أثارت حملة طلاء جدران أحد السجون بمدينة اللاذقية في سوريا، موجة غضب واستياء واسع بمنصات التواصل الاجتماعي، حيث اعتُبر ما جرى بمحاولة طمس الأدلة المتعلقة بجرائم النظام السوري السابق – الذي كان يقوده الرئيس المخلوع بشار الأسد – في داخل السجون، ومن بين من تفاعلوا، كانت الفنانة ريم علي.

منصات التواصل الاجتماعي، اكتظت بصور ومقاطع فيديو تُظهر مجموعة من الشباب والفتيات وهم يعملون على طلاء جدران زنازين فرع الأمن السياسي في اللاذقية باللون الأبيض، ويكتبون عبارات مثل “فتحت الأبواب وحلقت الأرواح”، ليلاقي هذا الأمر ردود فعل غاضبة بشكل كبير.

ريم علي وفارس الحلو يهاجمان التصرف الذي حصل

في هذا السياق، أعربت الفنانة السورية ريم علي، عن استيائها مما جرى، ووصفت ما حدث بأنه “جريمة حرب”، ولفتت إلى أن هذه الخطوة تُعد طمسا متعمدا لأي دليل قد يسهم في الكشف عن مصير المعتقلين المغيّبين، على حد تعبيرها.

https://twitter.com/hureyaksa/status/1879207096345891092?s=19

ريم علي، شدّدت على ضرورة محاسبة المسؤولين عن إعطاء التصريح لتنفيذ هذه الحملة، قائلة: “الطريق إلى جهنم معبّد بالنوايا الحسنة.. يطمسون أي دليل للمعتقلين المغيّبين.. يجب محاسبة من أعطاهم التصريح، يزداد اقتناعي بأن ما يحدث مقصود.. هذه جريمة حرب”.

إضافة إلى ريم علي، اعتبر الفنان السوري فارس الحلو، أن ما حدث يشكل انتهاكا جديدا يضاف إلى سلسلة الانتهاكات المتكررة التي تعرضت لها قضية الكشف عن مصير المفقودين في سوريا منذ سقوط نظام الأسد.

ورأى الحلو، أن ما قام به الفريق التطوعي يمكن اعتباره “اقتحاما لمسرح الجريمة”، قد يؤدي إلى طمس الأدلة الموجودة، قائلا: “يوميا، منذ هروب الأسد، وبانتظار الخبراء والمتخصصين، تتعرض قضية الكشف عن مصير المفقودين إلى انتهاكات غبية متتالية، آخرها هؤلاء الذين اقتحموا مسارح الجريمة ليطمسوا آثارها بحسن نية إن أحسنّا الظن”.

وتابع الفنان فارس الحلو بلغة حادة من خلال تدوينة عبر حسابه بمنصة “فيسبوك”: “كفوا أيديكم عنها أيها الحمقى.. هذه مسارح جريمة ضد الإنسانية وقرارها عند أولياء الدم والمفقودين فقط”.

من هو فريق “سواعد الخير”؟

الاثنين الماضي، أقدم فريق “سواعد الخير” التطوعي، على طلاء جدران أحد الفروع الأمنية في اللاذقية، في خطوة أثارت جدلا واسعا، حيث رأى بعضهم أن ذلك طمسا متعمدا لمعالم قد تحمل أدلة على انتهاكات ارتُكبت في هذا المكان على يد نظام الأسد.

وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يظهر مجموعة من الشبان والشابات وهم يدخلون أحد الأفرع الأمنية باستخدام إنارة هواتفهم المحمولة، قائلين إن هذا “المكان كان يضم ذكريات مؤلمة وأشخاصا يتنفسون بلا روح، ولكن الأمر سيتغير الآن”، لكن تصرفهم غير المحسوب انعكس بالسلب عليهم.

وتشير المعلومات، إلى أن فريق “سواعد الخير” نشط على منصة “فيسبوك” منذ 13 كانون الأول/ ديسمبر 2024، أي بعد 5 أيام من سقوط النظام السوري البائد، على الرغم من أن تاريخ إنشاء الصفحة يعود إلى عام 2015.

ويُعرّف الفريق عن نفسه، بأنه “مجموعة شبابية تطوعية من دون تمويل، تهدف إلى إعادة إعمار سوريا وتشجيع العمل التطوعي”، ويتمركز نشاطه بمدينة اللاذقية الواقعة في الساحل السوري.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
أقدم
الأحدث الأكثر تقييم
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات