يبدو أن الفصائل الولائية باتت أكثر انقساماً مما مضى، وتجلى ذلك بتأسيس حركة حقوق قبل نحو شهرين من الآن.

وأسّس حركة حقوق، “حسين مونس”، وأعلن في (4 أغسطس) المنصرم، عن انتخابه أميناً عاماً للحركة الجديدة.

وتتبع حركة حقوق لميليشيا “كتائب حزب الله” الموالية إلى إيران، وهو أول حزب تؤسّسه هذه الميليشيا.

أما “مؤنس”، فهو نفسه “أبو علي العسكري”، الذي كان يشغل منصب الناطق الرسمي باسم “الكتائب” قبل تأسيسه لحقوق.

وجاء تأسيس “حقوق” لخوض غمار الانتخابات العراقية المبكرة، لكن اللافت أن الحركة، أتت خارج إطار تحالف_الفتح.

ويعرف تحالف الفتح، بأنه الخيمة الجامعة لكل الأحزاب السياسية التي تمثّل الفصائل والميليشيات الولائية.

ومن أبرز الأحزاب المنضوية بتحالف الفتح، هي “بدر” التابعة لميليشيا منظمة بدر بزعامة هادي_العامري. و”صادقون” التابعة لميليشيا العصائب، بزعامة قيس_الخزعلي.

وجاء في الإعلان التأسيسي لحركة حقوق، على لسان “حسين مؤنس” إن: «تأسيس الحركة جاء، نتيجة خيبات الأمل المتتالية من الأصدقاء».

وأكّد حديث “مؤنس” أعلاه، شدّة الانقسام بين الفصائل الولائية، التي بدأت تطفو إلى السطح، منذ مقتل قاسم_سليماني و”أبو مهدي المهندس”.

وتتصارع قيادات الفصائل الولائية فيما بينها، إذ يسعى كل زعيم لتنصيب نفسه كقائد للفصائل، دون أي تنسيق بينها.

سبب تأسيس حركة حقوق

لكن السبب الأبرز لتأسيس “حقوق”، هو اختلاف ميليشيا “حزب الله” التي تتبع لها “حقوق” مع “عصائب أهل الحق” بقيادة “الخزعلي”.

فقد وجد “الخزعلي” نفسه بعيداً نوعاً ما عن إيران بعد مقتل “سليماني”، وتجلى ذلك بخارطة توزيع المناصب بين الفصائل.

إذ أصبح الخال “أبو فدك المحمداوي”، القيادي بميليشيا “الكتائب”، رئيساً لهيئة أركان “الحشد الشعبي”.

وظل فالح_الفياض بمنصبه كرئيس لهيئة “الحشد الشعبي”، واستمر “العامري” كزعيم لتحالف الفتح بأكمله، ولم يكن لـ “الخزعلي” أي دور يذكر.

وما زاد من حدة الخلاف بين “العصائب” و”حزب الله”، هو تعيين “أبو فدك”، لنجل وزير الدفاع، جمعة_عناد، على رأس الفوج الرابع بلواء 51 التابع للحشد.

واعتبرت “العصائب” تلك الخطوة بـ “المحاباة والترضية” من قبل “حزب الله” التي استغلت نفوذها في “الحشد” عبر الخال، للقيام بتلك الخطوة.

ويتواحد لواء 51 بمحافظة صلاح الدين شمالي العراق، وهي المحافظة التي تنتشر فيها “العصائب” بشكل كبير، ومن هنا جاء الامتعاض من قرار تعيين نجل وزير الدفاع.

أما “حزب الله”، فقالت إن الأحزاب الصديقة التي تنتمي للفصائل مثل “بدر” و”صادقون”، فشلت بتحقيق أهداف “المقاومة” من الناحية السياسية.

وأهم تلك الإخفاقات، هو عدم قدرتها على إخراج القوات الأميركية من العراق، حسب “الكتائب”، لذا اتجهت الأخيرة نحو العمل السياسي، وتأسّست حركة حقوق.

وستشارك “حقوق” في 36 دائرة انتخابية من بين 72 دائرة، وهي تسعى لنسج تحالفات مع كيانات سنية قريبة منها، وأبرزها حزب “عزم” بزعامة خميس_الخنجر.

وتخشى الفصائل الولائية، من أن خطوة ميليشيا “حزب الله”، قد تؤثر على رصيد “تحالف الفتح” في الانتخابات_المبكرة المقبلة، ويقلل من مقاعدها النيابية.

وتسعى “الكتائب” إلى استنساخ تجربة “حزب الله” في لبنان، عبر الموازنة بين العمل السياسي والعسكري في العراق.

وستجرى الانتخابات العراقية في (10 أكتوبر) المقبل، تحت رعاية أممية من الأمم_المتحدة، ودولية من قبل الاتحاد_الأوروبي وبعض الدول الإقليمية.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.