روسيا تحوّل سوريا إلى حقل تجارب وترفع مبيعات أسلحتها لأكثر من 15 مليار دولار

روسيا تحوّل سوريا إلى حقل تجارب وترفع مبيعات أسلحتها لأكثر من 15 مليار دولار

في تصريح روسي جديد حول استخدام الحرب في سوريا واستثمار دم السوريين في تجربة المعدات العسكرية هناك، قال وزير الدفاع ‘‘سيرغي شويغو’’ إن المُعدّات الطبوغرافية والملاحية المُقدّمة للقوات الروسية أثبتت كفاءتها العالية في سوريا.

وتحدث ‘‘شويغو’’ خلال إحاطة له في ‘‘منتدى الجيش العسكري 2021’’، أن «المساعدات الملاحية المُقدّمة للجيش، والبحرية، ليست أدنى من أفضل نظائرها في العالم».

وبحسب ما نقلته قناة ‘‘زفيزدا’’ الروسية، يوم الخميس الفائت، فإنه منذ عام 2019، تم تسليم أكثر من 200 وحدة من المُعدّات الطبوغرافية (وهي مُعدّات تختص برسم الخرائط والهيئات الطبيعة والصناعية وتسخيرها لصالح العمليات العسكرية)، وأكثر من 27 ألف وحدة من المُعدّات الملاحية إلى القوات المسلحة، وأن «المعدات المُوّردة أثبتت جدارتها خلال العملية الخاصة في سوريا، وكذلك في القطب الشمالي».

تروّج روسيا لمعداتها القتالية وأسلحتها من أجل تسويقها وعقد صفقات ضخمة من بيع الأسلحة للعديد من الدول، بعد تصدير تصريحات مختلفة في مناسبات عدة تدّعي فيها نجاح تلك الأسلحة في سوريا، جرّاء العمليات العسكرية التي تشنها روسيا وتدعم فيها القوات الحكومية ضد المدنيين في مناطق مختلفة من سوريا، كان من أبرزها الجنوب السوري في مطلع عام 2018، حيث شهدت تلك الفترة قصفاً عنيفاً طال مناطق في ريف دمشق، ومحافظات درعا والقنيطرة، إضافة إلى القصف المستمر حتى الفترة الحالية في شمال غربي سوريا.

استخدمت موسكو الأراضي السورية كمنصة دعائية لفعالية أسلحتها، فأصبح احتمال إقدام تركيا ودول أخرى في المنطقة؛ على شراء التكنولوجيا العسكرية الروسية، أمراً قابلاً للحدوث بشكل موسع خلال السنوات القليلة الماضية.

بعد التدخل العسكري الروسي في سوريا (أيلول 2015) ارتفعت مبيعات وأسعار السلاح الروسي في سوق السلاح العالمي، حيث عقدت الحكومة الروسية العديد من الصفقات التي أسهمت في دعم الخزينة الروسية بعشرات المليارات من الدولارات.

كانت تلك بداية الاستفادة من التدخل في سوريا، حيث بدأت شركات التصنيع الحربي ترسل النماذج الجديدة من أسلحتها لاختبارها في سوريا. فتحولت سوريا إلى ‘‘مسرح’’ دعاية وترويج تجاري للسلاح الروسي على حساب دم السوريين.

‘‘شويغو’’ كان صرّح في 14 من تموز/يوليو الماضي، أنه تم اختبار أكثر من 320 نوعاً من الأسلحة في سوريا، وفق ما نقلت عنه وكالة “تاس” الروسية.

كما تباهى في مناسبة أخرى، بأن العمليات في سوريا كانت «علامة فارقة منفصلة وانطلاقة حقيقية أعطت الجيش الروسي خطوة جادة ونوعية إلى الأمام».

وأشار في شهر نيسان/أبريل الماضي إلى أن العمليات العسكرية في سوريا «جعلت من الممكن اختبار الأشخاص والأسلحة ونظام التدريب القتالي بأكمله، لكن الشيء الرئيسي، بالطبع، هو العودة وإحياء تلك الروح القتالية الروسية التي لا تضاهى».

بينما اعتبر الرئيس الروسي، ‘‘فلاديمير بوتين’’، في نيسان/أبريل من العام الفائت، أن الزيادة الحاصلة في تصدير الأسلحة الروسية إلى دول العالم، يقف وراءها الاختبار العملي لهذه الأسلحة في سوريا.

وأضاف آنذاك، «شحنّا للخارج معدات عسكرية بقيمة تتجاوز 15 مليار دولار، ولدينا طلبات بأكثر من 55 مليار دولار حالياً، فلدينا تعاون مع قرابة 100 بلد».

وبحسب إحصائية لمعهد ‘‘ستوكهولم لأبحاث السلام’’ أواخر عام 2018، فإن 10 شركات تصنيع أسلحة روسية دخلت ضمن قائمة أكبر 100 شركة في العالم، وبلغت حصّتها من المبيعات 9.5 في المئة، وبذلك كان إجمالي مبيعات روسيا من السلاح 37.7 مليار دولار (33 مليار يورو). وانتزعت روسيا المركز الثاني في القائمة الذي كانت تسيطر عليه بريطانيا منذ عام 2002.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.