وائل العبدالله

تداعت القوى العالمية  من الشرق والغرب للدخول في الحرب ضد #داعش، فما من وزير دفاع  إلا وأبدى رأيه بالطرق الكفيلة للقضاء على داعش.. وكالات الانباء العالمية تغطي أخبار داعش طيلة النهار والليل، وحاملات طائرات وصواريخ عابرة للقارات، وطائرات بدون طيار وبطيار، وأسلحة استراتيجية، وتحالف العدو مع الصديق، وفوضى حواس لدى الدول العربية والإسلامية المتهافتين طوعاً وكرهاً لحرب داعش.

 

لا يتجاوز الأمر حقيقةً الصخب الإعلامي المرافق له، فحتى اللحظة لم يتغير ميزان القوى ضد داعش قيد أنملة، وبين هنا وهناك تسعى القوى العظمى لتصفية حساباتها على الأرض بعيداً عن عيون داعش، فتغتال أسماءَ معينة وتنظيمات تراها أخطر عليها من داعش، فالولايات المتحدة ترى تنظيم خراسان أخطر من داعش لأسباب تعرفها هي فقط، والروس يقصفون مواقع فصائل الجيش الحر التي تمتلك التاو لأسباب تخصها هي وتخص حليفها الحالي #بشار_الأسد، #السعودية ودول الخليج تنسق أمنياً بدرجة عالية جداً مع الأتراك، فلدى المخابرات التركية وجبة دسمة هي أسماء من دخل تركيا ولم يخرج منها بعد من مواطني الخليج، ولديها أيضاً قوائم بمن دخل إلى #سوريا وأين يقطن ومع من يقاتل.

المواطن السوري المعني الأول بالحرب على أرضه يدفع الثمن، مزيد من التهجير والدمار والقتل والمأساة التي فاقت كل وصف، حتى باتت الكلمات المكررة عن مجزرة لا تليق بكم الموت اليومي القديم الحديث منذ سنوات أربع.

يفكر الغرب بالمشاركة في قوات برية ولكنه يخاف عقابيل الأمر من مشهد جثث جنوده بلا رؤوس تسحلهم عناصر ترتدي الأقنعة السوداء، فتتهدد حكومات برمتها أن تسقط إن هي تورطت أكثر، فالجميع يريد قتل داعش ولكن دون أن يطأ الأرض. وتسعى الحكومات الغربية لنفخ التحالف الكردي العربي شمال شرق البلاد، ويسعى آخرون لتجميل الجبهة الإسلامية وحركة الأحرار وجيش الإسلام لتصبح مقبولة لدى الحلفاء الغربيين إن هم تأنقوا ليتألقوا في فيينا، أو في مفاوضات ديميستورا.

ولكن هل سيكفي هذا لقتل داعش؟

يحكى أن قنديل البحر في بحر #الصين يشكل أزمة خطيرة على الثروة السمكية وحركة الصيد التجاري، فقررت الحكومات إجراء عمليات قتل جماعي لقناديل البحر التي تجتمع في أسراب ضخمة، فتم اصطيادها بالشبكات العملاقة وتقطيعها ورميها في البحر، فكانت النتائج عكسية حيث تكاثرت القناديل أكثر من ذي قبل، واكتشف العلماء لاحقاً أن القنديل عند طعنه وتقطيعه يقوم برمي النظاف والبيوض فوراً كي يحافظ على استمرار وجوده بعد قتله.

قنديل البحر تكاثر في ظل ارتفاع درجة الحرارة على الأرض والتي تسبب بها الإنسان، وتكاثر  داعش هو نتيجة لارتفاع درجة الجهل والفقر في البيئة المسلمة، و داعش لن تموت بالقصف ولو كان القصف بالسلاح النووي، داعش هي وليدة للمجتمع الاسلامي الخامل المجهل المقاد كالغنم منذ عقود، داعش وليدة  النبش والنكش والبحث الأحفوري في كتب التفاسير المكررة والتي تذخر بها المكتبة الاسلامية التي تحرّم كتب نصر حامد أبو زيد والصادق النيهوم وفرج فودة.

لن يستطيع أحد قتل داعش بالسكين، داعش ستتوالد من جديد، فالكتب موجودة والتفاسير المتناقضة موجودة، والأنظمة المهيئة لها موجودة، والتجهيل يؤتي ثمره لدى الشعوب والنخب كما رأينا وآلمنا ذلك في #مصر.

داعش يقتلها العلم والجرأة والتطور والحرية والكرامة والعمل وبناء المجتمعات وحرية الفكر.. داعش هي قنديل بحر الٍإسلام اليوم ونتيجة لا سبب لتفشي ظاهرة النصوص المقدسة، وآلاف آلاف الكتب والتفاسير والنصوص والبرامج والتسجيلات والفيديوهات ومواقع الانترنت التي تحاول منذ 1400 سنة تفسير كتاب واحد لا يتجاوز عدد صفحاته 600 صفحة، كتابٌ أنزله لله على عباده فاكتفى بـ 600 صفحة، بينما أصر رجال الدين على رفد المسلمين بمئات ملايين الصفحات والكلام والتفاسير وتفاسير التفاسير والرد وتهافت التهافت.

داعش هي فرصة لن تتكرر للمسلمين لمواجهة تاريخية وقراءة وجرأة في اتخاذ القرارات وإيقاف العمل بكثير من الأحكام  والأحاديث وكتب التفسير وشيوخ الإسلام ومرجعيات هرمة خرفة.

فمن سيقتل داعش ؟ ومن يريد فعلاُ قتل داعش؟ وهل هناك من يريد حقاً قتل داعش؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة