شهدت الأسواق السورية حالة غير مسبوقة من ارتفاع أسعار السلع، لا سيما المواد الغذائية الأساسية، ما يزيد من مُعاناة الأسر، في ظل الأوضاع الاقتصادية المُتردية وضعف القوة الشرائية.

ويواجه السوريون يوميًا ارتفاع الأسعار وسط مشهد قاتم وحالة من العجز أمام توفير أبسط المتطلبات المعيشية في ظل الأسعار المتغيرة يوميًا بسبب تقلبات سعر الصرف في السوق ما تسبب في إرباك الأسواق، حيث أصبح من الصعب على التجار والمستهلكين التكيف معها.

لماذا ترتفع الأسعار؟

يعود ارتفاع الأسعار إلى عدة عوامل، أبرزها تقلبات سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار الأميركي، إضافة إلى ارتفاع تكاليف النقل بسبب زيادة أسعار المحروقات، كما أن اضطرابات سلاسل التوريد وتراجع الإنتاج الزراعي بسبب الأوضاع الأمنية والمناخية لعبت دورًا في تفاقم الأزمة.

وأدى تحسّن سعر صرف الليرة أمام الدولار وبقية العملات إلى انخفاض السيولة بأيدي السوريين وتراجع قدراتهم على شراء حاجياتهم الأساسية، سيما وأن الأسعار لا تزال مرتفعة قياساً بسعر الصرف.

على الرغم من ارتفاع قيمة الليرة أمام الدولار على مدار الأسبوع الفائت، إلا أن بعص التجار يواصلون بيع بضاعتهم بأسعار ما قبل تحسن قيمة الليرة، مُعللين بأنهم اشتروا تلك البضائع بسعر صرف أعلى.

سجل سعر كيلو الأرز 9,000 ليرة، بينما كيلو السكر وصل إلى 7,500 ليرة، ولتر الزيت 14,000 ليرة، بينما وصل سعر الكيلو من السمن النباتي إلى 13,000 ليرة.

تغير الأسعار بشكل يومي أثّر على التجار أيضًا، فنقل موقع “العربي الجديد” عن حسان دركل وهو بائع في سوق إدلب قوله إن الأسعار تتغير بشكل شبه يومي، مما يسبب للباعة وللزبائن مشكلات كبيرة، فالزبون يسأل عن السعر اليوم، ويعود غدًا ليجده قد ارتفع، وهذا ينعكس على حركة البيع التي تراجعت كثيرًا.

وتابع” كنا نحصل على البضائع بأسعار معقولة قبل أشهر، لكن الآن الأسعار تتغير بسرعة كبيرة، والموردون يرفعون الأسعار بحجة تقلبات الدولار وغلاء النقل، والزبائن باتوا يشترون أقل بكثير من السابق، الجميع يحاول تقليص نفقاته، كنت أبيع كيس السكر خلال يومين، الآن يبقى عندي أكثر من أسبوع، الناس لم تعد تشتري إلا الضروريات، وحتى هذه لا يكادون يستطيعون تحمل تكلفتها.

أسعار وهمية

في أول تعليق رسمي، حول تقلبات سعر الصرف، اعتبر وزير الاقتصاد في حكومة تصريف الأعمال، باسل عبد الحنان، في تصريحات صحفية نقلتها وسائل إعلام محلية، الجمعة 7 شباط/ فبراير، أن ارتفاع وانخفاض أسعار الليرة السورية في الأسواق الموازية يعد وهميًا.

وعن استمرار ارتفاع أسعار السلع على الرغم من انخفاض قيمة الدولار الأميركي أمام الليرة السورية، وما يشهده السوق من تقلبات في سعر الصرف، قال الوزير: “الأسعار في الأسواق حالياً هي أسعار وهمية، وتأتي نتيجة مضاربات لبعض التجار”.

وشدد عبد الحنان على أن “البنك المركزي بدأ في التدخل وسيتم ضبط سعر الصرف”.

يشهد سعر الدولار بالسوق الرسمي استقرارًا، بعد أن حدد “مصرف سوريا المركزي” سعر الدولار عند 13,000 ألف ليرة سورية للشراء، و13,130 للمبيع، والوسطي بـ13,065.

بينما بالنسبة للسوق الموازي، فمنذ أسبوع شهد السوق زلزالًا بعد الهبوط القياسي لسعر صرف الدولار أمام الليرة، حيث بدأت رحلة الهبوط بوصول الدولار إلى نحو 9,900 ليرة، حتى وصل أمس سعره إلى 7600 ليرة.

وعاود سعر الليرة السورية للتراجع أمام الدولار، اليوم الاثنين، حيث وصل الدولار الواحد مقابل 10,100 ليرة للمبيع، بينما الشراء 9,800 ليرة، وفق بيانات موقع “الليرة اليوم” الاقتصادي.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
أقدم
الأحدث الأكثر تقييم
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات