الإنترنت في ديرالزور… متوفرة للمليشيات وغائبة عن المدنيين إلا بعض الشبكات العراقية

الإنترنت في ديرالزور… متوفرة للمليشيات وغائبة عن المدنيين إلا بعض الشبكات العراقية

ديرالزور (الحل) – “ضعف الانترنت” وتردي خدمة الشبكة العنكبوتية في محافظة #دير_الزور، بات الحديث السائد والنقاش الدائر بين سكانها من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي والعاملين في مجالات تعتمد أساساً على ضرورة توفر هذه الخدمة مؤخراً ، حيث تشهد غالبية مدن وقرى وبلدات المحافظة رداءة في توفرها، وانقطاعها لفترات طويلة في بعض الأحيان قد تتجاوز الشهرين.

الإنترنت بداخل مركز المدينة
يقول عيسى ح 39 عاماً (موظف اتصالات في المدينة) لموقع «الحل»، إن «خدمة الإنترنت بداخل أحياء المدينة المأهولة (الجورة والقصور وغازي عياش وهرابش) تعد سيئة للغاية هذا بالنسبة لمستخدمي إنترنت (DSL) والذين يعانون الأمرين في الفترة الراهنة دون أي أفق متوقع للحل بحسب أهالي من الأحياء المذكورة، و الذين يشكون يومياً من انقطاع خدمة الانترنت نهائياً، وإذا عادت الخدمة إنما تعود ببطء شديد جداً يثير الانفعالات والغضب ويشل أعمال الكثيرين منهم».
إذ أدى ضعف الإنترنت المستمر وانقطاعه لفترات طويلة إلى مشاكل عدة للأهالي وخاصة من يعتمد عمله على هذه الخدمة بشكل أساسي، كأصحاب محال الحوالات المالية والصرافة أو أصحاب مقاهي الإنترنت، كما يعد طلاب الجامعات متضررين أيضاً من ذلك، فقسم كبير يحتاج إلى الإنترنت بشكل رئيسي للحصول على بعض المراجع الدراسية أيضاً، وفق المصدر.

مقاهي الإنترنت تغلق أبوابها
ياسر.ف 32 عاماً (صاحب مقهى أنترنت في الأحياء المأهولة) تحدث لموقع «الحل»، قائلاً، «إنني وغيري من أصحاب المقاهي الأخرى بداخل أحياء المدينة المأهولة، اعتدنا على أعذار الجهات المسؤولة عن ضعف أو توقف الخدمة بشكل مستمر، وهو الخلل في الشبكة، وكأن هذا الخلل أو العطب حسب زعمهم لا حل له، سوى الانتظار، ودفع نفقات خدمات لا نحصل عليها ولا يستفيد منها أحد، ما دفع بعدد من أصحاب المقاهي لإغلاقها علماً بأنها مصدر زرقهم الوحيد»، وفق قوله.

عرقلة الحوالات المالية
يعتمد أصحاب محال الصرافة في المدينة على غرف الواتساب أو التيلجرام أو بعض التطبيقات الأخرى، لمتابعة وتسجيل سعر صرف العملات، إذ يتسبب ضعف الإنترنت أو انقطاعه لأيام طويلة، لفقدان التواصل بينهم وبين الفروع الأخرى المنتشرة خارج المحافظة أو خارج الدولة حتى، الأمر الذي يتسبب في عرقلة عملهم وتسيير أمور المدنيين أيضاً.
يقول صافي. ع 42 عاماً (صاحب محل صرافة)، إن «الكثير من مكاتب الحوالات أغلقت أبوابها واعتذرت عن إرسال أو تسليم أي حوالة مالية لعدم توافر الإنترنت، الأمر الذي ينعكس آثاره سلباً على المدنيين بالدرجة الأولى وأصحاب المكاتب بالدرجة الثانية، دون اكتراث المسؤولين بهذه المعضلة الكبيرة لإيجاد حلول لها»، وفق وصفه.
ويتابع متحدثاً لـ «الحل» “توفر غالبية المليشيات المنتشرة بداخل الأحياء، أجهزة إنترنت فضائية خاصة لمقراتها ومكاتب المسؤولين عنها، دون أي انقطاع أو خلل، في الوقت الذي تمنع فيه قوات النظام وهذه المليشيات المدنيين من اقتناء أجهزة إنترنت مماثلة لتسيير عملهم، منوهاً إلى أن «مقاهي الإنترنت التي يقصدها الجميع أو مكاتب الصرافة هي أحق بتزوديها بالإنترنت، من مقرات ومكاتب هذه المليشيات التي لا عمل لها سوى التسكع وخلق المشاكل بداخل أحياء المدينة» وفق تعبيره.

بينما تقول لين 27 عاماً (من سكان حي الجورة)، والتي اضطرت لترك جامعتها نتيجة الظروف التي مرت بها المحافظة، بأن «مستوى الإنترنت ومدى جودته موازياً لجودة تصريحات مدير شركة الاتصالات في المحافظة (حبر على ورق فقط) »
تضيف لين في حديثها لموقع الحل، بأن «الإنترنت هو الوسيلة الوحيدة حالياً لتواصل غالبية الأهالي مع ذويهم الغائبين والمشتتين في أنحاء أخرى من العالم، وبالرغم من رداءته إلا أنه يبقى أفضل من لا شي».
وعن الهاتف الأرضي، تقول: «لم نعد نستخدم الاتصالات الأرضية إلا في حالات نادرة وقمنا بإعادة تركيبه من أجل خدمة الإنترنت فقط، فوسائل التواصل الاجتماعي حلت محل الاتصالات الأرضية حالياً».

شبكات عراقية بديلة عن الاتصالات السورية في مدينة البوكمال
يقول خليل العفر 45 عاماً من مدينة البوكمال لموقع «الحل» ، إن «قسماً من أهالي المدينة ونسبة معينة من ريفها، يستخدمون الشبكات العراقية سواء في الإنترنت او الاتصالات العادية منذ أيام سيطرة “داعش” على المدينة وإلى الآن، إذ تقوم المليشيات الإيرانية المسيطرة حالياً على المدينة وغالبية القرى المحيطة بها، بالاعتماد كلياً على تلك الشبكات في ظل فقدان شبكات الاتصال السورية ورداءة تغطيتها، كما وتقوم بمنع الأهالي من اقتناء أجهزة إنترنت فضائية بداخل منازلهم تحت طائلة العقاب والمسؤولية، واقتصارها على مقراتهم الخاصة فقط»، وفق قوله.

هذا، وكانت خدمة الإنترنت قد عادت إلى محافظة ديرالزور منذ قرابة العامين بعد كسر الحصار الذي فرضة تنظيم «داعش» على المدينة لأربعة أعوام متتالية، إذ تم عقبها إصلاح الكبل الضوئي، ولكن لسان حال أهل المحافظة يقول “عاد الإنترنت على محافظة دير الزور والعود “أحمد”.

إعداد: حمزة فراتي – ديرالزور

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.