مهارات تساعد المرأة على التخلص من الضغط النفسي

مهارات تساعد المرأة على التخلص من الضغط النفسي

(الحل)- تعد الضعوط النفسية من أصعب الأمور التي يمر بها الكثير من الأشخاص، وتعاني منها المرأة بشكل خاص نظراً لافتقار المجتمعات العربية عموماً لثقافة دعم النساء و الاهتمام بمتطلباتهن، وقد أسهمت الظروف السياسية والاجتماعية المضطربة التي تمر بها منطقتنا في الآونة الأخيرة بتفاقم الضغوط النفسية، وذلك إلى جانب تسارع وتيرة الحياة وزيادة المسؤوليات وضغوطات العمل، وهو الأمر الذي حول الإنسان لفريسة سهلة للتوتر النفسي والعصبي والأرق والاكتئاب بالإضافة للآلام العضوية المختلفة.

وإن تعرض المرأة للكثير من الضغوط الحياتية والعملية يهدد بشكل مباشر صحتها النفسية والجسدية، كما يؤثر على مستوى أدائها وإنتاجها في الأسرة والعمل.

الأخصائية الاجتماعية “مها التيناوي” تحدثت للحل عن تعريف الضغوط النفسية وسبل التعامل معها، كما قدمت بعض النصائح لحماية صحة المرأة النفسية من أخطار التعرض للضغوط الحياتية اليومية، ما يساعد في تجديد نشاطها وشعورها بالرضا الذاتي عن نفسها، ويجنبها أن تدفع ثمن عدم التعامل مع هذه الضغوط غاليًا من صحتها الجسدية والنفسية.
تشير التيناوي إلى أن التغيرات التي طرأت على حياتنا والتي ترافقت مع التطور التكنولوجي الحاصل أدت إلى شعور معظمنا بالضغط النفسي، إذ أن حياتنا في السابق كانت خالية من التعقيدات التي نتجت عن زيادة متطلباتنا ومشاكلنا وهو ما تسبب بزيادة الضغوط النفسية التي نتعرض لها.

وتوضح التيناوي أن الضغط النفسي يتأثر بدرجة استجابتنا للأحداث أو التغيرات التي تطرأ علينا في حياتنا اليومية، فبعض الأحداث التي يكون وقعها خفيفًا علينا تشكل لنا ضغطًا نفسيًا يمكننا التغلب عليه، أما الضغوط النفسية المؤلمة لا نستطيع التغلب عليها، ويمكنها بالتالي أن تؤدي إلى أضرار نفسية وأخرى جسدية فيما بعد.
فالضغط النفسي هو رد فعل طبيعي للجسم يقوم من خلاله بالدفاع عن نفسه أمام أي خطر يمكن أن يعترضه أو يهدده، وتكون الحالة الطبيعية للجسم هي التحفز واتخاذ التدابير اللازمة، ولكن إذا بقيت درجة الطوارئ مرتفعة لفترة طويلة ستكون النتائج سيئة إذ سيتعرض الجسد للإرهاق والتعب ولأضرار نفسية وجسدية.

أسباب الضغط النفسي

تنقسم أسباب الضغط النفسي إلى أسباب داخلية وأخرى خارجية.
ومن الأسباب الداخلية على سبيل المثال ما قد نتعرض له من انفعالات نتيجة عدم القدرة على التعبير عن الرأي أو البوح بسر.
أما الأسباب الخارجية فترتبط بالمحيط كالتوتر في العمل أو الخلافات الأسرية أو الطلاق أو الشعور بالضغط بسبب الدراسة أو نتيجة لفقد شخص عزيز.
وتلفت التيناوي إلى أن درجة الضغط النفسي تعود لمدى تأثر الشخص واستجابته للحدث أو المتغير الذي طرأ على حياته، فبعض الأشخاص يتأثرون بسرعة لأن مشاعرهم هشة، بينما يوجد أشخاص آخرون لديهم صلابة تمكنهم من المقاومة وتحدي الضغوط بشكل أكبر، ولكن في بعض الأحيان قد يصل الشخص لمراحل عالية من التصدي لا يستطيع احتمالها، وهي تؤدي بالتالي إلى الشعور بالضغوط النفسية وتبعاتها.

كيف أعرف أني أعاني من ضغط نفسي؟
يمكن تصنيف أعراض الضغط النفسي لأعراض نفسية، وجسدية، وسلوكية.
فعلى الصعيد النفسي يصبح الشخص انفعاليًا بشكل زائد عن الحد الطبيعي ويعاني من العصبية المستمرة، ويتولد لديه شعور بالكآبة والملل والضجر والقلق والتوتر دون معرفة السبب، كما تصبح جميع أفكاره سلبية، ويعاني من مشاكل في النوم، وصعوبة في التركيز وحالة من النسيان المؤقت.
أما على الصعيد الجسدي فيعاني الشخص من خفقان أو وخز في القلب، واضطرابات في المعدة، وصداع ودوار وضيق في التنفس، وألم وتوتر في العضلات، وزيادة في التعرق وجفاف في الفم، إلى جانب الشعور بالتعب والإرهاق الدائم.
وتتمثل الأعراض السلوكية للضغط النفسي بتفضيل العزلة والابتعاد عن الآخرين، وفقدان الشهية أو الشراهة في الطعام، والإدمان على التدخين أو الكحول أو شيء آخر معين.

