كيف هو الوضع التعليمي في ريفي حمص وحماة بعد اتفاقيه تخفيف التصعيد

كيف هو الوضع التعليمي في ريفي حمص وحماة بعد اتفاقيه تخفيف التصعيد

هاني خليفة – حماة

يعد إقبال الطلاب على المدارس في مناطق سيطرة المعارضة بريفي #حمص و #حماة، جيداً هذا العام مقارنةً مع العام الماضي، وذلك جراء اتفاق تخفيف التصعيد الذي ضمنته #روسيا و #تركيا وإيران، إلا أن عدة مدارس في المنطقتين تعد مدمرة بنسبة كبيرة مقارنةً بباقي المدارس الموجودة.

وقال عبد الباسط علوش مدير التربية الحرة في ريف حمص الشمالي لموقع الحل، إن “إقبال الطلاب كان جيداً في بعض المدن بريف حمص بسبب المفاوضات وتخفيف التصعيد وشمول ريف حمص ضمنها، حيث عاد الكثير من الطلاب للمدارس، إلا أن بعض سكان المناطق الأخرى لم تعر المفاوضات أي شأن فكان ارتياد الطلاب للمدارس كما في كل عام.

وأكد علوش أن مدينة الرستن تعد أكثر المدن ارتيادا للمدارس بسبب عودة الأهالي من الريف إلى المدينة بعد اتفاق تخفيف التصعيد، أما باقي المناطق كمدينة تلبيسة ومنطقة الحولة لم تشهد المدارس إقبالا هذا العام، مبينا أن بعض المدارس لا تزال تابعة للنظام وملزمة بتدريس مناهجه، في حين يوجد مدارس قليلة ليس لمعظمها دعم، تدرّس منهاج الحكومة المؤقتة.

وشدد مدير التربية على أن ليس هناك أية رقابة من قبل فصائل المعارضة على المدارس أو المناهج كون الفصائل لا تدعم مديرية التربية حتى تكون رقيبة على التدريس في المنطقة، مشيراً إلى أن جميع المدارس تفتقر لكوادر التدريس بسبب قلة المجازين أوالمؤهلين للتدريس، إضافةً إلى انقطاع الطلاب الجامعيين عن دراستهم، ما أدى إلى تراجع كبير بعدد المجازين.

من جانبه، بين عبد الرحمن السيد أحد سكان ريف حمص، أن الأهالي يستقبلون العام الدراسي الحالي كما استقبلوا سابقه، بالخوف على أطفالهم من القصف وانتظار بعض المنظمات لدعم الأطفال باللباس والقرطاسية، فمعظمهم لا يملك ثمن الدفاتر والحقائب ليشتروها لأبنائهم، نتيجة الوضع الاقتصادي المتردي لدى معظم السكان بسبب غلاء الأسعار والحصار المفروض على المنطقة منذ حوالي خمس سنوات من قبل قوات النظام.

أما في مناطق سيطرة المعارضة بريف حماة، فإن فرق الدفاع المدني عملت على تنظيف المدارس وإعادة تأهليها تحت حملة “أطفالنا أملنا”، قبل حلول العام الدراسي، حيث عمل فريق إزالة مخلفات الحروب التابع للدفاع على استكشاف جميع المدارس من القنابل العنقودية وغيرها من القذائف غير المنفجرة إن وجدت، وتأمين المكان أمام فرق الدفاع.

ويعتبر الهدف الرئيسي من الحملة هو إعادة تأهيل وتنظيف المدارس القابلة للإصلاح من أجل استقبال عام دراسي جديد، إذ تم التنسيق مع مديرية التربية الحرة في حماة والعمل معها من قبل فرق الدفاع من أجل إعادة تأهيل أكبر عدد ممكن من المدارس، حيث تم تأهيل أكثر من 25 مدرسة.

المدرس سليمان الحسن من بلدة اللطامنة، أوضح لموقع الحل، أن عدد المدارس في البلدة تسع ونسبة الدمار فيها أكثر من 60 بالمئة، لافتاً إلى أن التعليم منعدم منذ أكثر من ثلاث سنوات داخل اللطامنة ولم يتم افتتاح أ ي مشروع تعليمي حتى اليوم، إذ يبلغ عدد الطلاب في البلدة أكثر من 250 طالباً، أصبحوا أميين نتيجة عدم التعليم في البلدة، في حين يوجد 700 طالب في مدينة كفرزيتا المجاورة يدرسون في ثلاثة مدارس من جميع المراحل التعليمية، إلا أنه يوجد 13 مدرسة مدمرة بنسبة 75 بالمئة.

وأشار المدرس إلى أن المناهج التي يتم تدريسها هي من الحكومة المؤقتة ولا يوجد مدارس تابعة للنظام في ريف حماة الشمالي، في حين يتبع بعضها من الريف الغربي للنظام ويتقاضى المدرسون رواتبهم من مديرية التربية التابعة للنظام، أما عن الكفاءات التعليمية فلا يوجد عدد مدرسين كاف لسير العملية التعليمية بشكل أفضل، إذ تتم الاستعانة بمن يحملون شهادات التعليم الثانوي (البكلوريا) من أجل تعليم الطلاب.

وكان تقرير صادر عن منظمة “يونيسيف” في وقت سابق أوضح أن 2.8 مليون طفل تركوا مدارسهم نتيجة تدميرها أو هروبهم من مناطق الصراع أو لتوجههم نحو سوق العمل لإعالة أسرهم، مشيرا أن ضخامة العدد لها تبعات خطيرة، أدناها حرمان الطفل من التعليم، وأعلاها توجهه نحو الانخراط في صفوف جماعات “الفكر الإرهابي”، فضلاً عن أنه سيترك أثراً في تراجع الناتج المحلي مستقبلاً بنسبة 5.4%.

وأكد التقرير أن نسبة الالتحاق بالتعليم الأساسي انخفضت في عام 2015 إلى ما دون 50% نتيجة تصاعد المواجهات العسكرية والعنف من جهة، وهجرة الكثير من الأسر والعوائل السورية إلى الخارج من جهة ثانية.

يشار إلى أن التقرير بين أن تعليم الأطفال خلال الحرب يحميهم من العمالة والزواج المبكر والتجنيد من قبل الجماعات المسلحة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة