يبدو أن الحكومة الأردنية عازمة على إكمال ما بدأته في نهاية عام 2021، عندما قررت إعادة العلاقات مع دمشق، والترويج لمسألة الحوار مع الأخيرة، ضمن مبدأ “الخطوة بخطوة” الذي أعلن عنه مؤخرا المبعوث الأممي إلى سوريا، غير بيدرسن، إذ تشير الاحتمالات إلى أن عمّان قد تعمد هذه الفترة إلى تسخين علاقاتها مع سوريا بواسطة المطبخ الإسرائيلي، في مسعى يدفع للتساؤل حول جدوى الحوار بينهما والتباحث حول الملف السوري.

سوريا على رأس مباحثات بين الأردن وإسرائيل

حظيت مباحثات الملك الأردني عبد الله الثاني، مع وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، على اهتمام واسع في وسائل الإعلام الإسرائيلية، وذلك بعدما أدرج الملك الأردني الملف السوري على رأس قائمة المباحثات بين الجانبين.

وأكدت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، أن القضية الفلسطينية لم تكن القضية الوحيدة في الاجتماع بين غانتس والعاهل الأردني، “ربما ليست حتى الموضوع الرئيسي للقاء بينهما الذي استمر ساعة ونصف الساعة؛ فالأردنيون يريدون الحديث عن الوضع في سوريا”.

وأشارت الصحيفة إلى أن الحدود الأردنية مع سوريا، شكلت المساحة الأكبر من الحديث بين الجانبين، حيث يعمل الملك الأردني في “ضوء الفهم بأن الأسد باق، لكن الحدود مع سوريا هي النقطة الأكثر حساسية بالنسبة له” بحسب الصحيفة.

قد يهمك: حقيقة انسحاب القوات الأمريكية من قاعدة التنف.. ما علاقة إيران؟

إلى ماذا تسعى الأردن في سوريا؟

يؤكد الكاتب والمحلل السياسي حسام نجار، أن بقاء الملف السوري دون حل، سيبقى يشكل عقبة لجميع الفرقاء في المنطقة، مشيرا إلى أن حله يفتح الآفاق الواسعة للدول المساهمة لذلك نراه مغلق حاليا.

وحول تطور العلاقات الأردنية مع سوريا يقول نجار في حديثه لـ”الحل نت”: “طالما كان الأردن يعتمد على سوريا في أشياء كثيرة اقتصادية بالدرجة الأولى وهذا معروف و مؤكد لكل من يبحث بعمق الصلة بين الطرفين” .

ويضيف: “تصريحات الأردن حول ضرورة التطبيع وإعادة (دمشق) للحاضنة العربية لم تكن عبثية بل ضمن الخطة الموضوعة لسوريا والممنهجة للسيطرة على مناطق منها بطريقة ما. فالأردن له مطمع بالسيطرة على درعا و لو نظريا للحصول على خيرات المنطقة، و بالطبع لا يتم هذا إلا من خلال الدعم الإسرائيلي بإبعاد العناصر الروسية و الإيرانية و دخول عناصر سورية متعاونة مع الأردن مما يسهل الأمر”.

ويعتقد نجار أن الأردن شكّل المدخل لعودة دمشق إلى الحاضنة العربية من خلال المساومات والمباحثات الأخيرة، ويدعم اعتقاده قائلا: «الأردن عراب المنطقة قديما و حديثا و يحاول أن يكون دولة مؤثرة في القرار داخل المنطقة. من هذا المنطلق تأتي الزيارات المتبادلة على كافة المستويات بين الطرفين”.

عانى الأردن بشكل حاد من تبعات الحرب السورية خاصة، لاسيما أنه فقير بالموارد ويعتمد على السياحة وعلى تجارة “الترانزيت”. وأغلب هذه التجارة كانت تأتي عن طريق سوريا إلى دول الخليج. لذلك يحاول الأردن من خلال زيارات عدة سابقا للعواصم الكبرى الحصول على موافقة لتقاربه الاقتصادي مع حكومة دمشق.

ومطلع تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، صرح “الديوان الملكي” الأردني، عن مكالمة هاتفية جرت بين ملك الأردن عبد الله الثاني، والرئيس السوري بشار الأسد، في أول اتصال معلن على هذا المستوى بين البلدين بعد 10 سنوات من القطيعة.

وقال الديوان الملكي، إن: “الاتصال تناول العلاقات بين البلدين الشقيقين وسبل تعزيز التعاون بينهما”.

وأكد الملك، خلال الاتصال، دعم بلاده لجهود الحفاظ على سيادة سوريا واستقرارها ووحدة أراضيها وشعبها، بحسب “الديوان الملكي”.

“اللاورقة” الأردنية

وطرحت المملكة الأردنية في تشرين الأول /أكتوبر رؤية جديدة لحل الأزمة السورية، من خلال بعض المقترحات يمكن أن تؤثر في الملف السوري تحت عنوان “اللاورقة”، فيما تركزت رؤيتها حول محاولة “تغيير النظام” على أنه “هدفا غير فعال”.

بينما يشير عنوان الطرح (اللاورقة)، إلى رغبة الأردن في إبقاء رؤيتها ضمن إطار الطرح غير الرسمي والقابل للنقاش والتعديل، على مبدأ “خطوة مقابل خطوة”.

وترى عمّان من خلال “اللاورقة”، المؤلف من خمس صفحات، أنه لا يوجد تقدم ملموس في الملف السوري حتى اليوم، وذلك، رغم إصرار الدول المعنية بإيجاد حل سياسي على أساس قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2254.

ويشمل النهج الذي طرحته عمان خمسة جوانب أساسية، وهي: “صياغة نهج تدريجي نحو حل سياسي وفق قرار رقم 2254، بناء الدعم للنهج الجديد بين الشركاء الإقليميين والدوليين، السعي لاتفاق مع روسيا على هذا النهج، الاتفاق على آلية لإشراك “النظام” السوري في مرحلة التنفيذ”.

للقراءة والاستماع: اتهام أمريكي إسرائيلي لإيران بغارة جوية على قاعدة التنف

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة