من هو فهد درويش وكيف تستفيد منه إيران في مشاريعها الاقتصادية بسوريا؟!

من هو فهد درويش وكيف تستفيد منه إيران في مشاريعها الاقتصادية بسوريا؟!

حسام صالح

شكلت الحرب الدائرة في #سوريا ، مناخاً ملائماً لظهور أسماء وشخصيات جديدة لم يكن الشارع السوري يسمع بها من قبل، تحت مظلة “رجال الأعمال”، لا تتعلق نشاطاتهم بجانب معين بل هي متنوعة كتجارة السيارات والعقارات والمولات والمصارف وحتى الأدوية، برؤوس أموال لا يُعرف مصدرها، وفق كثير من المطلعين على الشأن الاقتصادي السوري، لكن في مقابل ذلك كان لإيران الدور الأكبر في إظهار هذه الشخصيات غير المعروفة لتكون ذراعها وأداتها الاقتصادية داخل سوريا، لهدفين، أولهما تجنب العقوبات الدولية المفروضة على المؤسسات والشخصيات #الإيرانية وعدم قدرتها على التحكم واستثمار الأموال، والهدف الثاني يتجلى باستخدام شخصيات جديدة غير معروفة في السوق السورية، بعد انحياز معظم رجال الأعمال السوريين إلى جانب النظام، وبذلك تكون حركتها في البيع والشراء سهلة وبمعرفة النظام الذي يسهل مهمتهم بناء على اتفاقات مبرمة مسبقاً بين الطرفين.

هذا التقرير يتحدث عن رجل الأعمال “فهد درويش” وهي شخصية لمع اسمها مؤخراً على وسائل إعلام #النظام.

كيف تحول نشاطه الاقتصادي من استثمار في مجمع العباسيين الاستهلاكي بالشراكة مع القطاع العام، للمستورد الأول للآليات الإيرانية وغيرها من الأنشطة الاقتصادية المرتبطة بإيران بشكل مباشر.

بدايات متواضعة

ظهر اسم فهد درويش أول مرة عام 2010، بعد أن قام باستثمار مجمع العباسيين الاستهلاكي، الواقع في ساحة العباسيين، بالاتفاق مع المؤسسة العامة الاستهلاكية، كنوع من الشراكة بين القطاعين العام والخاص، وأطلق عليه اسم “تايم سنتر”، بعد تجديده بالكامل وأنفاق ملايين الليرات عليه، هذا المجمع لم يصمد طويلاً رغم تحقيقه لأرباح كبيرة خلال تلك الفترة، فمع اندلاع الثورة السورية، تضرر المجمع بشكل كبير وتوقف عن الخدمة بشكل كامل لقربه من مجرى العمليات العسكرية، ووصول المعارضة على أطراف العاصمة دمشق.

مع ازدياد وتيرة المعارك في سوريا، عملت #إيران خلال تدخلها في الملف السوري على مسارين، الأول هو الجانب العسكري، والثاني هو #الاقتصادي، وتحديداً في بداية العام 2015، حيث أشارت وكالة “تسنيم” الإيرانية إلى “نمو الصادرات الإيرانية إلى سوريا خلال الأعوام الأخيرة، لافتة إلى أن حجم الصادرات التي وصلت سوريا خلال الفترة الممتدة من آذار حتى تموز عام 2016 حوالي 29 مليون دولار، وارتفع هذا الرقم في نفس الفترة عام 2017 إلى 58 مليون دولار، في حين أشارت صحيفة “فورين بولسي” الأمريكية في تقرير حديث لها أن حجم الصادرات الإيرانية إلى سوريا وصل لـ150 مليون #دولار لهذا العام.

توسيع الاستثمارات

في بحثنا عن اسم :فهد درويش محمود”، وجدنا عدد لابأس به من الأخبار والمواقع الاقتصادية التي تتداول اسمه، فيتم تعريفه مرة مدير عام شركة “أرمادا” السورية للتجارة والمقاولات في سوريا، ومرة أخرى أحد مؤسسة “شركة البركة الدوائية” في سوريا، إضافة إلى امتلاكه “مجموعة فهد درويش للتجارة والمقاولات”، إلا أن الصفة الرسمية الأكثر انتشاراً له هي رئيس اللجنة العليا للمستثمرين في المناطق الحرة.

اللافت في هذه الاستثمارات العائدة لدرويش كانت برأسمال لا يذكر، مع أن تاريخ إنشائها في بداية العام 2018، فوفقاً لموقع “الاقتصادي” السوري فإن درويش يمتلك 50% من شركة “أرمادا” بقيمة 2.5 مليون ليرة أي (5 آلاف دولار) تقريباً، وبحسب الموقع أيضاً، فإن فهد درويش شريك مؤسسة في شركة “البركة الدوائية” ويمتلك 74% منها بقيمة 740 ألف ليرة سورية (1500دولار).

مصدر مطلع أوضح لموقع الحل أن “شركة البركة الدوائية كانت هي الأبرز والأحدث في نشاطات رجل الأعمال التابع لإيران، وهي شركة تطمح إيران لجعلها مساهمة تطرح أسهمها للاكتتاب العام، من خلال إقامة البيت الإيراني في سوريا، والبيت السوري في إيران،  وهو أكبر دليل على تبيعة درويش، فجميع نشاطاته الاقتصادية مرتبطة في إيران بالكامل”.

وأضاف المصدر أن “شركة أرمادا” أطلقها درويش في بداية العام 2018 بريف دمشق، وبذلك أصبح المسؤول عن صناعة وتجميع السيارات والجرارات #الإيرانية في سوريا، والتي كانت تباع في السوق بين 5 و 9 ملايين ليرة سورية، وأنشأ فروعاً للشركة في 6 محافظات سورية تركزت ما بين دمشق والساحل وحمص، في حين تباع الجرارات الأوروبية من ماركة “ماسي فركسن” بين 2 و 5 ملايين ليرة سورية وهي أكثر جودة وأرخص سعراً، مما اضطره مؤخراً إلى تخفيض أسعار الجرارات بمعدل مليون ليرة على كل جرار”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.