رصد موقع “الحل نت” خلال جولة له، استمرار بعض المقاهي بحي الشعلان في العاصمة السورية دمشق، في اقتطاع قيمة الضرائب التي فرضها نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد من المواطنين، مثل ضريبة “إعادة الإعمار” و”الإدارة المحلية” و”الانفاق الاستهلاكي”.
ولم تلتزم تلك المحال بأوامر “حكومة تصريف الأعمال” الحالية، التي قررت فور تعيينها عقب سقوط النظام السابق إعفاء المواطنين من الضرائب إلى أن يتم تطبيق نظام جديد، مُعلنة أنها تعمل على إصلاح هذا النظام الضريبي خلال الأشهر الثلاثة المقبلة سعيا لتحقيق العدالة.
المقاهي لا تلتزم بالقرارات!
وخلال جولة لفريق “الحل نت”، مساء أمس الأربعاء، في أحد مقاهي حي الشعلان بدمشق، تفاجأوا باستمرار الضرائب التي يفرضها النظام السابق على “المحال التجارية”، على المواطنين، مثل ضريبة “إعادة الإعمار”، التي تم استقطاعها منذ سنوات، لكن النظام البائد لم يحدث إعادة إعمار.

وأيضا ضريبة “الإدارة المحلية” ورسم “الانفاق الاستهلاكي”، ويبدو أن هذه المقاهي لم تلتزم بقرارات الحكومة الجديدة بإعفاء المواطنين من الضرائب لحين صدور قرارات جديدة.
وقال وزير المالية في “حكومة تصريف الأعمال” السورية، محمد أبازيد، خلال تصريحات صحفية له، إن النظام السابق كان يتبع نظاما ضريبيا جائرا أثقل كاهل السوريين.
وقبل نحو 5 أيام، أصدرت وزارة المالية إعفاء للمكلفين برسم الانفاق الاستهلاكي والمكلفين بالضرائب والرسوم المالية المباشرة الأخرى وإضافاتها العائدة لأي من الأعوام 2024 وما قبل من جميع الفوائد والجزاءات والغرامات على اختلاف أنواعها إذا سددوا الضريبة أو الرسم العائد لأي من الأعوام المذكورة حتى غاية 31/3/2025، وفق صحيفة “الوطن” الشبه الرسمية.
واعتبرت الوزارة المالية جميع مخالفات رسم الانفاق الاستهلاكي المرتكبة بعد تاريخ 1/1/2025 بمثابة المخالفة الأولى وتلغى التكرارات السابقة.
ما هي ضريبة إعادة الإعمار؟
وكان النظام البائد فرض منذ سنوات ضريبة “إعادة الإعمار” على إنفاق السوريين الاستهلاكي، ضمن سياسته التي كان يعتمدها لإفقار السوريين، والانسحاب من التزامه بإصلاح وإعادة تأهيل البنية التحتية المتضررة، ليعتمد بدلا من ذلك على المبادرات المحلية.
وبدأ تطبيق تلك الضريبة (إعادة الإعمار) التي عُرفت باسم “المساهمة الوطنية”، عام 2013 بقيمة 5%، ثم أقر برلمان النظام البائد برفع الضريبة إلى 10% عام 2017.
وتشير الإحصاءات الرسمية إلى أنه بين عامي 2014 و 2022، بلغ إجمالي الإيرادات العائدة من ضرائب إعادة الإعمار حوالي 645 مليار ليرة سوريا (أي حوالي 739.6 مليون دولار).
وهدفت تلك الضريبة بحسب ما أعلن النظام حينها إلى تمويل المشاريع التي وافقت عليها لجنة إعادة الإعمار، وهي هيئة تأسست عام 2012 للإشراف على خطط إعادة التأهيل الحكومية وتقديم تعويضات للمواطنين.
التلاعب بأموال السوريين
تريليونات الليرات السورية، هي حصيلة ما جمعه النظام السوري البائد، بحسب العديد من التقديرات، أي أموال تكفي لإعادة بناء سوريا بالكامل، لكن على أرض الواقع لم يتم تدشين أي مشاريع حقيقية لإعادة إعمار المناطق التي تم تدميرها، والتي تم تهجير أهلها قسريا.

حتى كانون الثاني/يناير 2022، قُدِّرَ إجمالي الأضرار في عدد من المدن والقطاعات التي تم تقييمها (البنية التحتية الرئيسية، والقطاعات الاجتماعية، والبيئة والمؤسسات العامة) بما يتراوح من 8.7 إلى 11.4 مليار دولار.
ونظرا لانعدام الشفافية واستشراء الفساد في الحكومات السورية المتعاقبة، على مدار أكثر من عقد فمن الصعب معرفة مصير هذه الأموال الطائلة التي حصّلها النظام من السوريين باسم إعادة الإعمار، وفق تقارير صحفية.
لكن هناك حقيقة ثابتة هي أن النظام السوري تلاعب بأموال السوريين المخصصة لإعادة الإعمار، بعد أن نهبها من جيوبهم وفر هاربا تاركا خلفه إرثا من الدمار والمعاناة التي خلفها للسوريين والإدارة الجديدة من بعده.
وتختلف التقديرات حول تكلفة إعادة إعمار سوريا بشكل كبير، لكن الكثير منها أكد أن إعادة البناء قد تتطلب مئات المليارات من الدولارات.
هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
اشترك الآن اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك كل جديد من الحل نت
مقالات ذات صلة
الأكثر قراءة

وعود حكومية بلا تنفيذ.. هل توقفت بوادر حلول الأزمات السورية؟

وزير النقل السوري يتحدث عن آليات جديدة لتسعير السيارات.. ماذا قال؟

وزير الداخلية السوري: التعاون مع روسيا يخدم دمشق

وزارة الداخلية دفعت محمد الشعار إلى تسليم نفسه.. ماذا قالت؟

وثّقَ تعذيب السوريين بسجون الأسد.. تفاصيل جديدة عن “قيصر”

واشنطن تتحدث عن سحب قواتها من سوريا.. و”قسد” تؤكد عدم تلقيها خططا رسمية
المزيد من مقالات حول اقتصاد

بريطانيا تعتزم تعديل نظام العقوبات المفروضة على سوريا.. ما شرطها الوحيد؟

ما تفاصيل لجنة “الشرع” لاستهداف رجال الأعمال الموالين للأسد؟

حماية المستهلك يراهن على “السوق الحر” ويؤكد: انخفاض قريب بالأسعار

اللاجئون السوريون.. ما هي أصعب التحديات التي تقف عقبة أمام عودتهم؟

بعد أزمة فصل الموظفين.. القطاع العام السوري نحو تقليص العدد أم إعادة الهيكلة؟

انعكاسات محتملة.. ما مردود قرار تركيا رفع القيود عن الواردات السورية؟

رغم رفع جزء من العقوبات.. لماذا تفشل الإدارة السورية في جذب استثمارات جديدة؟
