بدأت تظهر في سوريا ملامح أزمة نقص في مادة السكر خلال العام المقبل، وذلك نتيجة انخفاض المساحات المزروعة بمحصول الشوندر السكري هذا العام.

ومع آخر يوم من شهر تشرين الثاني /نوفمبر الفائت، انتهت المهلة المخصصة لزراعة محصول الشوندر السكري التي حددتها الجهات الحكومية، إذ وصلت مساحة الأراضي المزروعة بمحصول الشمندر السكري إلى ربع المساحة التي خصصتها وزارة الزراعة قبل بدء العمل بزراعته، ما يشير إلى احتمال حدوث أزمة في مادة السكر خلال العام المُقبل.

عزوف عن زراعة الشوندر السكري

وبلغت المساحات المزروعة بالشوندر 762 هكتاراً، من أصل المساحة المحددة وهي 4322.

وحذّر الخبير التنموي أكرم عفيف من أزمة نقص في مادة السكر في سوريا خلال العام المقبل، مؤكداً أن «الزراعة تحتضر».

وقال عفيف في تصريحات لصحيفة “الوطن” إنّ: «الأراضي الزراعية في سهل الغاب لم تعد صالحة للزراعة، والأعشاب المعمرة ظهرت في أكثر من نصف الأراضي بسبب عدم قيام الفلاحين بالفلاحات العميقة».

اقرأ أيضاً: مديرية الزراعة بحلب تبرر سبب ارتفاع أسعار الزيت والزيتون

وبرر الخبير التنموي عزوف المزارعين عن زراعة مساحات كبيرة من أراضيهم، بارتفاع تكاليف الزراعة والحصاد على المزارع إضافة إلى موجات الجفاف.

وحول ذلك أضاف: «المزارع اليوم طالب بشراء تنكة الزيت بـ250 ألف ليرة، وطن الحطب للتدفئة 350 ألف ليرة، وإذا كان لديه 10 دونمات تكلفة الدونم الواحد 500 ألف ليرة، أي عليه أن يدفع خلال هذا الشهر 6 ملايين ليرة، وما زالت منتجاته لم يصرفها، فمن زرع الدخان حتى اليوم لم يبع موسمه، ولم تقم المؤسسة حتى اليوم بشراء المحصول من المزارعين، فكيف سيمول موسمه ويفلح أرضه؟».

واعتبر عفيف، أن الحل يتمثل بتقديم حلول إسعافية، كمنح قروض نقدية للفلاحين بضمانة المحصول حتى ولو كانت بقيمة فائدة أكبر، بحسب رأيه.

موجة جفاف هي الأسوأ منذ عقود

وفضلاً عن ارتفاع تكاليف الزراعة ساهمت موجات الجفاف بعزوف المزارعين عن زراعة أراضيهم، إذ بدأت التغييرات المناخية تلقي بظلالها على البيئة السورية، مهددةً مصادر المياه، بعد التحذيرات والتقارير التي أكدت أن البلاد توجه أسوأ موجة جفاف في تاريخها منذ 70 عاماً، حسب تقديرات الأمم المتحدة.

وطال الجفاف مؤخراً سداً رئيسيّاً شمال غرب سوريا إثر تراجع مستوى الأمطار والاهتراء وتزايد اعتماد المزارعين على مياهه، وذلك للمرة الأولى منذ إنشائه قبل نحو 17 عاماً.

اقرأ أيضاً: عقوبات أوروبية على كيانات سورية بسبب أزمة لاجئين بيلاروسيا

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.