سجون “الحمزات” و”السلطان مراد”: روايات مرعبة للتعذيب على يد مقاتلي الفصائل السورية المعارضة

سجون “الحمزات” و”السلطان مراد”: روايات مرعبة للتعذيب على يد مقاتلي الفصائل السورية المعارضة

أدلى مختطفون سابقون، في سجون فصائل #المعارضة_السورية_المسلحة، الموالية لتركيا، بروايات مرعبة حول ما يتعرض له المعتقلون من تعذيب وانتهاكات، تراوحت ما بين الاغتصاب، الصعق بالكهرباء، نزع الأظفار، الكي بالنار، الضرب بالعصي والأسلاك الكهربائية.

الموت تحت الاغتصاب

“زينب”، اسم مستعار لشابة من منطقة #عفرين، في العقد الثالث من العمر، لم تتمكن وزوجها وأطفالها الثلاثة من الفرار من عفرين، بعد احتلالها من #الجيش_التركي، والفصائل السورية الموالية له، في آذار/مارس 2018. وفي أيار/مايو من العام نفسه، خُطفت على يد مسلحي #فرقة_السلطان_مراد من قريتها “جنديرس”، وقبعت في سجون الفرقة لخمسة أشهر.

ولابتزاز زوجها مادياً، وإجباره على دفع دفع مبلغ عشرة آلاف دولار، وُجّهت لها، كما تقول، تهمة التخابر مع #قوات_سوريا_الديمقراطية.

روت “زينب”، لموقع «الحل نت» تجربة اعتقالها، مؤكدة تعرضها لـ«الضرب بالهراوات والأسلاك الكهربائية حتى الاغماء، واللكم على وجهها وكامل جسدها بوحشية، فضلاً عن اغتصابها طوال مدة اعتقالها، وتعرّضها للكي بالنار».

«كنّا عشرات النساء المختطفات من أعمار مختلفة، بيننا فتيات صغيرات، كن يتعرضن للاغتصاب دوماً، إحداهن، واسمها “زلوخ”، ماتت من شدة النزف بعد اغتصابها»، تقول “زينب”.

وأشارت المختطفة السابقة، إلى أن السجانين كانوا ذكوراً، لم يتوانوا عن ضرب ضحاياهم من النساء، بعد تجريدهن من الملابس، ليتسنى لهم اغتصابهن وقتما شاؤوا. وتابعت: «كانوا ينقلوننا خلال ساعات الليل خارج المعتقل، بعد تغطية عيوننا وتقييدنا، ويوهموننا أنهم بصدد إعدامنا. كانوا يشهرون أسلحتهم، ويضعون فوهات بنادقهم على رؤوسنا، في حين يقوم آخرون بإطلاق النار في الهواء، إمعانا في إرهابنا. كثيرات منا أقدمن على الانتحار، وأخريات كن يُقتلن بدم بارد، وترمى جثثهن في براري قرى #إعزاز والباب وعفرين وجرابلس، وتُسجل تلك الجرائم ضد مجهول».

تعيش “زينب” اليوم، مع عائلتها، في ريف “الشهباء”، بعد أن دفع زوجها الفدية، وتمكّن من إخراجها مع أطفاله من قريتهم، بعد عام من السيطرة التركية على المنطقة.

تستنكر “زينب” «عدم اتخاذ أية خطوات من المجتمع الدولي والمنظمات المدنية، لمنع وقوع مثل هذه الاعتداءات بحق نساء عفرين»، حسب تعبيرها.

 

تهديد عوائل الضحايا

وكان قد عُثر على جثة فتاة كردية  قاصر، تدعى “ملك نبيه”، أعدمت رمياً بالرصاص، ورُميت جثتها بين أحراج قرية “الفيرزية” بريف إعزاز، بعد اسبوعين من اختطافها من عنصر تابع لفرقة “السلطان مراد”، في أواخر أيار /مايو الماضي. وقد تعرضت “نبيه” للاغتصاب، وأُجبرت على الزواج من العنصر، تحت تهديد السلاح.

“ابراهيم شيخو”، مسؤول منظمة “حقوق عفرين”، التابعة لـ”الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا” قال إن «مصادر محلية مقرّبة من عائلة “نبيه”، أكدت للمنظمة أن والدي “ملك”، وأهالي قرية “درويش”، التي تتحدر منها الضحية، قد تعرفوا على الجثة، من خلال الصور التي انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي».

