إسدال الستار عن نصب “الأم كولي” بسنجار.. أول إيزيدية تقتل “أميراً” في “داعش”

إسدال الستار عن نصب “الأم كولي” بسنجار.. أول إيزيدية تقتل “أميراً” في “داعش”

أسدل الستار عن نصب “الأم كولي” في قضاء #سنجار التابع لمحافظة #نينوى شمالي #العراق، تزامناً مع الذكرى السابعة للإبادة الإيزيدية، وهي أول امرأة إيزيدية تقتل “أميراً” في تنظيم “داعش”.

وجاء تشييد النصب التذكاري، تخليداً لبطولة “الأم كولي” في تصديها لقياديين من تنظيم #داعش، أثناء محاولتهم اختطافها مع طفلتها ونساء أخريات جيران لها، قبل قتلها.

إذ رفضت أن يخطف التنظيم طفلتها وعشرات النساء ممّن معها إبّان محاولتهن ترك سنجار، بعد سيطرة “داعش” عليه، وقتلَت 2 من التنظيم، أحدهما “أمير داعشي”، لتقتل بذات اليوم.

وشارك المئات من أهالي سنجار في إسدال الستار عن التمثال باللون النحاسي، وهي تحمل مسدساً في حزام من القماش يلف خصرها، وزِيّن النصب بباقات من الزهور والعلم العراقي.

وقالت ابنة “الأم كولي”، الشابة “دليمان” في حديث لوكالة “سبوتنيك” الروسية: «نحن عائلة كبيرة، وأمي كان لديها سلاح مسدّس أخذته معها عند نزوحنا من مدينتنا “ناحية سنوني” التابعة لقضاء سنجار هرباً من الإبادة والاختطاف على يد عناصر “داعش” في الثالث من أغسطس 2014».

وأضافت: «بذلك اليوم انقسمنا إلى قسمين. أنا وأبي وأختاي واثنين من زوجات أخواني توجهنا إلى #إقليم_كردستان، أما أمي وأختي وأخي وعائلة جيراننا اتجهوا إلى صعود جبل سنجار، وعلى الطريق تعرض لهم عناصر وقياديين من “داعش”».

وأردفُت،: «أمي رفضت أن يأخذوا أختي ويختطفوها مع نساء جيراننا، وقالت لهم: نحن لدينا شرف وكرامة ولن نسمح لكم باختطافنا. ليرد عليها عناصر التنظيم: سنأخذ النساء أيضاً لدينا عمل معهن».

وأكملت أن: «الرفض مجدداً جاء من أمي التي قالت لهم: ما هو العمل؟ أن تغتصبوا النساء والفتيات؟ لن أسمح لكم وأخرجت المسدس وأطلقت النار عليهم وتمكنت من قتل قيادي أمير منهم، وأصابت أخر بجروح بليغة مات على إثرها في وقت لاحق حسبما علمنا».

وتابعت “دليمان”: «لكنهم قتلوا أمي وهي من مواليد 1961 واختطفوا أختي التي كانت تبلغ من العمر تقريبا  14 عاماً، وتعرضت للاغتصاب 21 مرة على يد عناصر تنظيم “داعش”، وأول شخص قام باغتصابها سعودي الجنسية».

واستطاعت “دليمان”، أن تحرر أختها قبل عامين من الحدود التركية مقابل 13 ألف دولار أميركي، حسب (سبوتنيك).

وبيّنت ابنة “الأم كولي” في ختام حديثها أن: «أختها فقدت السمع بأذنيها تماماً، إثر قصف نفذته إحدى الطائرات الحربية أثناء استهدافها منزلا لعناصر من “داعش” كانت فيه أختي، وحاليا نحن نتواصل معها عبر الكتابة».

وصادفت أمس، الذكرى السابعة لـ “الإبادة الجماعية” كما اعترفت بها #الأمم_المتحدة وعدة دول، التي ارتكبها تنظيم “داعش” بحق الأقلية الإيزيدية في قضاء سنجار.

إذ هاجم التنظيم في (3 أغسطس/ آب 2014) قضاء سنجار، وارتكب جرائم عديدة، «فقد ذبح 1298 إيزيدياً في اليوم الأول فقط من اجتياحه للقضاء»، وفق “مؤسسة يزدا” المعنية بشؤون الأقليات.

كما اغتصب واستعبد مئات الإيزيديات، واختطف الآلاف من الرجل والنساء والأطفال، ودمّر 68 مرقداً ومزاراً دينياً، وخلّف 82 مقبرة جماعية للإيزيديين، دفن العديد منهم بها وهم أحياء، ناهيك عن عشرات المقابر الفردية للعديد من الضحايا.

وفي آخر إحصائية لمكتب “إنقاذ المختطفين الإيزيديين” المعتمدة من قبل الأمم اامتحدة، فإن عدد الإيزيديبن كان قبل مجزرة “داعش”، يبلغ 550 ألف نسمة، فيما بلغ عدد النازحين بعد المجزرة 360 ألف شخص.

وبلغ عدد الذين هاجروا إلى خارج #العراق 100 ألف إيزيدي وإيزيدية، أما عدد المختطفين من التنظيم، فهو 6417 شخصاً من الرجال والنساء والأطفال، وبلغ عدد الناجين والناجيات 3545 شخصاً، بينما بلغ عدد الباقين والباقيات أسرى لدى “داعش”، 2768 شخصاً، 1298 أنثى، و1470 رجلاً.

وأعلن فريق التحقيق الأممي عن جرائم “داعش”، في مايو الماضي، تورط 1444 عنصراً من التنظيم بارتكاب جرائم ضد الإيزيديين بسنجار، من بينهم 469 عنصراً تم تحديد أماكنهم، وطالب بإنشاء محكمة دولية خاصة بهم.

ويُحيي الإيزيديون والعديد من المنظمات المحلية والدولية هذا اليوم سنوياً بمؤتمرات وندوات لاستذكار المأساة الإيزيدية، والتشديد على إعادة الحياة لسنجار وإرجاع النازحين إلى بيوتهم وتوفير الخدمات لهم وإعمار القضاء.

وبعد 7 سنوات على الإبادة، و6 سنوات على تحرير سنجار، بالضبط في (13 أكتوبر 2015) من قبضة “داعش”، عادت 20 ألف عائلة إيزيدية نازحة فقط، والبقية معظمها بالمخيمات، وفق تصريح أدلى به قائمقام سنجار، “محما خليل” لـ (الحل نت).

ويتمثّل سبب عدم عودة العوائل النازحة إلى سنجار، بانعدام الخدمات الأساسية، فالكهرباء لا تتوفر سوى ساعتين يومياً فقط، بالإضافة إلى عدم وجود الماء الصالح للشرب.

كما أن انتشار أكثر من جهة عسكرية، خصوصاً الفصائل المسلّحة الموالية إلى #إيران في القضاء، يُثير القلق لدى الناس، ويمنعهم من العودة إلى سنجار، حسب تقرير أعدّه (الحل نت) بالتزامن مع الذكرى السابعة للإبادة الإيزيدية.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.