تتصاعد تداعيات أزمة المحروقات والمواصلات في عاصمة سوريا دمشق، حتى وصل تأثيرها المباشر إلى طلاب المدارس.

ومع ظهور صور استخدام الطلاب لوسائل نقل غير آمنة، اقترح العديد من الأهالي تشريع التعليم المنزلي حلا لارتفاع كلفة النقل.

توصيل بسيارات القمامة

في مشهد غير مألوف، ظهرت صور من العاصمة دمشق، لطلاب مدارس يتعلقون بسيارة نقل القمامة للوصول إلى وجهتهم.

وعطفاً على ذلك، ذكر العديد من الأهالي لـ(الحل نت)، أنّ صعوبة تأمين وسيلة نقل بسبب أزمة المحروقات؛ لجئ الطلاب المدارس في سوريا لاستغلال مثل هذه الوسيلة غير المؤمنة.

ويعاني سكان دمشق من أزمة ارتفاع نفقات النقل، وسط زيادات متواترة على أسعار المحروقات التي ارتفعت أخيرا بنسبة 100%، وقارب سعر صفيحة البنزين الحد الأدنى للأجور.

الانهيار الاقتصادي أسدل ثقله على المواطنين، وأصبح يهدد فرص آلاف الطلاب في سوريا بمتابعة تعليمهم، في حين تشير الدراسات إلى أنّ 30% (بين 6 و17 عاما) لم يدخلوا المدرسة قط.

وترى المعلمة في مدرسة الوحدة بدمشق، أسماء بدر، أنّ التعليم يدقّ ناقوس الخطر بسبب تدهور مستواه.

مضيفةً، أنّ البلاد قادمة على كارثة تطيح بجيل كامل، إذا استمرّ المسؤولون في إهمال القطاع التربوي.

اقرأ المزيد: سوق الأدوية في سوريا على صفيح ساخن.. توقف إنتاج ورفع أسعار

تشريع التعليم المنزلي لطلاب المدارس في سوريا

الحلول الرسمية المطروحة لمعالجة أزمة المحروقات في دمشق والمحافظات الأخرى، وضمان وصول المعلمين والطلاب إلى مدارسهم ليست مستدامة.

كما أنّها لا توفر الحد الأدنى من الاستقرار والاقتصادي لهم، وفقاً للمعلمة أسماء.

ومن أجل إكمال الطلاب في سوريا لتعليمهم، اضطر العديد من سكان دمشق إلى الرحيل إلى أماكن قريبة من المدارس أو تغيير المدرسة.

في المقابل، لم تسع الحكومة إلى حل ارتفاع كلفة النقل، أو توفير وسائل النقل للطلاب.

وهنا تقترح أسماء، إعادة طرح تشريع التعليم المنزلي كخيار أساسي للتعليم.

اقرأ أيضاً: “طوفان اقتصادي” يجتاح سوريا بسبب الدولار الأميركي

أزمة المحروقات وفصل الشتاء في المدارس

بلغ عدد النازحين السوريين داخليا نحو 6.7 ملايين نازح بحلول عام 2020، ويعاني معظمهم من أزمات معيشية نتيجة للانهيار الاقتصادي المتسارع.

ويعاني طلاب المدارس في سوريا، والتي تتبع لوزارة التربية، من فقدان وسائل التدفئة، في حين يحاول الطلاب التغلب على الصقيع الذي يتسرب إلى مسامهم من خلال اللبس الثقيل.

من جهته، أشار مدير تربية دمشق، سليمان يونس، إلى أن المخصصات الحكومية من مادة المازوت للمدرسة الواحدة لهذا العام لن تتجاوز 1500 لتر.

أي بمعدل 50 لترا خلال الفصل الواحد (4 أشهر) لكل شعبة صفية تستوعب 40 طالبا.

يذكر أن وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك، رفعت سعر لتر المازوت المدعوم من 180 إلى 500 ليرة، وغير المدعوم من 2400 إلى 3500 ليرة في يوليو/تموز الفائت.

وتشهد سوريا أزمة محروقات منذ عام 2011، وتقدر خسارات قطاع النفط خلال 11 عاما بـ 19.5 مليار دولار.

قد يهمك: جائحة اقتصادية قادمة على سوريا.. تعرفوا إلى الأسباب

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.