صراع بين الأسد والحرس الثوري.. هل اقتربت نهاية النفوذ الإيراني في سوريا؟

صراع بين الأسد والحرس الثوري.. هل اقتربت نهاية النفوذ الإيراني في سوريا؟

تناقلت وسائل إعلام أنباء حول وجود خلافات بين ضباط ومسؤولين رفيعي المستوى في الحكومة السورية، وعلى رأسهم الرئيس بشار الأسد، مع قائد فيلق القدس الإيراني في سوريا، مصطفى جواد غفاري، إذ لم يكونوا راضيين عن سلوك الأخير على الأراضي السورية.

ويبدو أن تصرفات غفاري- كممثل للقوات الإيرانية وميليشياتها في سوريا- خالفت جميع القواعد والأسس التي بنتها دمشق خلال السنوات الماضية، حتى وصلت لإحداث خرقا كبيرا في السيادة السورية، بحسب موقع (العربية).

قد يهمك: معارك إسرائيلية ضد النفوذ الإيراني في سوريا ولبنان.. هل اقتربت ساعة الصفر؟

وبدا من الواضح أن دمشق اعتبرت نشاطات غفاري، الذي يسير على خطى قاسم سليماني، بمثابة المحاصصة لها على كافة المستويات، والتي قد تجاوزت الأعراف السورية، بالإضافة إلى أعمال تهريب بضائع لخلق سوق سوداء، علاوة على استغلال الميليشيات الإيرانية موارد سوريا الطبيعية لمصالحها الشخصية.

والغريب، أن غفاري اعترف بأن قواته خالفت القواعد وتمركزت عناصره في مناطق حظرتها دمشق عليه، فضلا عن مخالفت قواته التعليمات بتنفيذ عدد من النشاطات ضد الولايات المتحدة وإسرائيل، والتي كادت أن تسفر عن حرب أخرى لسوريا لا ترغب بها الحكومة.

اقرأ أيضا: هيمنة إيرانية واسعة على الاقتصاد السوري.. ما الخطوة التالية؟

من هو مصطفى جواد غفاري؟

جواد غفاري، هو قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني في سوريا، وقائد الجبهة الشمالية للحرب السورية، كان أحد المقربين من قاسم سليماني، ويعتبر من قدامى القياديين في الحرس الثوري، أسندت إليه قيادة 18 مجموعة شبه عسكرية أخرى في سوريا للحفاظ على بقاء السلطة بيد الحكومة السورية.

وفي آب/ أغسطس 2019، كان اسم جواد غفاري قد تصدر عناوين الصحف ووسائل الإعلام الإسرائيلية، في حين، وضعت الأجهزة الأمنية في تل أبيب علامة على صورته تشير إلى أنه أقوى شخصية عسكرية إيرانية في سوريا.

للمزيد اقرأ أيضا: غارات إسرائيلية لمصلحة موسكو في سوريا.. هل يزداد التصعيد ضد إيران؟

علاقات دمشق طهران علاقات استراتيجية

الدكتور محمد محسن أبو النور، رئيس المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية “أفايب”، يرى في حديث مع (الحل نت)، أن الأخبار المتداولة منذ أمس، والتي تتحدث عن إقصاء خدمات غفاري من سوريا، هي بالتأكيد تعني بشكل أو بآخر أن بشار الأسد يلعب لعبة التوازن ما بين المحورين الايراني والعربي.

بحيث أن الأسد يقرب نفسه نحو الجانب العربي بخطوة، ويبعد نفسه خطوة أيضا عن الجانب الإيراني، في معادلة التوازن التي أرثاها خلال الأسابيع الماضية القليلة.

إذ ترغب دمشق في العودة مرة أخرى إلى تموضعها في العالم العربي كما كانت قبل مارس 2011، كما ترغب بالحصول مجددا على عضويتها في جامعة الدول العربية.

على صلة: التفاصيل العميقة لرحلة ابن زايد إلى دمشق.. دور إيراني كبير

النفوذ الإيراني في سوريا

يعتقد أبو النور، أن المسألة تتعلق ليس فقط بالتخلص من النفوذ الإيراني في سوريا، لكنها تتعلق أيضا برغبة الأسد بأن يبدأ مرة أخرى في قيادة البلاد، بعد أن كانت تقاد وتدار من قبل الإيرانيين والروس.

الرئيس السوري بشار الأسد، يستغل انتصاره نوعا ما على خصومه الداخليين وعودته شبه المؤكدة حتى اللحظة إلى المجتمع العربي.

لكن يشير أبو النور، إلى أن المسألة فيما يتعلق بالعلاقات الإيرانية السورية، قد تكون أبعد وأعمق من ذلك، لاعتبار أن العلاقات بين الطرفين قديمة وراسخة، ولا يمكن أن تتأثر بأي إجراء شكلي من جانب الأسد.

وتعتبر العلاقات بين دمشق وطهران، علاقات مبنية على المستوى الاسترانيجي الحتمي، لا يمكن للطرفين أن يفتكّا عن بعضهما البعض بهذه السهولة، لا سيما وأن إيران متموضعة تموضع يصعب جدا فكاكه من الساحة السورية.

وخاصة، بعد أن استثمرت في مشاريعها بعدة قطاعات في سوريا، وبعقود طويلة الأمد، فضلا عن إحداثها نوع من التغيير الديمغرافي للبلاد.

اقرأ أيضا: جهود خفية للدول العربية في سوريا.. ما علاقة النفوذ الإيراني؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.