 2012، لكن تم اعتقالي لاحقاً، كنت ضابط آليات جوية في المخابرات الجوية، ولهذا تم توقيفي في فرع المخابرات الجوية حيث شهدت جميع أنواع التعذيب، تم اعتقالي بتهم ملفقة، وكل التهم كانت جاهزة.”

بعد دخول قوات المعارضة إلى العاصمة، صباح الأحد الماضي، خرج يوسف من زنزانته في سجن صيدنايا، لكنه التحق بالدفاع المدني ليرشدهم إلى السجون السربة في دمشق الي يعرفها، بحكم عمله السابق. 

ويضيف يوسف: “كنت معتقلاً في عدة أماكن، آخرها كان في سجن صيدنايا وسجن عدرا، وقد تم إطلاق سراحنا من قبل قوات المعارضة.” 

سجناء تم إخفاؤهم

أكد يوسف أن هناك سجناء تم نقلهم وإخفاؤهم من قبل النظام السوري السابق، بينما أشار إلى أنه “على علم بوجود سجن في جزيرة أرواد”، إذ يعتقد أن فلول النظام سيستخدمون هؤلاء المعتقلين كورقة ضغط، للحصول على بعض التنازلات، وفق تعبيره.

العديد من التساؤلات حول مصير مئات آلاف المعتقلين، أطلقت بعد الإطاحة بالنظام السابق، في ظل الحديث عن احتمالية وجود عدد أكبر من الذين تم إطلاق سراحهم من السجون. 

موقع “الحل نت” اطلع على وثائق تثبت إقدام النظام السوري المخلوع على تنفيذ الإعدام بحق المئات من المعتقلين، بينما توفي آخرون نتيجة ظروف الاعتقال السيئة للغاية. 

بحسب مدير الدفاع المدني السوري، رائد الصالح، فإن أعداد المعتقلين الذين خرجوا من سجن صيدنايا نحو 4500 شخص تقريبا، والذين خرجوا من مختلف السجون نحو 25 ألفا.

ويستمر الدفاع المدني في توسيع دائرة البحث، إذ أكد الصالح أن هناك عشرات السجون السرية الموجودة في مناطق مختلفة من سوريا مثل حلب واللاذقية وطرطوس وغيرها من المناطق. 

وأضاف أن هناك أكثر من 100 ألف مفقود لا يعلم مكانهم وهل هم أموات أم على قيد الحياة، إذ لا يوجد أي أدلة دقيقة حول مصيرهم.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
أقدم
الأحدث الأكثر تقييم
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات