تتواجد أشجار الزيتون في سوريا منذ أكثر من 3000 عام، لكن الموسم الأخير أعاد ذكريات الأيام السابقة للبلاد عندما كان موسم الحصاد يدر المزيد من الأموال.

هذه هي أحدث خيبة أمل في سلسلة من الأوقات الصعبة للمزارعين والمستهلكين في سوريا الذين يتكيفون الآن مع الواقع الجديد. بعد تسع سنوات من الحرب، التي دمرت الكثير من محاصيل البلاد وقدرتها الإنتاجية، لم تعد هناك أي ضمانات بأن زيت الزيتون سيكون رخيصًا هذا العام كما كان في العام السابق.

أشجار الزيتون بلا ثمار

كانت أشجار الزيتون جزءًا مهمًا من الحياة السورية منذ 3000 قبل الميلاد. يتم إنتاج زيت الزيتون بدءا من شهر سبتمبر/أيلول وحتى ديسمبر/كانون الأول، إذ بتم عصره في المعاصر أوائل أشهر الشتاء. وتتراوح سعر الصفيحة خلال هذا الموسم بين 170 ألفًا و 220 ألف ليرة سورية.

محمد الحمصي، مالك أحد مزارع الزيتون في درعا، قال لـ”الحل نت”، إن هذا الموسم من زيت الزيتون مخيب للآمال لأن المحصول كان منخفضًا جدًا. وهذا أمر مؤسف، حسب تعبيره، لأنه يعني أن بعض الناس قد لا يكون لديهم ما يكفي للاستمتاع بنكهتهم المفضلة. وأيضًا أن أسعار زيت الزيتون ستكون مرتفعة نتيجة انخفاض العرض وزيادة الطلب.

وأرجع الحمصي، سبب عدم إنتاج الأشجار لثمار الزيتون هذا العام إلى موجة الجفاف التي ضربت البلاد وقلة الأمطار. بالإضافة إلى عجز المزارعين عن سقاية أشجار الزيتون، بسبب ارتفاع أسعار الوقود وعدم توفير الحكومة للأسمدة الزراعية بأسعار رمزية.

اقرأ أيضا: رغم ضعف الإنتاج المحلي.. اتفاقيات لتصدير زيت الزيتون السوري إلى الصين

سببين لتراجع نسب العصر

يقول الحمصي، إن المحاصيل لم تكن حتى تساوي نصف السعر الذي بيعت به. بالإضافة إلى ذلك، أدى تآكل الآلات التي تعصر الزيتون وعدم تجديدها من قبل أصحابها نتيجة الأزمة الاقتصادية وعدم قدرة استيراد قطعها بسبب العقوبات الدولية على البلاد إلى تراجع نسب عصر الزيتون.

وأوضح الحمصي، أن أن الشخص كان يحصل على صفيحة زيت مقابل 80 كليو من الزيتون العام الماضي، سوف يحصل عليها هذا العام بما لا يقل عن 100 كيلو.

مديرية الزراعة بدرعا، أعلنت أنّ كميات إنتاج زيت الزيتون، وتقديرها في نهاية موسم هذا العام يُقدر بـ21 ألف طن فيما قدرت كميات الزيت بـ 2500 طن.

المديرية أيضاً قدرت المساحة المزروعة بالزيتون في المحافظة بـ28689 هكتاراً، وهذه النسبة متراجعة عن العوام السابقة بنسبة 20 في المئة.

اقرأ المزيد: مديرية الزراعة بحلب تبرر سبب ارتفاع أسعار الزيت والزيتون

زيت حوران منخفض الجودة

موسم الزيتون والزيت السوري هو تذكير آخر للحكومة السورية بأن البلد في أزمة. على الرغم من أنه كان من المتوقع أن يخلق موسم الزيتون والزيت المزيد من الفرص للمزارعين، إلا أنه لم ينتج عنه سوى خيبة أمل وزيت بلا جودة.

ويشير الحمصي، إلى أنّ جميع العوامل المناخية والأزمة الاقتصادية أدت إلى انخفاض جودة الزيت في درعا. وهذا ليس جديداً لا سيما بعد انخفاض جودة الزيت السوري عموما وتراجع سوريا إلى المرتبة السابعة عالمياً بإنتاج الزيتون بعدما كانت في المرتبة الرابعة، إذ بلغ الإنتاج 105 ألف طن حالياً.

انخفاض جودة زيت الزيتون السوري نتيجة غياب واضح للمتابعة من قبل الجهات المسؤولة عن هذا القطاع. وبحسب الحمصي، مضيفاً أن استمرار العمل بأنماط وطرق تقليدية تفتقر إلى الأسس التكنولوجية الصحيحة والصحية عززت من ذلك.

مديرة مكتب الزيتون في وزارة الزراعة، قالت إنه «لا يمكن تحديد كميات الإنتاج النهائية طالما لم تنتهِ عمليات القطاف والعصر. لكن من المتوقع وفق ما تبين خلال الجولات الأخيرة خلال موسم القطاف أن تكون أدنى بحوالي 10بالمئة من التقديرات الأولية. والتي قدرت خلال موسم 2021 -2022 في مناطق داخل وخارج السيطرة». 

حيث قدر إنتاج الزيتون بحوالي 645331 طن ، يخصص منها لزيتون المائدة حوالي 100000طن و516000 طن لإنتاج الزيت، أي بانخفاض حوالي 24بالمئة عن الموسم الفائت حيث وصل إنتاج الزيتون إلى 850341 طن.

قد يهمك: الأسباب متعددة.. سوريا السابعة عالمياً في إنتاج الزيتون

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.