“امتداد” و”الجيل الجديد” بتحالف واحد: هل يكسران “تابو” الكعكة؟

“امتداد” و”الجيل الجديد” بتحالف واحد: هل يكسران “تابو” الكعكة؟

المتوقع أمسى حقيقة. “امتداد” و”الجيل الجديد” يعلنان عن تحالفهما معا، وأطلقا عليه “من أجل الشعب”، مثلما أتيا للبرلمان من قبل الشعب.

تعد حركة “امتداد” ابنة “انتفاضة تشرين” التي خرجت ضد الأحزاب التقليدية الحاكمة وفسادها. ويعد حراك “الجيل الجديد”، الحزب المناهض للأحزاب الكردية المتزعمة للمشهد في إقليم كردستان.

تحالف الحزبان اليوم، فجاء أعضاء “امتداد” و”الجيل الجديد” من الناصرية والسليمانية، يحملان هموم أهل الجنوب والشمال، سعيا لإزاحتها عنهم في بغداد العاصمة، حيث مركز القرار العراقي.

يعول أبناء وبنات ذي قار والجنوب على “امتداد”، ويعول أبناء وبنات السليمانية والإقليم على “الجيل الجديد”، فهل ينجح تحالف “من أجل الشعب”، الذي ضم نحو 30 نائبا اليوم؟

قال التحالف الذي يتزعمه علاء الركابي عن “امتداد” وشاسوار عبد الواحد عن “الجيل الجديد، إنه لن يشترك في الحكومة ولن يختار المحاصصة، وطريقه “المعارضة السياسية” للوقوف بوجه الفساد.

وأضاف في مؤتمر صحفي: «نعلن عن تحالف “من أجل الشعب”. حيث لا كعكة تقسم ولا مناصب تباع ولا أرواح تزهق. إنه تحالف وطن مثقل بجراح. ومشروع شعب يطمح إلى الحياة».

“الصراحة” تدعم الجهود

تصف الباحثة السياسية، ريم الجاف، التحالف الجديد، بالخطوة النوعية. ناهيك عن كونها سابقة لم تحصل، بأن يتحالف حزبان من مكونين مختلفين معا في عراق ما بعد 2003.

«هذا التحالف، يعبر عن الهوية الوطنية الجامعة بين الأكراد والعرب. وهو عكس كل التحالفات التي تحصل بين قوى المكون الواحد. وهذه لوحدها جواز نجاح للتحالف بمجرد إعلانه»، تقول الجاف لـ “الحل نت”.

وتعلق الجاف على ما طرحه تحالف “امتداد” و”الجيل الجديد” من ابتعاده عن المناصب والمحاصصة واختياره للمعارضة، بأن «هذه هي أول معارضة سياسية حقيقية منذ 18 عاما، فلا وجود لمفهوم المعارضة من قبل».

وفيما تعبر عن خشيتها من محاولة عرقلة عمله في محور المعارضة من قبل الأغلبية والأحزاب التقليدية، فإنها تبين بأن نجاح التحالف يجب أن يكون باعتماد المصارحة مع الشعب.

للقراءة أو الاستماع: توقيف رئيس حراك الجيل الجديد الكردية.. كتلته تعتبر قرار اعتقاله بـ “السياسي”

إن اختار تحالف “امتداد” و”الجيل الجديد”، مصارحة الناس – وهو ما تعتقد الجاف أنه سيحصل – فإن ذلك سيجعل من الجمهور ورقة ضغط داعمة للتحالف ضد من يريد عرقلته وإفشاله.

وعن ما الذي يمكن أن يحققه التحالف وهو لا يملك الكثير من المقاعد في البرلمان، التي من شأنها أن تحعله يشرع قوانين تخدم المجتمع، فإنها تقول المحاولة لوحدها تكفي.

مسعى “امتداد” و”الجيل الجديد”

وتتوقع الجاف، أن يبذل التحالف جهودا كثيرة من أجل كشف ملفات الفساد القابعة في أروقة البرلمان. وأن يقف حجر عثرة بوجه من يطمحون لاستمرار الفساد، وذلك عبر الاستجوابات، بحسبها.

وعن كيف بنت رؤيتها “المتفائلة” تلك، أشارت إلى أن التحالف يريد أن ينجح، من أجل كسب صوت الناس في الانتخابات المقبلة، ويحقق مقاعد تؤهله لمنافسة الأحزاب التقليدية وإزاحتها.

بالنتيجة، فإن كسب ود وأصوات الناس، لا يأتي ما لم يسلك التحالف ذلك الطريق، على حد قولها. وهو طريق صعب ووعر، لكن من يسعى لهدف ما، يجب أن يتوقع كل شيء، تقول الجاف مختتمة.

للقراءة أو الاستماع: حركة امتداد تهزم “الصدر” و”الفتح” في الناصرية: كيف فعلت ذلك؟

ويمتلك تحالف “امتداد” و”الجيل الجديد” 18 مقعدا. بواقع 9 مقاعد لكل منهما، نالاها في الانتخابات العراقية المبكرة، التي جرت في 10 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.

وانضم لتحالف “امتداد” و”الجيل الجديد” 10 نواب مستقلين، ليكون إجمالي عدد أعضاء التحالف الجديد 28 نائبا. ويطمح التحالف لانضمام عدد من المستقلين الآخرين، والوصول إلى 40 نائبا، بحسب زعيم “امتداد”، علاء الركابي.

وفاز في الانتخابات الأخيرة، 43 مرشحا مستقلا، وشكلوا المرتبة الثانية في الانتخابات، بعد “التيار الصدزي”، بزعامة مقتدى الصدر، الذي فاز أولا بحصوله على 73 مقعدا.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.