حمزة فراتي

وافق أبو محمد من ريف #دير_الزور الشرقي (واحد من الذين أجبرتهم الأوضاع على الهروب نحو الحدود السورية التركية) على إعطاء طفليه حبوب المنوم، كي لا يبكي الطفلان أثناء العبور، فتقوم قوات حرس الحدود التركية بإيقاف الأسرة وإرجاعها من حيث أتت.

 

حبوب المنوم تلك كانت إحدى شروط المهرب، الذي قال لأبي محمد أنه أعطى أطفالاً كثراً منها “ولم يحصل لهم شيء !!”، ويتابع اللاجئ.. “أعطى المهرب ابنتي الرضيعة (4شهور) وابني (3سنوات) حبوب المنوم حتى لا ينكشف أمرنا، ونتعرض  للضرب والإهانة ثم يعيدونا من  حيث أتينا”.

يتابع أبو محمد “وفي منتصف الليل بدأت رحلة الهروب والتحرك في منطقة جبلية وعرة .. والمهرب كان يستعجلنا بالحركة والأرض موحلة من مطر الليلة الماضية، وأولادي الكبار كانوا يمشون خائفين، أما الصغار  فكانوا نياماً بفعل المنوم”.

“عند وصولنا إلى الأراضي التركية، استقبلنا أقاربنا الذين سبقونا، تفاجأنا بابنتي الصغيرة التي كانت نائمة نومتها الأبدية  ..ميتة .. وأخوها يرفض الاستيقاظ وبقي مدة أسبوعين في المستشفى حتى استعاد صحته … طبعًا السبب جرعة المنوم” يختتم أبو محمد.

ليست قصة أبو محمد وطفلته هي القصة الوحيدة التي شهدتها الحدود السورية- التركية وفق الناشط سامر الديري “فالقصص تتكرر بشكل شبه يومي بعيدًا عن أعين الصحافة ومنظمات حقوق الطفل، ففي أواخر العام الماضي انزلقت إحدى السيدات من مدينة الميادين فوق طفلها الذي لم يتجاوز الشهرين من العمر فمات، وقبلها تم قنص الطفلة سيدرة منير الحمدي من حي الجبيلة في ديرالزور.. كل ذلك على الحدود التركية”.

يُذكر أن  نهاية العام 2015 ومطلع العام الحالي شهدتا حركة نزوح كبيرة لأبناء ديرالزور ريفًا ومدينة، فالأوضاع المعيشية في المحافظة مأساوية، والغلاء يتصاعد، إضافة لكثافة الطيران وغاراته التي ما عادت تميز بين مقاتل ومدني .

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة