شهدت الأسواق السورية ارتفاعات متتالية وغير مسبوقة في الأسعار خلال الفترة الماضية تحت ضغط أسباب مختلفة، بدءا من الأزمة التي تعاني منها سوريا منذ أكثر من 10 سنوات، فجائحة “كورونا” وآثارها، ومؤخرا قرار إلغاء الدعم، والأزمة الأوكرانية مؤخرا، التي تنذر بتحولات اقتصادية كبيرة على المستوى العالمي والتي ستتأثر بها أيضا سوريا.

ورغم حديث الحكومة السورية الدائم، عن ضبط الأسعار وثباتها، بعد الأزمة الأوكرانية، إلا أن ذلك لم يكن ليعطي الطمأنينة لدى التجار حيث اعتبروا هذا الحديث مؤشرا على قرب ارتفاع الأسعار، لذلك بدأ التجار بالعمل على إخفاء السلع واحتكارها، ورفع سعر بعضها في نفس الوقت.

تطمينات حكومية

يتوقع الخبراء الاقتصاديون والمتابعون للأوضاع الراهنة، أن تشهد الأسواق ارتفاعات في الأسعار إثر التغيرات الاقتصادية العالمية، إلا أن الحكومة السورية، وعلى لسان وزير الاقتصاد، سامر الخليل، الذي أكد في مؤتمر صحفي مؤخرا أن المواد المتوفرة حاليا ستبقى على أسعارها، ريثما يتم توريد مواد جديدة لدراسة الأسعار الجديدة وإمكانية التعديل من عدمها، مبينا أن مخازن المواد الغذائية الأساسية بخير، بحسب موقع “المشهد” المحلي.

ونقل الموقع، عن مدير الأسعار في وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك، تمام العقدة، أن الأسعار لم تتغير بشكل رسمي أبدا ولم يرفع سعر أية مادة، وما يحدث حاليا في الأسواق هو تجاوزات من التجار يتم رقابتها ومتابعتها من قبل دوريات التموين، التي كثفت جولاتها في الأسواق لمنع احتكار أية مادة ورفع سعرها استغلالا للأزمة.

وحسب العقدة فإن المواد الأساسية متوافرة بالأسواق حاليا، ويتم تنفيذ عقود توريد جديدة لضمان انسيابيتها واستقرارها في الأسواق، معتبرا أن الأمن الغذائي بخير ولا قلق عليه.

ولكن، وحسب “المشهد”، فقد سبق التطمينات الحكومية بساعات فقط حديث لوزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك، صرح فيه بوجود شح في 33 مادة غذائية مما رفع أسعارها، وكذلك تصريحات التجار وغرف التجارة بأن المتاح في المستودعات بدأ بالنفاذ.

إقرأ:ارتفاع غير مسبوق في أسعار الأجبان بسوريا

مخاوف مع اقتراب شهر رمضان

يرى مراقبون اقتصاديون، أنه بالإضافة لكل الأسباب التي أدت لرفع الأسعار، فإن اقتراب شهر رمضان هو سبب إضافي لزيادة أسعار المواد الغذائية، حيث يزيد الطلب تلقائيا على المواد الغذائية، وخاصة الأساسية منها، حيث يشتكي المواطنون الآن من نقص وغلاء في الرز والسكر والزيت والبقوليات بأنواعها، وهي أساسيات لا يمكن الاستغناء عنها، في ظل قيام المستوردين وتجار الجملة بالتقنين في توزيع المواد، مع تراجع في التنوع واقتصاره على نوعين أو ثلاثة من المنتج إن توفر، حسب المشهد .

من جهته، تابع موقع “الحل نت”، الارتفاع المتسارع في الأسعار خلال الفترة الماضية، وخاصة بعد قرار الحكومة إلغاء الدعم، حيث فتح هذا القرار أبواب ارتفاع الأسعار في كل السلع الاستهلاكية، بما فيها الخضار والفواكه والمواد الغذائية الأساسية فضلا عن ارتفاع أسعار الخدمات والمواد الأخرى، دون أي تدخل من قبل الحكومة والمؤسسات المعنية بتنظيم الأسعار وتحديدها.

كما تسبب القرار، بإلحاق الضرر الناتج عن رفع الأسعار بالقوة الشرائية للمواطنين، وجعل حياتهم أكثر صعوبة مما كانت عليه قبل صدوره.

ونقل “الحل نت”، عن العديد من المراقبين والمحللين للأوضاع الاقتصادية أن سياسات الحكومة أثبتت فشلها من الناحية الاقتصادية، إذ تقوم بسن قوانين، دون أن يكون هناك خطط موازية لمنع تفاقم الأوضاع المعيشية للسكان.

قد يهمك:ارتفاع مؤشر أسعار الغذاء.. كيف سيتأثر الخبز في سوريا؟

وأنهكت الأوضاع العامة في سوريا، والقرارات الحكومية غير العادلة المواطن السوري الذي يعاني من تدهور اقتصادي كبير جراء سنوات الحرب، فيما تخيم مخاوف انعكاسات ما يجري في أوكرانيا على ما تبقى من قدرة السوريين للعيش، بسبب اضطراب الاقتصاد العالمي خلال المرحلة المقبلة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.