مع طول ساعات الصيام في شهر #رمضان الكريم، تبدو حاجة جسم الصائم عند الإفطار إلى تنوع المواد الغذائية ملحةً جداً، فازدياد ساعة الصيام هو ازدياد في استهلاك مخزون الجسم من مختلف المكونات، وبالتالي ارتفاع في الحاجة إلى التزويد بها عند الفطور والسحور، وهو ما يغفله الكثير من الصائمين، فيتم التركيز على أنواع معينة من المأكولات دون أخرى، ما يؤدي إلى اختلال غير ظاهر في نسب العناصر الأساسية، وهو اختلال يرتفع عند الصائمين قليلي الحركة وكثيري النوم في رمضان، فيما يقل أو يكاد ينعدم عند من يمارسون حياتهم بشكل طبيعي في رمضان وفق خبراء التغذية.

ماذا يحتاج الجسم بعد صيام نهار كامل؟

 

لا تختلف حاجة الجسم في رمضان عن حاجاته في الأيام العادية، إلا في بعض المكونات الغذائية التي من الضروري ألا تطول ساعات الحرمان منها، كالسوائل والفيتامينات والأملاح المعدنية، وهي ما يهمله الكثير من الصائمين في رمضان مركزين في غذائهم على ما يحتوي على البروتينات والدهون والسكريات، لذا فيرى خبراء التغذية أن حضور الخضار بالدرجة الأولى على المائدة الرمضانية يعتبر غاية في الأهمية، والاعتدال في شرب المياه وإعطاء المعدة فترة من الراحة قبل البدء بتناول المأكولات الدسمة، هو ما يحقق للجهاز الهضمي سير عمل طبيعي، وما يحقق أولى خطوات التوازن الغذائي في الوجبة.

ترتبط غالبية النصائح الغذائية في رمضان بكلمة “قليل”، فنجد نشرات تدعو إلى قليل من المياه وقليل من التمر وقليل من الحلويات وكذا الدهون واللحوم والبقوليات، منطلقة من أن مشكلة الصائم الأساسية هو الإقبال بشراهة على الطعام بعد الامتناع عنه لساعات طويلة، وبالتالي فإن الإكثار من عنصر وتجاهل آخر هو ما يؤدي إلى الخلل الغذائي الذي يؤثر سلباً على الجسم ككل..

يدعو غالبية خبراء التغذية إلى أن تتكون السفرة الرمضانية مؤلفة من: “ماء ـ خضار ـ نوع من الحساء ـ قليل من النشويات (رز، معكرونة) ـ قليل من البروتين (بقول، لحوم)، قليل من السعرات الحرارية (حلويات، دهون)، فيتامينات (فواكه)”، على أن يتم الفصل زمنياً بين تلك المكونات وعدم استهلاكها في وقت واحد، إضافة إلى مراعاة الكميات، مع مراعاة التعليمات الخاصة بالنسبة للصائمين ممن لديهم أمراض مزمنة كالسكري والضغط والقلب.

عدد الوجبات؟

يعتبر الصيام المثالي هو الصيام الذي يستطيع الصائم فيه تناول ثلاثة وجبات، معوضاً بذلك الفطور والغداء والعشاء، بالفطور والعشاء والسحور، فيوزع بذلك المكونات الغذائية على ثلاثة وجبات ويخفف من كمية الوجبة الواحدة، فيتجنب بذلك الخلل الغذائي، أو احتمالات زيادة الوزن.