شهدت بلدة “رنكوس” المحاذية للحدود السورية – اللبنانية، أمس السبت، استنفاراً أمنياً بعد العثور على جثة قيادي سوري يعمل لمصلحة “حزب الله اللبناني”.

وقال الإعلامي السابق في المدينة، “زيد نورس”، لـ(الحل نت)، إنّ: «البلدة شهدت استنفاراً أمنياً ونصباً لحواجز سريعة من قبل الجيش السوري والمليشيات المحلية التي تعمل مع “حزب الله”، عقب اكتشاف جثة القيادي».

من هو “الخطيب”؟

وأشار “نورس”، أنّ الجثة تعود للقيادي في “حزب الله”، “راكان الخطيب”، وعثر عليها داخل منزله.

ووفقاً للإعلامي السوري، فإنّ الخطيب يعمل في مجال التهريب من لبنان إلى سوريا، ويشرف على آليات النقل التي تعود لـ”حزب الله”.

وكشف “نورس”، أنّ مقتل “الخطيب” جاء على يد أهالي من البلدة، كان تسبب بمقتل أبناءهم خلال العام السابق.

راكان الخطيب

جريمة “رنكوس”

وكان القيادي السوري الموالي لـ”حزب الله”، شارك في يناير/كانون الثاني 2020، في مجزرة راح ضحيتها 9 أشخاص من أبناء بلدة “رنكوس”.

وتعود الحادثة، طبقاً لما رواه “نورس” لـ(الحل نت)، عندما أقدمت قوات من الجيش السوري ترافقها مليشيات محلية موالية للحزب اللبناني؛ على اقتحام مناطق من البلدة للقبض على “مسلحين”، وفق وصفتهم.

وكان “مخبر” من البلدة زعم آنذاك، بوجود مسلحين من أبناء البلدة ليس لهم صلة بالفصائل لكنهم رفضوا “التسوية” والانتقال إلى إدلب، وفضلوا البقاء في جرود المنطقة بعيداً عن الأنظار.

وتطور الأمر لحدوث اشتباكات بين الطرفين استمرت عدة ساعات، تسببت بمقتل ضابط في القوات النظامية برفقة 3 عناصر آخرين، بالإضافة لمقتل 9 من المسلحين المحليين الذين اعتادوا التواجد في البلدة في ساعات متأخرة من الليل.

اقرأ أيضاً: “الجيش السوري” يقتحم بلدة رنكوس بريف دمشق

“حزب الله” يستولي على البلدات السورية الحدودية

منذ إعادة الحكومة السورية سيطرتها على ريف دمشق، بمساعدة روسيا والمليشيات الموالية لإيران وأبرزها “حزب الله”، سعى الأخير للاستيلاء على العديد من المنازل لغاية تسليمها إلى عائلات مقاتليه ومقاتلي المليشيات الإيرانية.

كما كشف الإعلامي السوري، لـ(الحل نت)، أنّ الحزب وضع يده على آلاف الدونمات من الأراضي الزراعية المزروعة والصالحة لزراعة التفاح والكرز في الحدود “السورية – اللبنانية، دون حراك من ‎مجلس بلدة رنكوس”.

وعقب مصادة الأراضي، تم مسحها كاملةً دون سابق إنذار ومُنع المزارعون من قطف محاصيلهم ضمن سياق خطة التغيير الديموغرافي المعمول بها منذ سنوات.

كما تمت عمليات التخريب والمسح بمعدات الفرقة الرابعة التي يقودها “ماهر الأسد” شقيق الرئيس السوري “بشار الأسد”، وبمساعدة مليشيات “الدفاع الوطني”.

للاطلاع يرجى قراءة: حزب الله يعرض “تسليم سهل رنكوس للمعارضة” مقابل الإفراج عن قيادي مخطوف

استراتيجية موقع “رنكوس” تسبب لها بمصيبة

تتمتع منطقة القلمون الغربي بأهمية بالغة، حيث تقع على سلسلة جبلية تمتد من منطقة “الدريج” جنوباً إلى منطقة “البريج” شمالاً بمساحة كبيرة جداً.

وتعد من أبرز المناطق العسكرية لاحتوائها مغارات طبيعية عديدة ومنحدرات كثيفة ومرتفعات ومناطق وعرة يصعب رصدها.

ويستغل “حزب الله” اللبناني منطقة القلمون الغربي لإدارة عمليات تهريب المخدرات والبشر ورفد خزينته بالمال كونها تتصل بلبنان غرباً وبالبادية السورية شرقاً وبالعاصمة دمشق جنوباً.

ويخزّن الحزب فيها كميات كبيرة من الأسلحة والعتاد العسكري كونها مأوى طبيعي آمن من استهداف طائرات إسرائيل، بالإضافة إلى تدريب عناصره في معسكرات مخفية بين الجبال.

كما ينشط الحزب حالياً بكثافة في إنشاء الأنفاق بين سوريا ولبنان، ويمول ذلك من خلال تنقيبه على الكنوز والآثار في محيط خطوط الأنفاق.

تشمل منطقة القلمون الغربي العديد من المدن والبلدات أبرزها بلدة “رنكوس” التي طالها أكثر عمليات التدمير الممنهج بنسبة 90% ومصادرة كثير من الممتلكات الخاصة.

ويليها مدن “يبرود” و”قارة” وبلدات “فليطة” و”جبعدين” و”عسال الورد” و”الجبة” و”البخعة” و”تلفيتا” و”حفير الفوقا” و”الجراجير” و”رأس المعرة” و”حوش عرب”.

وكانت الحكومة السورية، قد أخلت عدّة مباني سكنية في بلدة “رنكوس” عام 2019، منها ما هو محضَر للسكن وغيرها في مرحلة الإكساء تعود ملكيتها لسوريين نازحين إلى مناطق أخرى ولاجئين ومغتربين تحت ذريعة الأسباب الأمنية، ولمصلحة “حزب الله”.

وتخضع منطقة القلمون لطموح إيران في الوصول إلى البحر المتوسط، انطلاقاً من أراضيها مروراً بالعراق والمنطقة الشرقية والمنطقة الوسطى في سوريا.

قد يهمك: سوريا من طريق الحرير إلى طريق “الكبتاغون”: هل أصبحت حكومة دمشق وحزب الله من كبار تجار المخدرات

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.