لم تسعف إجراءات “حكومة تصريف الأعمال” السورية نحو تحسين قيمة العملة المحلية، من وقف الأسعار الجنونية التي أنهكت كاهل المواطنين، حيث شهدت أسعار المواد الغذائية والخضار والفاكهة واللحوم منذ قدوم شهر رمضان الفضيل، ارتفاعًا كبيرًا مقابل القدرة الشرائية للسوريين.

ويشهد الاقتصاد السوري ظاهرة يحيطها الغموض من الصعب تفسيرها، بارتفاع قيمة العملة المحلية مقابل سعر صرف الدولار دون تأثير ملموس لهذا التحسن على أسعار السلع في الأسواق، ولم يصب الانخفاض سوى عدد محدود من السلع، بينما تستمر زيادة أسعار السلع الغذائية، دون أن تتأثر بارتفاع سعر صرف الليرة.

تضاعف الغلاء

تضاعفت أزمة الغلاء في الأسواق السورية مع وصول شهر رمضان إلى منتصفه، رغم تحسن واستقرار سعر الصرف الذي دائمًا ما يلام بهذا الشأن، ما يزيد من أعباء تكاليف المعيشة.

وصل سعر صرف الدولار، في تعاملات السوق الموازية في المدن السورية خلال تعاملات اليوم الأحد، 10,200 ليرة مقابل الدولار الواحد للمبيع، و10,050 ليرة للشراء

بينما واصل “مصرف سوريا المركزي” تثبيت سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار في التعاملات الرسمية عند 13 ألفا و200 ليرة عند الشراء، و13 ألفا و332 ليرة عند البيع.

وكانت تكلفة وجبة الإفطار في شهر رمضان من العام الماضي تبلغ نحو 300 ألف ليرة سورية، في حين تحتاج العائلة المكونة من 5 أشخاص هذا العام لإنفاق مبلغ يتراوح بين 4 ملايين و850 ألف – 9 ملايين و450 ألف ليرة، كتكلفة لوجبة الإفطار وحدها خلال شهر رمضان المبارك، أي أنها التكلفة ذاتها تقريبًا، وهو ما يعكس استمرار حالة الارتفاع بالأسعار وعدم تحسنها.

ارتفاع الأسعار ووفرة العرض

شهدت الأسواق السورية استمرارًا في ارتفاع أسعار بعض الخضار والفواكه مقابل تراجع أخرى، مع وفرة ملحوظة في العرض مقارنة بالأعوام الماضية، لا سيما في أصناف كانت غير متوفرة بالسابق، ما أدى إلى انخفاض ملحوظ في أسعارها.

لا تزال الفاصولياء الخضراء تتصدر قائمة أغلى الخضار، حيث يباع الكيلو بـ 25 ألف ليرة، تليها الفليفلة والباذنجان المحشي بسعر 15 ألف ليرة للكيلو. في المقابل، تشهد الأسواق منافسة بين البندورة الأردنية والساحلية، حيث يباع الكيلو بسعر 7 آلاف ليرة.

أما الكوسا فتسجل 12 ألف ليرة، الخيار 13 ألف ليرة، البطاطا 5 آلاف ليرة، البصل اليابس 6 آلاف ليرة، الزهرة 3 آلاف ليرة، والملفوف 4 آلاف ليرة.

ولا يزال العوجا يتربع على عرش الفواكه الأغلى سعراً بـ 75 ألف ليرة للكيلو، يليه الفريز بـ 10 آلاف ليرة، والتفاح بـ 15 ألف ليرة. أما الموز، فيشهد فروقات سعرية واضحة بين الساحل، حيث يباع الكيلو بـ 5 آلاف ليرة، ، بينما يصل في دمشق إلى 12 ألف ليرة، كما يباع الجزر بـ 6 آلاف ليرة، البرتقال بـ 8 آلاف ليرة، الكيوي بـ 20 ألف ليرة، جوز الهند بـ 20 ألف ليرة للحبة، بينما تتراوح أسعار التمر بين 20 و50 ألف ليرة حسب الجودة.

فيما يتعلق بالخضار الورقية، لا يزال سعر الخسة عند 9 آلاف ليرة، وربطة البقدونس بـ 2000 ليرة، وربطة البقلة بـ 10 آلاف ليرة، والنعناع بـ 2500 ليرة، الجرجير بـ 2000 ليرة، الزعتر بـ 3000 ليرة، البصل الأخضر بـ 1500 ليرة، وربطة السلق بـ 3000 ليرة.

تراجع الطلب

هذا وسجّلت الأسواق تراجعاً ملحوظاً في الطلب على المواد الغذائية مع انتصاف شهر رمضان، بعد الإقبال الكثيف الذي شهدته في بدايته، فقد انخفض حجم الشراء بنسبة تتراوح بين 20 إلى 40 بالمئة متأثراً بتغيّر النمط الاستهلاكي للأسر، وتراجع زخم التسوّق بعد أن اشترت العائلات معظم احتياجاتها الرمضانية في الأيام الأولى من الشهر.

وعلى الرغم من أن شهر رمضان هذا العام حلّ وسط متغيرات سياسية واجتماعية جديدة في سوريا، واحتفاء السوريون بتحرير بلادهم من نظام الأسد البائد، إلا أن التحديات المعيشية لا تزال مستمرة وتثقل كاهلهم.

ولم يحسن التغيير السياسي حتى الآن من الواقع الاقتصادي والمعيشي للسوريين وقدراتهم الشرائية، إذ توفرت المواد الغذائية والاستهلاكية في الأسواق، لكنها دون قدرة معظم السوريين الذين يعيشون برواتب شهرية لا تتجاوز 30 دولار أمريكي (300 ألف ليرة)، معلقين الآمال على تنفيذ الوعود الحكومية بزيادة رواتبهم 400 بالمئة والتي لم تتحقق منذ إطلاقها في كانون الأول/ ديسمبر الماضي.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
أقدم
الأحدث الأكثر تقييم
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات

الأكثر قراءة