على مدار الأيام القليلة الماضية، انشغل السوريون بخبر تسجيل محافظة اللاذقية أعلى مهر لعقد زواج في تاريخ المحافظة، الخبر الذي فتح قضية المهور من جديد بين من يرى أنها من حق الزوجة لضمان حقوقها الاقتصادية، وبين من يراه وسيلة لـ«استعباد الزوجة» وفرض السلطة الذكورية عليها.

مهر عقد زواج في اللاذقية .. 200 مليار!

ونهاية شهر كانون الأول /ديسمبر الفائت، كشف القاضي السوري أحمد قيراطة عن تسجيل محافظة اللاذقية أعلى مهر لعقد زواج بلغ مجموعه مئتي مليار ليرة سوريّة.

وقال قيراطة في منشور عبر صفحته الشخصية بفيسبوك: «تم تسجيل أعلى مهر في محافظة اللاذقية لصداق مقدار معجله قدره مائة مليار معجل غير مقبوض ومؤجل صداق مقداره مائة مليار ايضا تستحق بأقرب الأجلين والتوسع بالسؤال قبل توقيع المعاملة من قبلنا مع الخاطب اجاب بأن هذا المبلغ زهيد تجاه حبه لمخطوبته (هوى بين) ونتمنى ان لايخذله فؤاده او شريكة عمره».

قد يهمك: “غالية.. رخيصة” وزن المرأة مَهرها!

كذلك كشف القاضي عن ثاني أعلى مهر تسجله المحافظة وكان مقداره 21 كيلو غرام من الذهب عيار 21. حيث قال: «ثاني أعلى مهر لمعجل مقداره كيلو غرام ذهب عيار 21 قيراط ومؤجله عشرون كيلو غرام ذهب. وكان حينها السعر الرسمي 172000 ليرة سورية للغرام. اي ما مقداره ثلاثة مليارات وستمائة واثنا عشر مليون ليرة سورية لشاب من جنسية عربية غير سورية».

موجات جدل بسبب أعلى مهر في اللاذقية

وأثار نشر القاضي لهذه المهور موجات انتقادات واسعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ومشادات كلامية عن المهر وأهمية وأهدافه في عملية الزواج، لا سيما عندما يكون بأرقام مرتفعة جدا، في ظل الوضع الاقتصادي المتهالك التي تعيشه سوريا منذ سنوات.

وقال عمر أكود تعليقا على تسجيل هذا المهر: «لي مداخلة قانونية ما هو الرسم الذي يجب ان تدفعه الزوجة على هكذا مهر عند استحقاقه».

في حين اعتبرت أليسار خضري في إطار انتقادها لهذا المهر أنه: «صار الجواز بيع وشري». أما دارين فأيدت هذا المهر وكتبت: «بيكون المبلغ عادي عنده للعريس يمكن المهم مبروك والله يهنيهم ببعض».

المهر وحقوق المرأة!

وأصبحت قضية المهور من القضايا الشائكة مؤخرا، مع بروز قضايا حقوق المرأة، من جهة ومطالبة بعض الأهالي بمهور عالية جدا لقاء قبولهم بـ“العريس” الذي يتقدم بطلب زواج ابنتهم.

“المرأة التي مهرها دجاجة.. طلاقها كش“، هذا مثل متداول في المجتمع السوري ودول أخرى من بلاد الشام، ويقصد به المرأة التي لا تطلب مهرا أو مهرها قليل، لا يتمسك بها الزوج ويطلقها دون أن يرمش له جفن، كما يطلق عليها العديد من الصفات والأحكام، مثل “رخيصة، معيوبة، ربما مصابة بمرض ما، ليس لها أهل، أصلها غير معروف، مطلقة وأرملة“.

وتقول آلاء محمد في تقرير لقسم المرأة في “الحل نت“: «هل يعني هذا أن المرأة في نظر المجتمع سلعة؟ يرتفع وينخفض سعرها بحسب مميزاتها! هل هذا الأمر يدفع بعض الرجال أو العائلات بالتباهي بالمهر الذي دفعوه مقابل الزواج من امرأة ما؟ أو يجعل امرأة تتفاخر بين النساء بقيمة مهرها؟».

المهر شرعا.. هدية أم فرض

المهر لغة: هو ما يلتزم الزوج بأدائه إلى زوجته حين يتم زواجه بها، بحسب ما جاء في معجم الوجيز.

ويسمى بحسب الرأي الشرعي في الدين الإسلامي “صداقا” وهو مبلغ من المال يدفعه الرجل للمرأة التي يرغب بالزواج منها. وفسره رجال الدين أنه يحفظ حق المرأة ويكسبها مكانة عالية لدى الرجل.

الباحث الإسلامي التنويري أحمد الرمح، عرفه في لقاء سابق مع الحل نت، بأنه «المسمى القانوني والشرعي للمال الذي تستحقه المرأة بعقد الزوج، ولكنه أكد أنه ليس شرطا من شروط الزواج ولا ركنا من أركانه، ويجوز العقد من دون تسمية مهر أو استلامه».

وفلسفة الإسلام في مسألة المهر كما تحدث عنها الرمح، باعتباره رمزا أو هدية يقدمها الرجل في الزواج وليس واجبا، وبيّن، أن هذا الزواج هو مشروع إنساني قائم على المودة والرحمة والمشاركة في كل مسائل الحياة، مؤكدا أن هذه الأمور لا تقدر بمقابل مادي.

ويتأثر مفهوم المهر والزواج والعلاقات بثقافة الشركاء ومستوى وعيهم وتطورهم الفكري، بالتوازي مع التغيير والحداثة في زمن حقوق الإنسان والمطالبة بالمساواة والعدالة بين الجنسين، مما يتطلب من المجتمعات أن تكون أكثر انفتاحا.

لاسيما، أن المرأة في العصور السابقة كانت تعتمد على إعالة الرجل لها. بينما الآن تعمل وتكسب قوتها بنفسها وتعيل أسرتها وتشارك الرجل في أعباء الحياة المادية.

اقرأ أيضا: شيرين: نفسي أرقص مع براد بيت بعدها أقابل ربنا

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.