يُعتبر الخبز من أكثر السلع أهمية لدى المواطن السوري، كونه يُستخدم بشكل أساسي ضمن جميع الوجبات على كل الموائد السورية بمختلف طبقات المجتمع الاقتصادية. 

وتسعى الجهات المعنية بـ “الإدارة السورية الجديدة” إلى تحسين جودة الرغيف المُنتج في الأفران كافة، فوضعت هذا الأمر في مقدمة أولوياتها سعيًا منها نحو تحسين جودة الإنتاج من الخبز. 

لتحسين جودة الخبز

بناءً على أهمية الخبز كسلعة أساسية، كشف مدير عام المؤسسة السورية للمخابز، محمد الصيادي، عن خطة المؤسسة للعام 2025، التي تركز على إعادة تأهيل البنية التحتية المتهالكة للمخابز، بهدف تحسين جودة الرغيف وتوفيره بنوعية أفضل للمواطنين. 

صورة من الإنترنت

ونقلت صحيفة “الحرية” (تشرين سابقًا) المحلية، عن الصيادي قوله إن الخطة تشمل زيادة عدد الأفران في المحافظات، إضافة إلى مكافحة الفساد والهدر في هذه المادة الحيوية التي تمثل عماد الأمن الغذائي للسوريين. 

وأكّد أن الحكومة تعمل جاهدة لتأمين مستلزمات إنتاج الخبز، بما في ذلك الدقيق والمحروقات والخميرة، مطمئناً المواطنين بأن احتياطي القمح المتوفر يكفي لمدة خمسة أشهر مقبلة. 

وتبلغ الطاقة الإنتاجية لمخابز المؤسسة، البالغ عددها 250 مخبزاً، نحو 5 آلاف طن يومياً، في حين يبلغ الإنتاج الفعلي نحو 3.9 ملايين ربطة خبز يومياً، بوزن إجمالي يعادل 47 مليوناً ومئتي ألف رغيف. 

إعادة تأهيل المخابز 

أشار “الصيادي” خلال تصريحاته إلى أنّ المؤسسة تعمل حالياً على تأهيل عدد من المخابز التي خرجت عن الخدمة بسبب تدهور البنية التحتية والأضرار التي لحقت بها خلال سنوات الحرب. 

في سياق تحسين الخدمة، كشف “الصيادي” أن المؤسسة تدرس حالياً إعادة تشغيل المخابز أيام الجمعة، بعد أن كانت مغلقة في هذا اليوم لسنوات طويلة، وهو ما كان يحرم المواطنين من الحصول على الخبز بشكل يومي. 

ونفى وجود أي خطط لتخفيض سعر ربطة الخبز حالياً، مشيراً إلى أن العمل يتركز على رفع الدعم تدريجياً عن هذه المادة الحيوية، بالتوازي مع تحسين القدرة الشرائية للمواطنين ورفع مستوى الدخل. 

هذا وتباع ربطة الخبز بنحو 7 آلاف ليرة، بعد توحيد السعر بـ 4 آلاف ليرة للربطة (10 أرغفة). 

تعكس هذه الخطة محاولةً للتعامل مع تداعيات أزمة الخبز التي كانت من أبرز مظاهر الأزمات الاقتصادية التي عصفت بسوريا، خلال العقد الأخير، وسط آمال بتحسين الأوضاع المعيشية وضمان توفير هذه المادة الأساسية للجميع. 

نظام الأسد وتحويل الخبز إلى سلعة ربحية

حوّل النظام السابق الخبز إلى سلعة تجارية ربحية بعد أن حصر توزيعه بالبطاقة الذكية، كما كان يتم توزيعه بموجب مخصصات معينة لا تكفي العائلة لوجبة واحدة، في المقابل كان هناك تجار يبيعونه بأسعار مضاعفة، فكان الحصول على مخصصات الأسرة اليومية من الخبز يمثل معاناة كبيرة لربّ الأسرة السوري. 

وكانت وزارة التجارة وحماية المستهلك بنظام الأسد المخلوع، قد رفعت في آذار/ مارس الماضي، سعر ربطة زنة 1100 جرام إلى 4000 ليرة، حسب البطاقة الذكية، ورفع ربطة الخبز السياحي من 5 إلى 10 آلاف ليرة بالتوازي، مع رفع سعر بيع ليتر المازوت للأفران العامة والخاصة من 700 إلى 2000 ليرة سورية. 

وتزامنًا مع سقوط نظام الأسد، ارتفع سعر الخبز في مدن مثل إدلب وحلب بنسبة 900%، بحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية. 

لكن سرعان ما تحسنت الأمور مع استقرار الأوضاع وعودة الأفران للعمل والإنتاج بعد تسهيلات ودعم من الحكومة المؤقتة، بإتاحة الفرصة لشراء الخبز من دون إبراز البطاقة الذكية. 

إلغاء الدعم عن الخبز 

في سياق متصل أوضح وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك بـ “الحكومة المؤقتة”، ماهر خليل الحسن، في تصريحات إعلامية سابقة أن إنتاج سوريا من القمح خلال عام 2024 لم يتجاوز 700 ألف طن. 

صورة من الإنترنت

أكد وزير التجارة الداخلية أن بلاده ستصل إلى الاكتفاء الذاتي من إنتاج القمح بحلول موسم 2026، مشيرًا إلى أن الحكومة السورية ستطرح مناقصة لشراء القمح في غضون ستة إلى سبعة أشهر من الآن، وأن احتياطي القمح الحالي في سوريا يكفي لتلبية احتياجات البلاد لمدة خمسة أشهر. 

وأوضح الوزير أن تكلفة إنتاج كيلو الخبز في السوق الحرة تبلغ 40 سنتاً، في حين يباع حالياً بـ 20 سنتا، مردفًا: “سنتحمل فارق تكلفة إنتاج الخبز لحين تحرير السوق بشكل كامل”، مشيراً إلى أنه سيتم إلغاء الدعم عن الخبز في غضون شهر أو شهرين بحدّ أقصى. 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
أقدم
الأحدث الأكثر تقييم
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات