المتضادان يلتقيان.. الحلبوسي والخنجر يتقاسمان الكعكة؟

المتضادان يلتقيان.. الحلبوسي والخنجر يتقاسمان الكعكة؟

أخيرا، التقى المتضادان في بغداد العاصمة، التي لا تبعد كثيرا عن مدينتهما الأنبار. الحلبوسي يجتمع مع الخنجر. هكذا كان العنوان بالبنط العريض اليوم في العراق، فماذا بعد ذلك؟

يمثل زعيم حزب “تقدم”، رئيس البرلمان العراقي المنحل، محمد الحلبوسي، وزعيم حزب “عزم”، خميس الخنجر، المكون السني في العملية السياسية الحالية في العراق.

قبل الانتخابات، كان الطرفان في سجال واختلاف، وحرب كلامية، وتسقيط متبادل وصل إلى النيل من سمعتهما معا، وبعد الانتخابات، اعتقد الحلبوسي أنه الرابح.

اعتقاد الحلبوسي جاء نتيجة فوزه ثانيا في الانتخابات الأخيرة على مستوى العراق، وأولا على مستوى المكون السني بحصوله على 37 مقعدا، مقابل 13 مقعدا فقط لنظيره الخنجر.

زاد الحلبوسي من طموحاته بنيل ولاية ثانية لرئاسة مجلس النواب، واختار – تحت الكواليس – أن يذهب نحو الأغلبية السياسية بدل التوافق، قبل أن تأتيه الصدمة.

الخنجر “طوّع” الحلبوسي

الصدمة تمثلت بجمع الخنجر للأحزاب السنية المتفرقة التي حصلت على مقاعد من هنا وهناك. وأعلن عن تشكيل تحالف ناهز عدد مقاعده 35 مقعدا، وهو ما يقارب مقاعد الحلبوسي.

هنا تغير كل شيء لدى رئيس البرلمان المنحل. فالطريق لم يعد مفروشا بالورود. واختار بنفسه أن يذهب إلى الخنجر ويلتقيه لترطيب العلاقة، سعيا لمبتغاه.

تقول بعض المصادر التي حضرت لقاء اليوم، إن الاجتماع خرج باتفاق “سني” على إعادة ترشيح الحلبوسي لولاية ثانية لرئاسة برلمان العراق، فماذا وراء ذلك؟

للقراءة أو الاستماع: محمد الحلبوسي: كل الطرق تؤدي لرئاسة البرلمان العراقي ثانية؟

«يحسب للخنجر أنه استطاع تطويع الحلبوسي، وجعله يلجأ إلى خيار “التوافق” بعد أن كان يظن نفسه الممثل الأوحد والأبرز للمكون السني»، على حد قول المحلل السياسي، علي البيدر.

يضيف البيدر لـ “الحل نت”، أن حزب “عزم” بعد تحالفاته الأخيرة، غير من موازين القوى، وجعلها متقاربة، وجعل من نفسه رقما مهما في العملية السياسية.

«تصفير الأزمات»

ذلك الأمر، دفع بالطرفين، الحلبوسي والخنجر، إلى تصفير الأزمات بينهما واللجوء إلى “التوافق”، والعمل على المصالح والخطط والأهداف المشتركة بينهما، التي تخدم البيت والشارع السني، حسب البيدر.

البيدر لا يرى أي مفاجأة بالاتفاق على ترشيح الحلبوسي لولاية ثانية؛ لأنه الأوفر حظا، منذ ما قبل الانتخابات، و”عزم” يدرك ذلك أيضا، لكن التحالف الأخير لحزب الخنجر، غير من الموازين قليلا.

لكن ما الذي يؤهل الحلبوسي ليكون المرشح الأقوى، ويوافق عليه “عزم”؟ عدة أمور، وفق البيدر. منها دخوله منذ فترة قصيرة بالعملية السياسية ونجاحه بها، وتأسيسه لحزب جديد يرأسه بنفسه، ناهيك عن عمره، حيث لا يزال بمرحلة الشباب.

للقراءة أو الاستماع: مـقتدى الصدر يحاور الحلبوسي وبارزاني: حكومة أغلبية تقصي الأحزاب الولائية؟

بالمقابل، «سيكسب الخنجر من موافقته على ترشح الحلبوسي، تقاسم الحصص في الحكومة المقبلة، من وزارات ومناصب في المحافظات السنية وغيرها».

بالتالي، فإنه لا خاسر من اجتماع الأضداد. الطرفان لهما أرباحهما في لعبة السياسة المبنية على وفق المحاصصة وتقاسم “الكعكة” في عراق ما بعد 2003.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.