يبدو أن عمليات ضرب المواقع الإيرانية من قبل سلاح الجو الإسرائيلي اتخذت منعطفا جديدا خلال الأيام القليلة الماضية، وذلك مع ارتفاع وتيرة القصف الإسرائيلي على مواقع  في محيط العاصمة دمشق خلال الأسابيع القليلة الماضية.

استهداف متكرر لدمشق

في استهداف هو الرابع على الأقل خلال شهر، استهدف الطيران الحربي الإسرائيلي فجر اليوم الجمعة، عدداً من المواقع جنوبي العاصمة السورية، ما أسفر عن إصابة شخص، وذلك في القصف الثاني من نوعه على المنطقة منذ مطلع حزيران/يونيو الجاري.

وتصاعدت وتيرة القصف الإسرائيلي على مواقع في دمشق، حيث أكدت الثلاثاء وسائل إعلام محلية، قصف القوات الإسرائيلية مواقع في ريف العاصمة دمشق الجنوبي، ما تسبب بوقوع خسائر مادية.

الباحث السياسي عصام زيتون، يرى أن تصاعد القصف الإسرائيلي على مواقع عسكرية في العاصمة دمشق، مرتبط بتزايد النشاط الإيراني في مناطق الجنوب السوري، وذلك في محاولة من القوات الإيرانية ملء الفراغ الذي تتركه القوات الروسية في المنطقة.

قد يهمك: توسع النفوذ الإيراني في الاقتصاد السوري لهذه الأسباب

ويقول زيتون في حديثه لـ“الحل نت“: “الاستهدافات الإسرائيلية لشحنات الأسلحة الإيرانية في سوريا، لا ترتبط بأي تطور سياسي.. زيادة النشاط الإيراني نتيجة محاولته لملء الفراغ الذي تتركه القوات الروسية ، أدى ذلك لزيادة النشاط الإسرائيلي لضرب الشحنات الإيرانية في دمشق ومحيطها“.

ويعتقد زيتون أن زيادة النشاط الإيراني في المنطقة، ربما سيؤدي لنشوب حرب إقليمية، لا سيما وأن إسرائيل لن تسمح لإيران باستمرار توسيع نفوذها في سوريا، والعديد من دول منطقة الشرق الأوسط.

وحول ذلك يضيف الباحث السياسي: “سوف نشهد في الفترة القادمة مواجهات أكبر، ومن غير الممكن أن نتوقع شيء غير نشوب حرب إقليمية، هناك تطورين خطيرين حصلوا مؤخرا، أولا الغارة قبل الأخيرة على مواقع بريف دمشق، أُطلقت صواريخ إس من مضادات الطيران التي تملكها دمشق ويديرها الروس، هناك أيضا مناورات سورية روسية جرت على طول الحدود مع الجولان، هي رمزية لكن معنويا يمكن أن تكون تطورا خطيرا“.

وكان موقع “إميجست إنترناشيونال” الإسرائيلي الثلاثاء،نشر صورة قال إنها التقطت حديثا تبيّن تعرّض أحد مدارج الطائرات في مطار دمشق الدولي لأضرار من جراء غارات إسرائيلية سابقة.

وأظهرت الصورة، التي التُقطت في الأول من شهر حزيران/يونيو الجاري، تضرر المدرج في 3 مواقع بفعل 3 غارات.

وتستخدم الميليشيات الإيرانية مطار دمشق الدولي، لنقل شحنات الأسلحة بين طهران ودمشق، فيما تتحدث بعض التقارير عن نقل معدات إلى لبنان لإيصالها إلى “حزب الله” عبر مطار دمشق.

قد يهمك:تسهيلات جديدة لإيران في سوريا.. هل أحكمت طهران قبضتها على الاقتصاد؟

ومع تصاعد وتيرة الهجمات الإسرائيلية على المواقع العسكرية التابعة لإيران في سوريا، لجأت الميليشيات الإيرانية إلى استخدام بعض المطارات الأوروبية لنقل الأسلحة، إثر توقف نشاطها عبر مطار دمشق الدولي بفعل الصواريخ الإسرائيلية.

استغلال الرحلات المدنية

وكشفت “القناة 13” العبرية، عن قيام بعض الإيرانيين بنقل مجموعات الصواريخ الدقيقة وأشياء أخرى، داخل الأمتعة الشخصية من خلال الرحلات الجوية التجارية في أوروبا، وذلك بهدف تحويل الصواريخ التي يمتلكها حزب الله إلى صواريخ دقيقة“.

وأضافت القناة في تقرير حول تلك العمليات: “بدأ ذلك بعد أن فهمت إيران أن الطريق بين طهران ودمشق هو طريق تتمتع فيه المخابرات الإسرائيلية بقوة، وذلك بعد تدمير مدرج الهبوط في مطار دمشق الدولي“.

وبحسب مصادر إسرائيلية، فإن “حزب الله” يستخدم خط تهريب جديد، عبر رحلات الطيران المدنية بين إيران وأوروبا ودمشق وبيروت، وذلك لتهريب مكونات عسكرية متطورة إلى “حزب الله“، بهدف التخفي عن أعين وكالات الاستخبارات في إسرائيل والغرب، تحت غطاء مدني يمر عبر أوروبا.

اقرأ أيضا: صمت روسي أمام “المنطقة الآمنة” التركية في سوريا.. ما الأسباب؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.