العديد من الأحداث المتسارعة في درعا جرت خلال الأيام الأخيرة، لتؤكد مجددا أن المحافظة الجنوبية لاتزال تشهد العديد من التوترات التي لا يبدو أنها سوف تنتهي في ظل التمدد الإيراني، ومحاولات حصار وخنق المدن ومطاردة المعارضين، ولكن الحدث الأبرز هو عودة قائد “اللواء الثامن” المدعوم روسيا، أحمد العودة، إلى المحافظة بعد غياب استمر عدة مدة طويلة.

العودة في درعا مجددا

قبل نحو عام غادر قائد “اللواء الثامن” المدعوم روسيا، أحمد العودة محافظة درعا إلى الأردن، ومنها إلى العاصمة الروسية موسكو، ليمكث فيها مدة ثم يعود إلى الأردن، ليعود مجددا إلى مدينة بصرى الشام قبل عدة أيام.

هذا ويرى مراقبون أن المشروع الروسي الذي يمثله العودة تراجع كثيرا بعد إلحاق “اللواء الثامن” بشعبة المخابرات العسكرية إداريا، إضافة للتطورات السياسية الأخيرة والتي قادت للتطبيع مع حكومة دمشق.

وبحسب مصادر “الحل نت”، فإن الرهان حاليا على أن يقوم العودة بحماية مدينة بصرى الشام والمناطق المحيطة بها، من دخول القوات الحكومية، وعودة الميليشيات الشيعية إليها.

ومن جانب آخر، أوضح مصدر خاص، لـ”الحل نت”، أن العودة وخلال وجوده في الأردن كان متواجدا في عدة اجتماعات أمنية تتعلق بالوضع في جنوب سوريا، وخاصة فيما يتعلق بالتمدد الإيراني في المنطقة، والتي ناقشت إمكانية الحد من هذا الوجود.

ولفت المصدر إلى أن هناك العديد من السيناريوهات المطروحة للتعامل مع الواقع الجديد جنوب سوريا، ولكن لم يتم اعتماد أي منها بشكل نهائي حتى الآن.

إقرأ:درعا.. مراوغة من دمشق بعد خروج المطلوبين من طفس

صراع أمني لبسط النفوذ

ريف درعا الغربي، يمثل أهمية استراتيجية كبيرة بالنسبة للأجهزة الأمنية الحكومية وللميليشيات الإيرانية، لذلك تعمل هذه الأطراف بشتى الوسائل على بسط نفوذها في هذه المنطقة، سواء من خلال عمليات الاغتيال أو الاقتحامات أو حتى استقطاب المقاتلين من مجموعات المعارضة.

ومنذ عدة أيام يحاول كل من فرعي الأمن العسكري والمخابرات الجوية، استقطاب مقاتلين من كل من طفس وداعل، حيث أبلغ رئيس فرع الأمن العسكري، العميد لؤي العلي، عناصر تابعين للقياديين الذين تم اغتيالهما مؤخرا فادي العاسمي من داعل، وخلدون الزعبي من طفس، بوجوب الالتحاق بفرع الأمن العسكري، مهددا في نفس الوقت عناصر العاسمي بعودة نقاط المخابرات الجوية إلى المدينة في حال رفضوا الاستجابة.

وبحسب مصادر لـ”الحل نت”، فإن محاولات تجري أيضا من قبل فرع المخابرات الجوية في المحافظة، من أجل ضم عناصر هذه المجموعات إلى صفوفه، ما يدل أن هناك صراعا تخوضه المخابرات الجوية من جديد للعودة إلى ساحة محافظة درعا كما كانت في السابق، بعد أن قام لؤي العلي بوضع الكثير من القيود على عملها لصالح الأمن العسكري.

وتضيف المصادر، أن عناصر هذه المجموعات لم يسبق أن التحقت بأي جهة أمنية أو عسكرية تابعة لدمشق بعد عملية التسوية كما أنها رفضت إلقاء سلاحها أو التخلي عنه، ومشيرة إلى أن الذين وافقوا حتى الآن الانضمام لصفوف الأمن العسكري لا يتجاوز عددهم 12 شخصا وهم من مدينة داعل.

قد يهمك:استهداف ممنهج لمروجي المخدرات في درعا.. من يقف وراءه؟

اقتحام لليادودة وحصار جاسم

في صباح اليوم الإثنين، قامت قوة تابع للأمن العسكري باقتحام بلدة اليادودة في ريف درعا الغربي، حيث جرت اشتباكات بالأسلحة الخفيفة لنحو نصف ساعة انتهت باعتقال أحد المطلوبين للأمن العسكري ويدعى محمد العقرباوي والمعروف محليا بـ”أبو قاسم العقرباوي”، وهو من مخيم اليادودة وعنصر سابق في المعارضة المسلحة.

وعقب الاقتحام قام مجموعة من المعارضين، بقطع الطريق الرئيسي بين بلدة اليادودة ومدينة درعا بحسب صور حصل عليها “الحل نت”، وذلك احتجاجا على المداهمة التي قامت بها قوات الأمن العسكري.

وبحسب معلومات لاحقة حصل عليها “الحل نت”، من مصادر خاصة، فإن العقرباوي قتل بعد ساعات من اعتقاله نتيجة إصابته إصابات بليغة صباح اليوم عقب الاشتباكات التي سبقت اعتقاله.

وعلى جانب آخر، أكد مصدر من مدينة جاسم في ريف درعا الشمالي، استدعاء رئيس فرع الأمن العسكري في درعا، العميد لؤي العلي، لجنة التفاوض التابعة لجاسم يوم السبت الفائت للاجتماع بهم في مدينة درعا، لليوم الثاني على التوالي، فيما رفضت اللجنة الذهاب للاجتماع.

وبحسب المصدر، فإن اللجنة رفضت الذهاب إلى مدينة درعا، لأن المطالب التي يريدها النظام باطلة، ولا مجال للتفاوض بها، وهي وجود عناصر يتبعون لـ”داعش” في المدينة، ونفى المصدر اتهامات النظام بوجود خلايا لتنظيم داعش في المدينة، وعدم وجود أي ذريعة أخرى لحصار المدينة والدخول إليها.

وأضاف المصدر، أن اللجان باتت ترفض الذهاب للاجتماع في مدينة درعا مع اللجنة الأمنية خشية تعرض عناصرها للاغتيال كما حدث مع القيادي من مدينة طفس خلدون الزعبي.

ونتيجة لرفض اللجنة الذهاب للاجتماع مع العلي، استقدمت دمشق قوات جديدة لتعزيز الحصار المفروض على مدين جاسم، استقرت جنوب المدينة في منطقة تدعى “خربة أم ترع”.

يذكر أنه في مطلع أيلول/سبتمبر الجاري، دفعت القوات الحكومية بتعزيزات عسكرية من تل الجابية غربي مدينة نوى، إلى محيط مدينة جاسم، شملت سيارات عسكرية من نوع “زيل” محملة بأكثر من 100 عنصر من قوات النظام، إضافة إلى آليات عسكرية تمركزت شمال المدينة.

إقرأ:جاسم بعد طفس.. ما سر التهديدات العسكرية في درعا؟

وسبق ذلك،تمركز للقوات الحكومية في منطقة “الصيرة” شمالي المدينة وفي بعض المزارع غربها، وأجرت عملية تفتيش دقيقة، استخدمت خلالها طائرات مسيرة صغيرة الحجم من نوع “فانتوم” للرصد في محيط النقطة العسكرية الجديدة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.