“اللاورقة” الأردنية.. هل تساهم بعودة الدور العربي في سوريا؟

“اللاورقة” الأردنية.. هل تساهم بعودة الدور العربي في سوريا؟

طرحت المملكة الأردنيّة رؤية جديدة لحل الأزمة السوريّة، من خلال بعض المقترحات يمكن أن تؤثر في الملف السوري تحت عنوان “اللاورقة”، فيما تركّزت رؤيتها حول محاولة «تغيير النظام» على أنه «هدفاً غير فعال».

وعلى هامش اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة قبل نحو أسبوعين، قدمت عمان هذا الطرح إلى الدول المعنية في الملف السوري، بما في ذلك الولايات المتحدة الأميركيّة.

بينما يُشير عنوان الطرح (اللاورقة)، إلى رغبة الأردن في إبقاء رؤيتها ضمن إطار الطرح غير الرسمي والقابل للنقاش والتعديل، على مبدأ «خطوة مقابل خطوة».

وترى عمان من خلال “اللاورقة”، المؤلف من خمس صفحات، أنه لا يوجد تقدم ملموس في الملف السوري حتى اليوم.

وذلك، رغم إصرار الدول المعنيّة بإيجاد حل سياسي على أساس قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2254.

وتؤكد عمان أن ذلك كلّف السورييّن كثيراً، ولا سيما على المستوى الإنساني.

ويشمل النهج الذي طرحته عمان خمسة جوانب أساسيّة، وهي: «صياغة نهج تدريجي نحو حل سياسي وفق قرار رقم 2254، بناء الدعم للنهج الجديد بين الشركاء الإقليميين والدوليين، السعي لاتفاق مع روسيا على هذا النهج، الاتفاق على آلية لإشراك “النظام” السوري في مرحلة التنفيذ».

من جانبه، الكاتب والصحفي “فراس علاوي”، يرى أن عمان تهدف بشكلٍ أساسي من خلال “اللاورقة”، إلى ضمان المصلحة الأردنيّة أولاً.

وأشار “علاوي” في حديثٍ مع (الحل نت) إلى أن الأردن انطلقت بـ”اللاورقة” من مصالحها الذاتية في إعادة العلاقات مع “الأسد”.

موضحاً، أن سوريا، هي «الرئة الاقتصاديّة للأردن، وانقطاع العلاقات بين الجانبين زاد من معاناة الأردنييّن».

ولفت “علاوي” إلى أن عمان تسعى من خلال هذا الطرح لـ«تقويم سلوك “النظام”، وليس اسقاطه».

هل مقترحات “اللاورقة” يُمكن أن تُنفذ قريباً؟

يعتقد “علاوي” أن تنفيذ مقترحات “اللاورقة” يتطلب وقتاً طويلاً، حيث «يصعب تنفيذها على المدة القريب أو حتى المتوسط»، على حدِ تعبيره.

لافتاً إلى أن كل خطوة من هذه المقترحات «تحتاج إلى مفاوضات وتواصل واتصالات، ومن ثم تحقيقها، والتمهيد للتقدم إلى الخطوة التاليّة».

التحديات والعوائق

هناك عوائق كثيرة، كما يراها “علاوي”، منها «محاربة الإرهاب، وإخراج القوات الأجنبيّة من الأراضي السوريّة، فضلاً عن العوائق اللوجستيّة».

ولا يعتقد الكاتب أنه سيتم الاتفاق على إخراج الدول من سوريا، «لأنها لم تحقق بعد مصالحها الكاملة في سوريا» بحسب قوله.

في وقتٍ، يشير “علاوي” إلى أنه على ضوء هذه المقترحات، واقع المرحلة السياسية في سوريا قد يتغيير نحو الأفضل، وخاصةً مع محاولة إعادة دمشق للجامعة العربيّة.

ويعتقد “علاوي” أن دمشق أمام مرحلة حراك سياسي لإبعادها عن إيران، قد ينجح العرب في ذلك أو لا، «يعتمد ذلك على سلوك “النظام” وكيف سيتقبل المبادرات العربيّة».

ويتأسف “علاوي” لتعامل دمشق مع البلدان العربيّة بـ«لغة الفوقية»، وعلى مبدأ أنه «منتصر»، وأن القيادات العربيّة «جاءت مهرولة إليه، وليس العكس»، بحسب وصفه.

ومطلع تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، صرح الديوان الملكي الأردني، عن مكالمة هاتفية جرت بين ملك الأردن “عبد الله الثاني”، والرئيس السوري “بشار الأسد”، في أول اتصال معلن على هذا المستوى بين البلدين بعد 10 سنواتٍ من القطيعة.

وقال الديوان الملكي، إنّ: «الاتصال تناول العلاقات بين البلدين الشقيقين وسبل تعزيز التعاون بينهما».

وأكد الملك، خلال الاتصال، دعم بلاده لجهود الحفاظ على سيادة سوريا واستقرارها ووحدة أراضيها وشعبها، بحسب الديوان الملكي.

وتسعى عمان، من خلال “اللاورقة”، إلى فتح منافذ اقتصادية وتجارية لها في سوريا، في حين ترى دمشق في الطرح عودة لعلاقاتها مع المحيط العربي.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.