مع الانتشار الواسع لقطاع الطب التجميلي في سوريا، وما تخلله من أخطاء أودت لنتائج كارثية للعديد من الأشخاص نتيجة العمل دون رقابة في هذا القطاع، حيث بدأت مؤخرا عملية جديدة لتغيير لون العين تلقى رواجا في البلاد، وسط تحذيرات طبية من مخاطرها.

استخدام الليزر

أخصائية أمراض العين وجراحتها بثينة الشيخة، تحدثت عن التقنيات الحديثة باستخدام الليزر التي تستخدم في تغيير لون العين، وذلك خلافا للوسائل القديمة، كـ“استخدام عدسة لاصقة ملونة وهي تتميز بإمكانية اختيار ألوان متعددة، ثم العودة إلى اللون الطبيعي عند إزالتها فيما مشاكلها إصابة العين بالحساسية، وقرحات في القرنية نتيجة سوء الاستخدام“.

وحذرت الشيخة، في تصريحات نقلها موقع “أثر برس” المحلي الخميس، من خطورة استخدام الليزر في تغيير لون العين، حيث لا يمكن استخدامه لأصحاب العيون الفاتحة الذين يريدون عيونا داكنة اللون، كما لا يمكن التراجع عن اللون الجديد.

كما أشارت الطبيبة إلى أن هذا النوع من العمليات، قد يسبب التهابات في العين وارتفاع في ضغطها، ويمكن أن تصل المخاطر إلى حدوث “عمى“، حسب قولها.

ولفتت الطبيبة، إلى انتشار طريقة أخرى لتغيير لون العين عن طريق زرع عدسات ملونة داخل العين، مبيّنة أن هذه الطريقة تعتبر من الطرق الخطيرة جدا لتغيير لون العين لما لها من مضاعفات خطرة، وهي عملية جراحية، يتم فيها زرع عدسة ملونة أمام القزحية الطبيعية، ولها عدة اختلاطات منها، حدوث التهاب داخل العين وارتفاع ضغط العين، وحدوث ضعف بالنظر وتضرر عصب العين وحدوث اضطرابات بالإبصار قد يؤدي إلى العمى أحيانا.

اقرأ أيضا: تزايد أسباب الاضطرابات النفسية بين السوريين

وأكدت الشيخة، أن هذه العمليات تم تنفيذ العديد منها في سوريا، وبتكلفة عالية، وكانت النتائج سيئة حيث أنها أدت إلى عمى بعض الحالات، بسبب ارتفاع ضغط العين والحاجة إلى عمليات لاحقة عديدة وقالت: “رغم توفر الكفاءات الطبية وعدسات بنوعية جيدة إلا أن الفكرة بحد ذاتها خطيرة“.

وختمت الطبيبة، حديثها بالتحذير من الانجرار وراء الإعلانات التي تتحدث عن هذا النوع من العمليات، لا سيما في ظل انتشار عيادات الطب التجميلي التي تعمل غالبا دون رقابة طبية حقيقية.

آثار جانبية كارثية

أسئلة لم تعد غريبة على صفحات التواصل الاجتماعي، وضمن محادثات النساء والرجال أيضا، مع الإقبال الكبير على عمليات التجميل، كما يصفه أصحاب المهنة، والرغبة الشديدة لدى الكثيرين بتصحيح عيوبهم كما يروها، ومن أبرز هذه الأسئلة: “صبايا بدي دكتور تجميل شاطر أعمل أنفي بمين بتنصحوني؟“، “حابة أعمل نحت جسم، حدا بيعرف دكتور شاطر ومو غالي؟“.

وقال اختصاصي الجراحة التجميلية، وأمين سر الرابطة السورية لأطباء الجراحة التجميلية والترميمية، الدكتور رزق الفروح، إن “عمليات التجميل في الآونة الأخيرة، شهدت إقبالا كبيرا من الرجال والنساء، فربما لم تعد مساحيق التجميل كافية لتلبية الرغبة في إظهار الجمال أو تغطية العيوب“.

وأردف الفروح، في حديث لوسائل إعلام محلية قبل أسابيع قائلا: “بات الكثير يلجؤون إلى الحقن، والشد وتجميل الأنف دون مراعاة الآثار الجانبية الكارثية أحيانا، إن تمت بيد غير خبيرة في مراكز التجميل غير المرخصة من وزارة الصحة، والتي انتشرت بكثرة أيضا وبحاجة إلى رقابة صارمة” من قبل الجهات المعنية.

وفاة بسبب عملية

وسائل إعلام محلية نشرت قبل نحو أسبوع تفاصيل حادثة وفاة شابة (25 عاما)، في إحدى عيادات التجميل في مدينة حلب، وذلك بسبب خطأ طبي خلال خضوعها لعملية تجميل.

وأفادت منصة “كيو ستريت جورنال” المحلية، بأن أم لثلاثة أطفال، توفيت في مشفى، بعد دخولها بكامل قواها الجسدية للخضوع لعمل جراحي تجميلي، حيث فارقت الحياة بعد إعطائها جرعة الأدرينالين.

وبحسب المصدر فإن: “الضحية تعاني من مرض مزمن، وأجرت فحص إيكو للقلب قبل إجراء العملية، وتبيّن حينها وجود تخثرات بنسبة 20 بالمئة في الشريان القلبي، لكن لم يتم أخذها بالحسبان عند التخدير“.

وبحسب ما نقلت المنصة فإن عائلة الشابة، رفعت دعوة قضائية على المشفى، حيث تم تشكيل لجنة مع الطبابة الشرعية لمعرفة سبب الوفاة.

قد يهمك: “مزاج السائقين” يزيد من أزمة المواصلات في سوريا

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة