مشاركة إسرائيلية في إعادة الإعمار بسوريا.. هل تدعمها روسيا؟

مشاركة إسرائيلية في إعادة الإعمار بسوريا.. هل تدعمها روسيا؟

تتضافر جهود دولية مؤخرا لإعادة إعمار سوريا بعد الدمار في البنى التحتية الذي شهدته البلاد منذ اندلاع الحرب فيها قبل 10 أعوام وحتى اليوم، إلى جانب الجهود الدبلوماسية لدمج دمشق مع محيطها وإرجاعها لجامعة الدول العربية، في وقت ربطت فيه واشنطن وباريس ولندن إعادة إعمار سوريا بالحل السياسي.

ومطلع تشرين الأول/ أكتوبر الحالي، طرحت الحكومة السورية على ما أسمتهم بـ“الدول الصديقة”، ٣٨ شركة ومنشأة اقتصادية ضمن القطاع الخاص للاستثمار، فيما تعتبر روسيا وإيران والصين في مقدمة تلك الدول.

ويبدو أن إسرائيل تسعى للمشاركة لإعادة الإعمار في سوريا أيضا، هذا ما أوضحه السفير الإسرائيلي السابق لدى موسكو، تسفي ماغن، مشيرا إلى إن هناك جهود أكبر للتوصل إلى تسوية في سوريا، ما يسمح بالبدء في إعادة إعمار البلاد.

لكن ماغن أوضح أن التسوية في سوريا «تستلزم طرد القوات الأجنبية من سوريا، وأن الجهود الإيرانية بتعزيز وجودها في سوريا تناقض هذا بشكل مباشر»، لافتا أنه لطالما تم التنسيق بين روسيا وإسرائيل بشأن استهداف سلاح الجو الإسرائيلي مواقع الميليشيات الإيرانية على الأراضي السورية، بحسب صحيفة (يديعوت أحرنوت) الإسرائيلية.

للمزيد اقرأ: واشنطن وباريس ولندن يتفقون على ربط إعادة إعمار سوريا بالحل السياسي

تعاون روسي إسرائيلي في سوريا ضد النفوذ الإيراني

الباحث السياسي صدام الجاسر، يرى أن التعاون الروسي الإسرائيلي في سوريا ليس ضد النفوذ الايراني إنما هو ضد جزء معين من السيطرة الإيرانية.

وأضاف الجاسر لـ(الحل نت)، أن الاستهداف الإسرائيلي موجه بشكل كامل نحو المجموعات المسلحة التي تتبع ايران، وهي ميليشيات تم استقدامها لدعم الحكومة السورية في مواجهة الجيش الوطني الموالي لتركيا.

في حين، ترى إسرائيل أن روسيا مسؤولة عن ضبط حدودها مع سوريا، وروسيا تعلم أن أي خلل على الحدود الإسرائيلية سيؤدي إلى تعقيد وضعها في سوريا بشكل كبير ويسبب لها أزمة حقيقية مع الغرب، لذلك تسعى روسيا من خلال التنسيق مع إسرائيل إلى إبعاد أي خطر إيراني مستقبلي عن الحدود الإسرائيلية.

يوضح الجاسر أنه لا مانع لدى روسيا من استهداف شحنات الأسلحة التي ترى فيها خطرا يهدد أمن إسرائيل، حيث أن هذه الشحنات غالبا ما تأتي من إيران عبر العراق، ويتم استهدافها في عدة مناطق سورية، وخصوصا في البوكمال في محافظة دير الزور.

وهذا ما ترغب به روسيا في إطار الضغط بشكل دائم على إيران، لإيصال رسالة لها أنها ليست الوحيدة على الساحة السورية.

تنسيق محدود لضرب الميليشيات الإيرانية في سوريا

من الممكن أن يحدث تنسيق بين روسيا وإيرن ضد النفوذ الإيراني في سوريا، لكن ضمن نطاق معين، فروسيا تدرك أنها بحاجة للميليشيات الإيرانية في سوريا، وهما حلفاء في مساندة القوات الحكومية، فيما تعتبر روسيا المليشيات الإيرانية بمثابة خزان بشري يملئ الفراغ على الأرض، وفق الجاسر.

لذلك، لايمكن أن نرى تنسيق كامل بين روسيا وإسرائيل ضد إيران، إنما تقتصر المسألة حاليا كنوع من الضغوط لتقليص النفوذ الإيراني، خصوصا في المناطق التي ترى فيها إسرائيل أن الميليشيات تشكل تهديدا لأمنها القومي مثل الجنوب السوري.

وبالمقابل، لاترغب روسيا في خسارة حليف قوي على الأرض لديه إمكانيات كبيرة وسيطرة على مناطق كثيرة في سوريا من شمال شرقي البلاد وحتى مناطق الجنوب.

قد يهمك: في تحد للعقوبات الدولية.. روسيا تبدأ مشاريع إعادة إعمار في سوريا

هل يمكن أن تشارك إسرائيل بإعادة الإعمار في سوريا بدعم روسي؟

يعتقد الباحث السياسي صدام الجاسر، أن «لا إسرائيل ولا روسيا ترغبان في رؤية إعادة إعمار في سوريا»، ويشك في أهمية المسألة بالنسة لكلا الطرفين، موضحا أن روسيا لا تمتلك المقدرة الاقتصادية على إعادة الإعمار لوحدها، خصوصا في ظل وجود عقوبات مفروضة بموجب قانون قيصر، وكذلك فإن أغلب المناطق التي ترغب روسيا في السيطرة عليها هي في الساحل السوري، لكنها تعتبر غير مدمرة ولاتحتاج لإعادة إعمار.

وبالتالي، فإن روسيا غير مهتمة بباقي المناطق السورية، وهي منذ بداية تدخلها أعلنت أنها ستكون ضمن ما أطلقت عليه “سورية المفيدة”.

في السياق، ليس لإسرائيل مصلحة في إعادة الإعمار، إذ تفضل بقاء الحكومة السورية ضعيفة وبلد مدمر يسعى فقط للمحافظة على ما تبقى من خدمات، بحسب الجاسر.

وتحتاج إعادة الإعمار في سوريا إلى أموال طائلة قدرتها الأمم المتحدة في وقت سابق بـ400 مليار دولار أميركي، فضلا عن الموافقة الدولية ولا سيما من واشنطن، فيما لا يوجد حتى اليوم قرار دولي بهذا الشأن.

وسبق أن قالت وكيلة وزارة الخارجية الأميركية للأمن المدني والديمقراطية وحقوق الإنسان، عزرا زيا، إن «الولايات المتحدة الأميركية لن تطبع العلاقات مع الحكومة السورية، ولن تمول إعادة البناء في سوريا حتى تظهر السلطات تقدما فعليا للعملية السياسية بناء على قرار مجلس الأمن 2254».

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.