كيف نتعامل مع الضغوط النفسية الحياتية اليومية؟
وعن كيفية التعامل مع الضغوط النفسية تنصح الأخصائية الاجتماعية بالتعرف على المشكلة التي سببت لنا الشعور بالضغط أو القلق والتوتر الذي نعاني منه، فمجرد معرفة السبب يعني قطع منتصف الطريق من مراحل العلاج النفسي، وبعدها يجب العمل على تغيير الظرف الذي نمر به أو الابتعاد عنه.
كما يجب تجنب الإفراط بالتفكير في المشكلة أو جعلها الشغل الشاغل، ومحاولة إلهاء أنفسنا بشيء آخر كمشاهدة التلفاز أو الخروج للتنزه مع صديق نثق به لنطرح عليه مشكلتنا.
ولنمط الحياة الصحي دور كبير في التخلص من الضغوط النفسية، ويكون ذلك بتناول الأطعمة الصحية، والتقليل من الكافيين والتدخين والسكريات، والحصول على القدر الكافي من النوم، وممارسة الرياضة بانتظام من ثلث إلى نصف ساعة يوميًا، والتنزه في الطبيعة واستنشاق الهواء النقي، كما لعمليات الاسترخاء والتأمل والمساج أثر كبير في تعزيز القدرات الذهنية وتنميتها وتخطي المشكلة.
وبالإضافة لذلك تنصحنا التيناوي بمحاولة الضحك حتى في حال عدم الرغبة به إذ أنه يساعد على إفراز هرمون السعادة وبالتالي التفوق على هرمون الكورتيزول الذي يسبب الألم والضغط النفسي، كما يفيد تناول الشوكولا ببطء مع الاستمتاع بها أيضًا في إفراز هرمون السعادة.

نصائح خاصة بالمرأة العاملة
وبما أن المرأة العاملة هي الأكثر عرضة للضغوط النفسية نتيجة كثرة الواجبات الملقاة على عاتقها في الأسرة والعمل، تقدم الأخصائية الاجتماعية بعض النصائح التي تساعدها في التعامل مع الضغوط وتحقيق حياة متوازنة.
وتؤكد التيناوي على أهمية إدارة الوقت بالنسبة للمرأة العاملة، وهو ما سيساعدها في تخفيف الأعباء، مدرجة بعض الاستراتيجيات لتحقيق ذلك:
1. التركيز على المهام اليومية: فعلى سبيل المثال عندما تكون المرأة في العمل ويخطر على بالها مهمة أخرى عليها تأديتها اليوم؟ يجب عليها ترك التفكير بهذا الأمر وعدم خلط الأمور ببعضها والتركيز على العمل لإنجازه بسرعة أكبر، أما في حال سيطرة الفكرة بشكل كبير على تفكيرها يمكنها إيقاف العمل لمدة خمس دقائق وأخذ استراحة لترتاح وتفكر في الأمر ومن ثم تعود إلى عملها بكامل تركيزها.
2. تجنب تعدد المهام في الوقت نفسه: فعلى سبيل المثال محاولة التدقيق في الحسابات المنزلية خلال ساعات عملها، إذ أنها ستجد نفسها في النهاية لم تنجز أيًا من المهمتين كما ستشعر بالإرهاق والتعب، واستهلاك جسدها وهو ما سيسبب لها ضغطًا نفسيًا، والأجدى أن تختار مهمة واحدة على أن تنهيها في وقت محدد وبذلك لن تتعرض للضغط النفسي، وتكون قد أتمت مهمتها على أكمل وجه.
3. الفصل بين مسؤوليات البيت ومسؤوليات العمل: فعندما تكون المرأة في العمل يجب عليها ترك جميع أمور الحياة الأسرية في المنزل، والعكس صحيح.

الاهتمام بالذات وتخصيص الوقت الكافي لعناية المرأة بنفسها، وعدم تحمل كافة أعباء الحياة بمفردها، يخلق توازناً وجواً صحياً لكامل الأسرة، فتعاون كافة قاطني المنزل، من رجال ونساء وأطفال، على مسؤوليات البيت، يفسح مجالاً لكل فرد وليس فقط للمرأة للترويح عن نفسه وتجنب الضغوط الحياتية.

إعداد: نينار خليفة – تحرير: رجا سليم

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.