في ظل استمرار العمليات العسكرية في الساحل السوري منذ أمس الخميس، أصدر “المجلس الإسلامي العلوي الأعلى في سوريا والمهجر” بيانا، اليوم الجمعة، بينما صدر بيان آخر من الشيخ سليمان الغانم، أحد مشايخ الطائفة العلوية. 

وجاء ذلك في ظل الأوضاع الأمنية والعسكرية في محافظتي اللاذقية وطرطوس، بعدما تعرّض عناصر من جهاز الأمن العام لهجوم مسلح من فلول النظام المخلوع، بينما أظهرت التحقيقات الأولية أن قيادات عسكرية وأمنية سابقة تتبع للنظام تقف وراء التخطيط والتدبير لهذه الجرائم.

حماية أممية

“المجلس الإسلامي العلوي الأعلى في سوريا والمهجر” طالب بوضع الساحل السوري ومناطق الطائفة العلوية تحت حماية الأمم المتحدة، مشددًا على ضرورة تطبيق أحكام الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة لـ “حماية الطائفة العلوية والأقليات” في سوريا.

واعتبر أن الهدف الحقيقي من الأرتال التي تدخل إلى الساحل السوري، تحت ذريعة ملاحقة فلول النظام، هو الترهيب والقتل بحق الشعب السوري عامة والطائفة العلوية خاصة. 

لكن الشيخ سليمان غانم، أحد مشايخ الطائفة العلوية في بيان منسوب له، اعتبر أن الصراع الحالي في سوريا ليس بين الطائفة الإسلامية وبين الشرعية، بل هو صراع داخلي بين بقايا النظام السابق والحكومة السورية الحالية.

وأضاف غانم أنه بعد تفكير عميق في الوضع الراهن، تبين له أن هذا الصراع لا يخدم مصلحة الشعب السوري، بل يهدد وحدة البلاد. 

وأوضح غانم في بيانه أن الطائفة العلوية ليست طرفًا في هذا الصراع العشوائي، مشيرا إلى أنه مشبوه في أهدافه ونتائجه. كما عبّر عن رفضه القاطع لأي دعوات للانفصال أو تقسيم سوريا، مؤكداً على أن هذه الدعوات لا تعكس معنى الوطنية الحقيقية. وأضاف: “نحن ضد هذه الفتنة وضد كل من يسعى لتدمير وحدة سوريا”. 

غانم شدد على أن الطائفة العلوية، مثل باقي أطياف الشعب السوري، تؤمن بوحدة الوطن وضرورة الوقوف مع الحكومة السورية الحالية في مسعى لحل الأزمة الوطنية بعيدًا عن أي تدخلات خارجية أو محاولات لزعزعة استقرار البلاد.

وقال رئيس جهاز الاستخبارات العامة أنس خطاب، إن قيادات عسكرية وأمنية سابقة تتبع للنظام تقف وراء التخطيط والتدبير لهذه الجرائم، حسب التحقيقات الأولية. وأوضح أنه تم توجيه هذه القيادات من قبل بعض الشخصيات الفارة خارج البلاد والمطلوبة للعدالة والقضاء.

وأكد قائد جهاز الأمن الداخلي بطرطوس، الحصول على أدلة تبين ارتباط فلول النظام المخلوع بجهات خارجية، إذ كانت تستخدم أجهزة اتصالات متطورة وأسلحة لم نشهدها من قبل، مؤكدا أن هناك أدلة تشير إلى تلقي فلول النظام رواتب بشكل منتظم للقيام بعمليات الأمس.

تمديد حظر التجوال

العمليات الأمنية في طرطوس مستمرة في ظل عدم القبض على كافة عناصر فلول النظام في المحافظة، حيث أعلنت المعرّفات الرسمية لـ “محافظة طرطوس” عن تمديد حظر التجوال في المدينة حتى الساعة 10 صباحاً من يوم غد السبت.

بحسب ما جاء في التعميم، فإن تمديد حظر التجوال جاء “نظراً للضرورات الأمنية والعسكرية، وحفاظاً على أرواح المواطنين وفي ظل العمليات الأمنية والعسكرية الجارية في محافظة طرطوس”.  

التعميم سمح بالخروج فقط إلى صلاة الجمعة، وخلال فترة ما قبل موعد الإفطار بساعة حتى انتهاء وقت صلاة التراويح، بينما استثنى الحالات الطارئة (نقل المرضى والحالات الإنسانية)، وموظفي الجهات الأمنية والطبية والخدمات الأساسية.

وقال المتحدث باسم “وزارة الدفاع”، العقيد حسن عبد الغني، إن قوات من الوزارة بدأت عملية تمشيط واسعة في مدينة جبلة ومحيطها لمؤازرة إدارة الأمن العام في إعادة بسط الاستقرار في المدينة. وأشار عبد الغني إلى اعتقال فلول نظام الأسد المتحصنة فيها.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
أقدم
الأحدث الأكثر تقييم
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات

الأكثر قراءة