أحياء دير الزور الشرقية في مناطق النظام…معاناة مضاعفة وخدمات مشلولة

أحياء دير الزور الشرقية في مناطق النظام…معاناة مضاعفة وخدمات مشلولة

دير الزور (الحل) – تعاني معظم الأحياء والمناطق الشعبية في مركز محافظة #دير_الزور الواقعة تحت سيطرة النظام والمليشيات الموالية له، حالة من العشوائية والفوضى، نظراً لغياب الأمن وغياب دور الجهات المسؤولة في إيجاد الحلول لها.

وساهم ذلك في سوء الأحوال الاجتماعية للسكان، وتردي حالة الخدمات الأساسية والصحية للمعيشة، وانتشار أكوام القمامة، وطفح المجاري بأغلب شوارع وأزقة الأحياء، ولعل أحياء هرابش والطحطوح وطب الجورة هي أكثر الأحياء التي تأثرت بتلك الأزمات.

رصد موقع «الحل» بعضاً من المعاناة اليومية التي يعيشها قاطنوا الأحياء المذكورة سابقاً من خلال لقاءات أجراها مع بعض الأهالي.

يقول صبحي العكل 44 عاماً (من سكان حي هرابش) إن «حي هرابش من الأحياء الشعبية المزدحمة وقد زاد عدد سكانه كثيراً بعد أن وفد إليه النازحون من أحياء المدينة المدمرة مسبقاً، وهو يعاني من ضعف الخدمات والتهميش في كافة قطاعات الحياة الأخرى».

ويضيف العكل “فالأوضاع الصحية لاتزال سيئة على الرغم من الوعود الكثيرة بفتح نقاط طبية جديدة في الحي منذ كسر الحصار عن المدينة أي ما يقارب العامين لكن دون جدوى، فلا يوجد إلى الآن سوى مستوصف طبي وحيد لتقديم لقاحات الأطفال وبعض الإسعافات الأولية، إذ يضطر بعض المرضى  والحالات الإسعافية الحرجة لتكبد أجور المواصلات للوصول إلى مشفى الأسد أو إحدى المشافي الخاصة بداخل المدينة” وفق قوله.

ويتحدث العكل عن أوضاع الكهربا بالقول “عامان من الوعود لتحسين الكهرباء حتى الآن، وأهالي الحي وبعض الأحياء الأخرى كالطب والطحطوح ما زالوا بانتظار الكهرباء النظامية أسوة ببقية أحياء المدينة الأخرى (غازي عياش والقصور) ، بالمقابل ما زال هؤلاء مضطرين للتعامل مع أصحاب مولدات الأمبير، مع كل سوء التعامل مع هؤلاء، ليس بسبب الاستغلال والأسعار المرتفعة لقاء كل أمبير(4000 أسبوعياً)، ولمدة 5ساعات باليوم)، والنفقة الكبيرة المترتبة على ذلك شهرياً على حساب الحاجات والضرورات المعيشية فقط، بل بسبب نمط التعامل المتعالي، والاقتصاص من كل من يوجه إليهم ملاحظة أو انتقاداً، سواء على مستوى الأسعار أو على مستوى جودة الخدمة التي يقدمونها أيضاً، فالقائمون عليها أما عناصر من الدفاع الوطني أو تربطهم علاقات بضباط أو مسؤولين في المنطقة، فمن يعترض أو يتذمر تقطع عنه الأمبيرات أو تسوء خدمتها”، وفق العكل.

مشاكل إضافية

لعل مشكلة الكهرباء ورغم أهميتها وضرورة معالجتها بشكل نهائي بما يوقف نمط الاستغلال الجائر بحق الأهالي، إلَّا أنها لا تقل أهمية وضرورة عن غيرها من المشاكل التي يعاني منها أهالي هذه الأحياء، فمشكلة المباني المتضررة والمتهالكة جراء تعرضها لقذائف سابقة وحاجتها للتدعيم وللترميم، يعتبر بعضها خطراً على قاطنيها، في الوقت الذي تنعدم فيه البدائل السكنية، ودور المحافظة الذي ما زال محدوداً على هذا المستوى.

والكثير من المشاكل الأخرى التي تعتبر هامة، مثل: المواصلات والمحروقات والأسعار وانسداد مجاري الصرف التي تنبعث منها روائح كريهة والكثير من الحشرات الناقلة للأمراض، يختم حديثه.

مسحوقون بلا صوت

تقول ميسون نعيمي 37 عاماً (من سكان حي الطحطوح) «الحال واحد في كلاً من حي الطحطوح وطب الجورة، إذ لا يختلف كثيراً عن هرابش، فقاطنوا هذه الأحياء بغالبيتهم من المسحوقين ممن اضطرتهم الظروف وضيق ذات اليد للسكن في أحياء مترهلة الخدمات، علماً أن غالبية هؤلاء مستأجرون وليسوا ملاكين، وهم من القادمين نزوحاً من الكثير من أحياء المدينة الاخرى والبلدات  المجاورة التي عانت ويلات الحرب والدمار فيما مضى، ويسددون بدلات الإيجار الشهرية المرتفعة على حساب بقية حاجاتهم وضروراتهم، فلا أثاث في البيوت ولا مقتنيات ولا كهربائيات ثمينة، ولا خدمات جيدة، والأهم: تراكم القمامة في الحارات وعلى النواصي، مع ما تستقطبه من حشرات وقوارض وكلاب شاردة، وما تخلفه من روائح كريهة وأمراض».

وهؤلاء بالرغم من الكثير من الشكاوى حول واقع الخدمات وترهلها، إلّا أن صوتهم غير مسموع، ومطالبهم بتحسينها تبدو بعيدة المنال، وذلك بحسب أولويات العمل في البلدية المقترنة بالإمكانات المتاحة، كمبرر يُساق من قبلها حيال واقع المنطقة، أو سواها، على حد تعبيرها.

السيد خليل العساني (موظف) يقول «معاناتنا في حي الطب كبيرة فالكهرباء مقطوعة والمياه قليلة والاتصالات الأرضية غالبية الأحيان خارج الخدمة وهناك صعوبة كبيرة في تأمين المواصلات من والى حي الجورة فالموظف يدفع الجزء الاكبر من راتبه اجور مواصلات لان اجرة نقل الشخص من والى الحي تصل احيانا الى 300 ليرة والذريعة هي ارتفاع سعر المازوت مع الاشارة الى ان عدد الحافلات العاملة على الخط قليل جدا الامر الذي يضطرنا للانتظار ساعات طويلة ».

وبينما تستمر معاناة المدنيين في تلك المناطق، ينتظر هؤلاء من يستمع إلى مشاكلهم ويسعى إلى حلّها للوصول إلى أدنى المتطلبات الخدميّة في الحياة.

إعداد: حمزة فراتي – تحرير: مالك الرفاعي

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.