وأضاف “شيخو”، في حديثه لموقع «الحل نت»: «المصادر أكدت أن شرطة عفرين، أبلغت عائلة “نبيه” بضرورة الحضور لمشفى المدينة، للتعرف على جثة ابنتهم، من بين ثلاث جثث عائدة  لشابات أخريات».

وأشار “خضر” أن «المصادر ذاتها أكدت للمنظمة أن جنوداً أتراك، ومسلحي الفصائل السورية الموالية لتركيا، حاصروا قرية “درويش”، وهددوا كل من فيها بالقتل، في حال كشفوا أن الجثة، التي عُثر عليها في براري “الفيرزية”، تعود لـ”ملك”. بعد أن ادعت “أمنيّة اعزاز”، التابعة لفصائل المعارضة المسلحة، أن الجثة تعود لشابة من ريف #حلب، قُتلت على يد خالها وزوجته بدعوى “الشرف”».

ولا تزال القضية موضع أخذ ورد، وتتضارب الروايات حولها. ولم يؤكد كل الناشطون والمنظمات الحقوقية أن الجثة تعود فعلا ل”ملك نبيه”.

وفي آواخر الشهر الماضي،  تداول ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو قالوا إنه لـ«نساء كرديات عاريات، احتجزن في سجن سري تابع لـ”فصيل الحمزات”»، وظهرت في الفيديو لحظة اقتحام الأهالي لمركز الفصيل في مدينة عفرين.

وتعرّف عديد من أهالي المختطفات على بناتهم من خلال مقطع الفيديو، بعد أن كان مصيرهن مجهولاً. من جهته قال “ابراهيم شيخو” إن المعتقلات: «نقلن لسجن إعزاز لأيام، وأعدن لسجن #فصيل_الحمزات مرة أخرى، وسط دعوات من ذويهن بتحرريهن أو محاكمتهن، ومحاسبة الجناة».

وكشفت مصادر اعلامية عن هوية شقيقتين مختطفتين، ظهرتا في الفيديو المسرّب من سجن “فصيل الحمزات”، مؤكدة أن «”لونجين محمد خليل عبدو”، البالغة من العمر خمسة وعشرين عاماً، وشقيقتها “روجين”، البالغة تسعة عشر عاماً، خطفتا مع والدهما في حزيران/يونيو 2018، بدافع طلب الفدية».

 

جثث في بئر ماء

بعد تسعة أشهر من الاعتقال داخل سجون فرقة “السلطان مراد”، بقرية “حوار كلس” في ريف مدينة إعزاز، خرج “رضوان خليل”، الإعلامي السابق لدى “قوات سوريا الديمقراطية”، في عملية تبادل للأسرى بين “قسد” وفصائل المعارضة.

وكشف “خليل”، في حديثه لموقع «الحل نت»، عن وجود «نساء مسنّات من عفرين، داحل السجن الكبير التابع للفصيل، وعن مقبرة جماعية تُدفن فيه جثث أبناء عفرين، ممن ماتوا تحت التعذيب». ويضيف: «توجد في سجن فرقة “السلطان مراد” مقبرة جماعية، مخصصة لجثث الضحايا، الذين ٲتوا بهم من كافة ٲنحاء عفرين، من مختلف الأعمار، ومن الجنسين، وعُذبوا حتى الموت».

وتابع: «هنالك بئر مهجورة، كانت الفرقة تستعملها لتزويد السجن بمياه الشرب، جفّت في وقتٍ من الٲوقات، فحولوها لحفرة يرمون فيها جثث معتقليهم. بعدها حفروا بئراً آخرى، رميت فيها أيضاً بعض الجثث».

ودعا “رضوان خليل” المنظمات الدولية إلى «التدخّل فوراً، والكشف عن تلك المقابر، التي تلف محيط سجون فرقة “السلطان مراد”، ومحاكمة قائدها “فهيم عيسى”».

وكانت اثنتا عشرة منظمة حقوقية قد وثقت، منتصف تموز/يوليو من العام الماضي، اعتقال 5199 شخصاً من عفرين. أُفرج عن عدد منهم، لقاء فدىً مالية، فيما ما يزال مصير آخرين مجهولاً حتى الآن.

هذا التحقيق مبنى على شهادات شهود وناشطين حقوقيين، “الحل نت” ينشر الشهادات كما وردت، ولا يؤكد أو ينفي محتواها.


 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.