مسؤول يكشف حقيقة السفن القطرية والتركية.. سوريا بلا كهرباء إلى أجل غير مسمى

مر ما يزيد عن شهرين على الإعلان عن تجهيز سفينتين مخصصتين لتوليد الكهرباء من تركيا وقطر للوصول إلى سوريا، وسط تساؤلات كثيرة عن مصير تلك السفينتين اللاتين كانت تقدر طاقتهما الإنتاجية بقيمة 800 ميغاواط، وهو ما يعادل نصف إجمالي الطاقة المولدة حاليًا في البلاد.

ومن المستبعد وصول السفينتين إلى سوريا في وقت قريب، على الرغم من مرور كل هذا الوقت منذ إعلان تجهيزهما للوصول بالبلاد التي تعاني أزمة كبيرة في قطاع الطاقة، بحسب تقرير نشرته منصة الطاقة المتخصصة.

وعود حكومية ضخمة دون معلومات

على الرغم من الإعلان عن نية قطر وتركيا إرسال سفينتي توليد الكهرباء إلى سوريا، إلا أنه منذ ذلك الحين لم يُعلن عن موعد محدد لوصولهما، فعلى ما يبدو أن الحكومة السورية لم تستند في وعودها الضخمة بشأن حل أزمة الكهرباء على معلومات حقيقية.

وفي ظل استمرار الأزمة التي تتواصل معها معاناة السوريين اليومية من انقطاع الكهرباء لمدة تصل إلى 22 ساعة باليوم، وسط وعود حكومية بتحسين تغذية التيار الكهربائي والتخفيف من حدة الأزمة التي لم تشهد أي تحسن بعد الإطاحة بالنظام البائد، والتي كان من بينها زيادة الكهرباء من ساعتين إلى 8 ساعات يومياً، وقد تصل إلى 12 ساعة حال وصول الغاز إلى سوريا، وفق وزير الكهرباء في الإدارة الجديدة السورية، عمر شقروق.

محطة كهرباء غائمة تابعة لشركة كارباورشيب التركية- الصورة أرشيفية

وفي هذا الصدد، أوضح المدير العام لمؤسسة النقل والتوزيع بوزارة الكهرباء السورية، المهندس خالد أبو دي، أن مؤسسة نقل وتوزيع الكهرباء تعمل على دراسة جميع الحلول المقترحة لحل أزمة الكهرباء في البلاد.

وأشار إلى أن وزارته تعمل على تجهيز خطوط النقل الرئيسية وطرق ربطها بالشبكة الكهربائية استعدادًا للعمل، مؤكدًا أنه حتى الآن لا يوجد أيّ اتفاق حول تطبیق حل لتأخر وصول سفن الكهرباء التركية والقطرية، كما يتم العمل على تجهيز متطلبات الحلول الأخرى المقترحة.

حل بعيد!

 بالنسبة للاعتماد على سفن الكهرباء التركية والقطرية كحل لأزمة الكهرباء، قال أبو دي، إنه حل بعيد لعدم وجود أيّ اتفاقات حول تطبيقه في الوقت الحالي.

وبشأن ما تحتاجه سوريا من عدد محطات توليد الكهرباء في الوقت الحالي، وحجم الاستثمارات المطلوبة، أوضح أن بلاده لديها حاليًا نحو 14 محطة لتوليد الکهرباء، منها 3 محطات کهرومائیة ضمن مناطق تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية “قسد”، و11 محطة تعتمد على الغاز الطبيعي والوقود السائل.

لتلبية الطلب المتزايد على الكهرباء، فإن سوريا تحتاج إلى بناء المزید من المحطات، وهناك حاجة إلى بناء 4 محطات جديدة بقدرة إنتاجية تصل إلى نحو 5 آلاف ميغاواط.

المدير العام لمؤسسة النقل والتوزيع بوزارة الكهرباء السورية، المهندس خالد أبو دي

وبالنسبة لحجم الاستثمارات المطلوبة، أكد أن إعادة تأهیل البنیة التحتیة للمنظومة الكهربائية وبناء محطات جدیدة یتطلب استثمارات ضخمة تُقدَّر بنحو 40 ملیار دولار، تتضمن إعادة تأهیل المحطات المتضررة، وبناء محطات جدیدة لتولید الكهرباء، وإعادة تأهیل وتحدیث شبکات النقل والتوزیع، وإدخال تقنیات حدیثة لتحسین کفاءة الإنتاج.

سوريا بلا كهرباء! 

تأجيل وصول سفينتي الكهرباء القطرية والتركية لأجل غير معلوم، أرجعه المصادر إلى عدم التوصل إلى اتفاق بشأنها حتى الآن، ذلك على الرغم من إعلان “الإدارة السورية الجديدة” في كانون الثاني/ يناير الماضي توجهها نحو الاعتماد على سفن الكهرباء العائمة لحل أزمة الطاقة في البلاد.

ويبدو أن هذا التوجه من الصعب تطبيقه في الوقت الراهن، خاصة في ظل استمرار العقوبات الغربية التي تعيق تقديم المساعدات الدولية إلى الحكومة السورية، من دول مجاورة كالأردن، أو حتى من قبل حليفي الإدارة الجديدة قطر وتركيا، لذا فإن من المرجح استمرار أزمة الكهرباء لتستمر سوريا بلا كهرباء.

كانت أعلنت قطر عن مبادرة لدعم البنیة التحتیة لقطاع الکهرباء في سوریا، تشمل تزوید البلاد بإمدادات کهربائیة عبر الأردن، بهدف تحسین استقرار الشبکة الکهربائیة وتوفیر الکهرباء، بينما أبدى الأردن استعداده لتزوید سوريا بالکهرباء عبر شبکات النقل الدولیة بمجرد استکمال الإصلاحات الفنیة اللازمة داخل البلاد.

ولا تتجاوز القدرة الإنتاجية الحالیة 1300 ميغاواط، بینما تحتاج البلاد إلى نحو 6500 میغاواط لتلبية الطلب الکامل، ذلك الفارق الكبير بين حجم الإنتاج والاحتياجات بفعل تعرض محطات التوليد وخطوط النقل لأضرار جسيمة، و الإهمال الممنهج من النظام البائد خلال السنوات الماضية، مما أدى إلى خروج بعضها عن الخدمة، بحسب ما صرح أبو دي.

وتعرضت البنية التحتیة لقطاع الکهرباء خلال السنوات الماضیة إلى أضرار هائلة، حیث دُمِّرَ عدد کبیر من محطات التحویل بالکامل، بالإضافة إلی خروج عدد من خطوط التوتر العالي عن الخدمة، فضلًا عن تعرض العدید من المحطات لعملیات نهب وسرقة من قبل ميلیشیات تابعة للنظام البائد.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
5 1 صوت
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
أقدم
الأحدث الأكثر تقييم
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات