شابتان سورية وأردنية.. الإبداع يجمع ما فرّقته السياسة

شابتان سورية وأردنية.. الإبداع يجمع ما فرّقته السياسة

رصد (الحل)_ رغم العلاقة شبة المنقطعة بين حكومتي سوريا والأردن بفعل المواقف المتباينة بين البلدين، ورغم ما خلفته الحرب المستمرة منذ 8 سنوات من لغة تبث التفرقة بين الشعوب، نجحت الشابتان هناء جمال (23 عاماً) وهي أردنية الجنسية، وبشرى ثنيان (21 عاماً) وهي سورية الجنسية، في ابتكار تطبيق جديد يسهل عمل التنظيم الإداري لأصحاب المشاريع الجديدة. فكان المشروع  الذي أطلقتا عليه اسم “ساعد” بمثابة تتويج لصداقتهما.

المشروع عبارة عن برنامج خاص، يساعد أصحاب المشاريع الناشئة في عملية التنظيم الإداري التي تسبق إطلاقها، من خلال دراسة الجدوى الاقتصادية وعملية التنظيم الإداري وما إلى ذلك.

كما يعمل البرنامج على التخطيط الإستراتيجي للمشاريع الناشئة والموارد البشرية وكيفية إدراتها، وتشكيل فرق العمل بالطريقة الصحيحة والمناسبة، وتحليل المشروع من خلال دراسة نقاط الضعف والقوة والفرص والتحديات ومحاولة إعطاء نبذة عن السوق المحلي المطروح فيه المشروع.

في حديثها لوكالة “الأناضول” أكدت الشابة “بشرى ثنيان” إنه رغم تفوقها في الثانوية العامة، لم يحالفها الحظ في إكمال دراستها الجامعية، نظراً لاضطرارها لمغادرة بلدها سوريا وظروف اللجوء التي تعيشها. قائلةً  إن “المشروع المشترك مع صديقتي هناء، أتاح الفرصة بأن أمارس مهاراتي الحاسوبية على أكمل وجه”.

وأشارت بشرى قائلة: “أعيش مع والداي وإخواني في الأردن منذ عام 2013، وقد أتاح لي المشروع القيام بما لم أستطع فعله في بلدي”.

وأردفت “الشباب بمختلف جنسياتهم لديهم أفكار تحتاج لترجمتها على أرض الواقع، ومن هنا كان لا بد أن ننطلق في مشروعنا؛ لنثبت أنه لا شيء مستحيل ما دام الإصرار على النجاح موجود”.

أما الشابة “هناء جمال” والتي أكملت دراستي الجامعية قبل نحو عام بتخصص المحاسبة والمالية، تقول في حديثها “لوكالة الأناضول”: “حصلت على دورة في ريادة الأعمال عند أستاذ جامعي متخصص بهذا الشأن؛ لأضيف خبرة أتمكن من خلالها إنجاح المشروع”.

وأوضحت “المشروع لا يلتفت إلى محتوى وطبيعة المشروع لأي شخص، ويكمن عمله في تنظيم العملية الإدارية”.

السيد “أحمد فؤاد” مدير جمعية تحفيز للريادة والتطوير، التي قدمت الدعم اللوجستي وتبنت مرحلة ابتكار المشروع، قال للأناضول “جمعيتنا تعمل مع منظمات دولية مختلفة تعنى بريادة الأعمال، وقد فتحنا مختبرات الحاسوب أمام هناء وبشرى؛ ليقمن بالعمل ليلاً ونهاراً على إنجاح المشروع”.

وأضاف: “هناء وبشرى قصة نجاح لا تتوقف، فقد أثبتتا، من خلال المشروع، أن لا شيء مستحيل، وأن الشباب يستطيعون القيام بمشاريعهم الخاصة مهما كانت الظروف.

إعداد وتحرير: سالم ناصيف
الصورة: وكالة الأناضول

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.