ترجمة (الحل) – نشرت صحيفة أحوال التركية تقريراً تشير فيه إلى أن الأول من شهر أيلول المقبل هو موعد انطلاق عملية جديدة لحل الخلاف المستمر منذ عقود بين الأتراك والأكراد بكفالة كل من الولايات المتحدة الأمريكية وحكومة إقليم كردستان. الأمر الذي أكّده إلهامي إيشيك، وهو رجل كردي يقال إنه عمل كوسيط في عدّة محادثات في الماضي بين المسؤولين الأتراك وحزب العمال الكردستاني (PKK) المحظور.

وفي حديثه إلى قناة إندبيندينت الإخبارية “ميدياسكوب” يوم الخميس الماضي، قال إيشيك بأن عملية السلام الجديدة سوف تكون مختلفة تماماً عن تلك التي جرت في الماضي، حيث تغيرت القوى الفاعلة الدولية والإقليمية والمحلية بشكل ملحوظ منذ العام 2015.

وكانت حكومة حزب العدالة والتنمية التركي (AKP) قد أطلقت عملية سلام في العام 2013 لحل الصراع الطويل الأمد مع الأكراد في البلاد بعد ما يزيد عن ثلاثين عاماً من المواجهات. فقد أطلق حزب العمال الكردستاني تمرداً انفصالياً مسلحاً في العام 1984، ومنذ ذلك الحين غيّر الحزب من أهدافه ليركز على الحقوق الكردية بدلاً من الاستقلال. وقد رفعت مبادرة الحكومة آمال السلام في تركيا حيث أفضت المفاوضات مع قائد حزب العمال الكردستاني المسجون عبد الله أوجلان إلى إعلان هذا الأخير انسحاب قواته من تركيا.

وقد انتهت عملية السلام تلك عندما قامت جماعة، يُزعم ارتباطها بحزب العمال الكردستاني، بتنفيذ هجوماً أدى إلى مقتل شرطيين تركيين في شهر تموز من عام 2015. وتلتها فيما بعد سلسلة من المظالم ضد أكراد تركيا الذين يشكلون ما يزيد عن 15% من سكان البلاد.

وعادت عملية السلام مجدداً إلى الانتعاش عندما رفعت الحكومة التركية في شهر أيار الماضي القيود عن عبد الله أوجلان، حيث سمحت له برؤية محاميه للمرة الأولى منذ ثمان سنوات. وكان قد قضى أوجلان فترة طويلة من العزلة خلال احتجازه في سجن على جزيرة تقع في بحر مرمرة ذلك منذ أن تم القبض عليه في العام 1999.

وفي خطاب له سرّبته وكالة الأناضول الحكومية التركية، قبل ثلاثة أيام فقط من انتخابات بلدية اسطنبول المثيرة للجدل في 23 من شهر حزيران الماضي، دعا أوجلان حزب الشعب الديمقراطي (HDP) والذي يتكون من غالبية كردية إلى إتباع “طريق ثالث” بدلاً من الانحياز في الصراع بين الكتل الحاكمة والمعارضة.

وقد رأى الكثيرون في خطاب أوجلان أنه حركة من حزب العدالة والتنمية الحاكم لجذب الأصوات الكردية في انتخابات اسطنبول. لكن حزب العدالة والتنمية وصف الخطاب بأنه إستراتيجية ما بعد الانتخابات وليس إستراتيجية للانتخابات. وكثّف الحزب المذكور من جهوده لتشكيل ما أطلق عليه أوجلان “تحالف ديمقراطي” في تركيا، بعد أن أعلن مرشح المعارضة النصر في 23 حزيران في اسطنبول.

وأكد إيشيك لميدياسكوب أن جهود الحكومة في جذب الأصوات المؤيدة بالاعتماد على خطاب أوجلان قد أضرّت بعملية السلام الجديدة قبل أن تبدأ، إلا أنه أشار في الوقت ذاته إلى إمكانية إصلاح هذا الضرر في وقتٍ قصير. وقال إيشيك: “تمارس جميع القوى الإقليمية الفاعلة، باستثناء إيران، ضغوطاً. إنهم يريدون عملية سلام جديدة”. وأضاف: “سوف تكون عملية متعددة المستويات من شأنها فتح الطريق أمام المجموعات التي تدعم الديمقراطية”.

هذا وتتوافق تصريحات إيشيك مع ما صرحت به ناجهان ألشي، وهي كاتبة صحفية لها عمود في موقع خبر تورك الإخباري كما تتمتع بوجود علاقات وثيقة تربطها بالحكومة التركية، في الواحد والعشرين من شهر حزيران الماضي لتلفزيون روداو الكردي. حيث قالت هذه الأخيرة: “لقد أكد لي مصدر موثوق أن عملية السلام الجديدة سوف تتضمن كلّ من أوجلان ونيجرفان بارزاني، الرئيس المنتخب الجديد لحكومة إقليم كردستان العراق”.

من جانبه أشار جميل بايق، وهو عضو مؤسس وقيادي بارز في حزب العمال الكردستاني، في مقال كتبه لصحيفة واشنطن بوست هذا الأسبوع إلى أن لدى كل من الدولة التركية وحزب العمال الكردستاني فرصة نادرة للدفع بصراع دام لعقود نحو حل دائم. وأكد بايق بأن حزب العمال الكردستاني ليس ساذجاً إلى الحد الذي يعتقد فيه أن حل المسألة الكردية يمكن أن يتم من خلال الحوار مع حزب العدالة والتنمية التركي الحاكم وحده. مضيفاً أنه لا يزال ملتزماً بالحل السياسي للمسألة الكردية داخل الحدود التركية.

تحرير: مالك الرفاعي

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.