تراجع مستوى الجامعات السورية بعد اندلاع الحرب قبل سنوات، بالإضافة إلى الظروف الاجتماعية والاقتصادية التي يواجهها الطلاب من مختلف الجهات، فضلا عن الفساد والمحسوبية في جامعات التعليم العالي في سوريا، سواء من قبل الكادر الإداري أو من قبل الأساتذة من مختلف التخصصات الجامعية.

مشاريع خدمية بالمليارات ومعاناة الطلاب مستمرة!

افتتح وزير التعليم العالي والبحث العلمي لحكومة دمشق، الدكتور بسام إبراهيم، عددا من مشاريع وأنشطة طلابية في جامعة حلب، منها المسرح الطلابي بعد تأهيله بطاقة استيعابية نحو 600 شخص وذلك بكافة التجهيزات من الفرش والتقنيات بحيث يصبح مسرحا جامعيا بتكلفة أكثر 400 مليون ليرة، حسب صحيفة “تشرين” المحلية.

وقالت الصحيفة المحلية، أن وزير التعليم العالي قد زار عدد من المشاريع المنفذة وعلى ما تم تأهيله من وحدات سكنية في المدينة الجامعية وصيانتها بكافة تجهيزاته في الوحدات (4 – 11 – 12) لتهيئة سكن لائق للطلبة حيث بلغت تكلفة إعادة تأهيل كل وحدة سكنية ما يتجاوز 400 مليون ليرة.

وأضافت، أنه هناك مشروع بناء كلية الصيدلة، وأن إجمالي تكلفة المشاريع المليار ونصف المليار ليرة بين مبنى كلية الصيدلة والمسرح والصالات الرياضية والوحدات السكنية الجامعية.

رغم أن الحكومة تخصص للجامعات مليارات الليرات السورية، إلا أن الطلاب ما زالوا يعانون من أزمات جمة، وبحسب أحد طلبة كلية العلوم التطبيقية، فإن “السكن الجامعي يفتقر إلى أبسط الضروريات الأساسية للمعيشة والتعليم، مثل عدم توفر الكهرباء والتدفئة المركزية في فصل الشتاء، بالإضافة إلى حشو أعداد كبيرة من الطلبة في الغرف السكنية، حيث لا تتسع الغرفة الواحدة لأكثر من 5 طلاب، بينما يضعون فيها أكثر من 10 طلاب!.

وأردفت الطالبة من جامعة حلب لـ “الحل نت”، والتي فضلت عدم ذكر اسمها، “عند المساء لا يتوفر الكهرباء سوى لبعض ساعات قليلة وبقية الساعات نقضي فيها الدراسة على الشواحن أو أضواء الشموع، كذلك لا يتوفر مياه ساخنة للاستحمام، فضلا عن الأزمات الأخرى التي يعاني منها الطلبة، من الوقوف لساعات طويلة حتى الحصول على الخبز والمواصلات وما إلى ذلك”.

ولفتت إلى صعوبة التعليم في مثل هذه الظروف الصعبة، قائلة: “كيف يمكن للطالب التوفيق بين ساعات دراسته الجامعية مع ساعات الدوام وتلبية احتياجاته اليومية، ناهيك عن غلاء المعيشة وغلاء المحاضرات الدراسية، هذه الظروف تؤدي بالطالب إلى حل واحد وهو ترك مقاعد الدراسة والسفر في أقرب فرصة تتيح له”.

قد يهمك: الجامعات السورية.. استمرار مهزلة أسئلة الامتحانات

تراجع مستوى التعليم العالي

وقال وزير التعليم العالي لصحيفة “تشرين”: “أن الوزارة تسعى إلى تطوير وسائل التقانة الحديثة وتجهيزاتها، علما هذا العمل مستمر بشكل دائم، كما تم إحداث مخابر جديدة وتطوير مخابر قديمة بحيث تخدم البحث العلمي والذي يخدم سوق العمل والتنمية الاقتصادية والاجتماعية بما يواكب التطور العالمي، رغم الظروف والإمكانيات المحدودة إلا أن العملية التعليمية تسير بشكل جيد”.

وأضاف: إن الجامعات تقدم خدمات كثيرة للمجتمع كالدراسات والاستشارات، ومعظم مجالس الإدارة في الشركات والبحث العلمي والوزارات تضم أعضاء هيئة تدريسية يمثلون الوزارة، ضمن عملية تكاملية من حيث رؤية الجامعة بثلاثة جوانب (عملية تعليمية وبحث علمي وخدمة المجتمع).

ورغم تصريحات مسؤولي الحكومة السورية، لكن يبدو أن نظام التعليم العالي في البلاد بات في مستويات منخفضة، إذ تكافح الجامعات السورية من أجل البقاء، بحسب أكاديميين وخبراء تعليم سوريين.

وأشارت تقارير بتراجع مستوى الجامعات بشكل كبيرة، وحسب تصنيف webometrics لـ 2022. وهو نظام تصنيف يعتمد على تواجد الجامعة على الويب، ووضوح الرؤية والوصول إلى الويب. يقيس نظام التصنيف هذا مدى تواجد الجامعة على شبكة الإنترنت من خلال مجال الويب الخاص بها والصفحات الفرعية والملفات الغنية والمقالات العلمية وما إلى ذلك.

فقد احتلت جامعة دمشق المرتبة 3310 عالميا، وجاءت جامعة تشرين في محافظة اللاذقية بالمرتبة 4539، أما جامعة حلب التي احتلت المرتبة 4973. أما جامعة البعث قد جاءت في المرتبة 5804 عالميا. أما المعهد العالي للعلوم التطبيقية والتكنولوجيا بدمشق قد جاء 4911.

ومؤخرا انتشرت صورة مأخوذة من “كلية الهمك في جامعة تشرين” في اللاذقية على مواقع التواصل الاجتماعي، حول رداءة أسئلة من أحد الأقسام في كلية الهندسة البحرية لطلاب سنة التخرج. وسط موجة من الاستهزاء وانتقادات على مستوى الجامعات السورية.

إضافة إلى انتشار فيديو من جامعة حلب، عن طالبة تخرجت حديثا من كلية الآداب قسم اللغة الإنكليزية، حيث صدرت ترند بعنوان مسمى “هلو إيفري بدي لوشن” وبات حديث السوريين على مواقع التواصل الاجتماعي. الذي بعث بموجة كبيرة من التعليقات والردود الساخرة.

وقبل أيام قليلة، انتشر حديث ساخر بين طلاب الجامعات عن انخفاض معدل نجاح بعض المواد الجامعية، حيث تفاجأ طلاب كلية الآداب والعلوم الإنسانية قسم اللغة العربية بجامعة دمشق بنتائجهم، حيث لم تتجاوز نسبة النجاح 1٪ في مقر النحو، حسب ما وردت في صفحات مهتمة بشؤون الجامعات السورية.

قد يهمك: خريجة جامعة حلب تودع كُلّيتها بـ: “هلو إيفري بدي لوشن”.. والجامعة توضح

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.