كيف احتكرت هيئة تحرير الشام تجارة المواد النفطيّة في الشمال السوري؟

كيف احتكرت هيئة تحرير الشام تجارة المواد النفطيّة في الشمال السوري؟

محمد وسام – موقع الحل

تسعى #هيئة_تحرير_الشام منذ الإعلان عن تشكيلها في الشمال السوري إلى فرض سيطرتها على كافة موارد المنطقة الاقتصادية والخدمية، عبر السيطرة على المنشآت الحكومية والخطوط التجاريّة، حيث شكّلت العديد من الهيئات المدنيّة أبرزها “حكومة الإنقاذ” لتكون غطاء لها في السيطرة على كافة موارد الحياة في مناطق سيطرة المعارضة بريف #حلب الغربي ومحافظة #إدلب.

ومن أبرز الجهات التي شُكّلت بتبعيّة للهيئة شركة “وتد للبترول” وكانت غطاء تحرير الشام للسيطرة على الحركة التجارية الخاصة بتداول المواد النفطيّة في حلب وإدلب، لا سيما وأن المعابر الحدودية والداخلية تقع تحت سيطرة الهيئة.

وعملت شركة وتد على احتكار تجارة المحروقات ومنعت كافة الجهات والتجار من استيراد المواد النفطيّة عبر الحدود التركية أو من مناطق سيطرة النظام، ووفرت هيئة تحرير الشام ذلك عبر منع التجار إدخال قوافل المحروقات من المعابر سوى تلك التي تذهب لصالح شركة “وتد للبترول”.

يقول أحمد الحسين (تاجر محروقات يعمل بريف إدلب الغربي)، إنه يضطر منذ أشهر شراء مادتي المازوت والبنزين من شركة وتد للبترول حيث أنها المصدر الوحيد في الشمال السوري، ويقول “لا نستطيع استيراد المازوت من تركيا لأن هيئة تحرير الشام لا تمنحنا ترخيص بذلك حتى الصهاريج التي تأتي من مناطق سيطرة النظام عبر ريف حماة لا تدخل إلا للشركة وهي بدورها تبيع المواد لنا”.

ويضيف الحسين خلال حديثه لموقع الحل، أن احتكار جهة واحدة للمحروقات منع المنافسة بين التجار في أسعارها، لتصبح شركة وتد هي المتحكم الوحيد في الأسعار فالجميع مضطر لشراء المواد النفطية من الشركة.

لكن احتكار وتد للمواد النفطيّة شمال #سوريا لم يكتمل مع فتح طريق عفرين – إدلب شمال حلب وتدفق مادة المازوت من مناطق شرقي سوريا، وهو الخط الذي لا تستطيع تحرير الشام السيطرة عليه بسبب عدم وجود نفوذ لها في عفرين، فلجأت وتد إلى الامتناع عن بيع مادة البنزين للتجار إلا وفق شروط، حيث فرضت على كل تاجر يرغب بالحصول على البنزين شراء برميلي مازوت مقابل برميل واحد من البنزين وبالتالي ضمنت تصريف مادة المازوت عن طريقها، حيث أن البنزين يأتي فقط من مناطق سيطرة النظام عم معبر مورك الذي تسيطر عليه الهيئة.

ومع احتكار وتد لتجارة المحروقات أصبحت الشركة تحقق أرباحاً كبيرة من بيع المواد النفطيّة لتجار الشمال السوري، وتذهب بطبيعة الحال عائدات الشركة كجزء من تمويل هيئة تحرير الشام ومجموعاتها العسكريّة، رغم عدم اعتراف وتد بتبعيتها للهيئة.

وكانت هيئة تحرير الشام أسست شركة وتد منذ نحو تسعة أشهر إبّان سيطرتها على معبر باب الهوى الحدودي (عقب مواجهات مع حركة أحرار الشام) ومعبر مورك بريف حماه الذي يصل إلى مناطق سيطرة النظام، وأسست الشركة بحجة تنظيم عمليّة تجارة المحروقات ومنع التلاعب في أسعارها، إلا أنها سعت من خلال الشركة إلى السيطرة على الخط التجاري الخاص بالمواد النفطيّة لتحقيق أرباح ومكاسب إضافة للهيئة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.